[ مجاميع من المواطنيين تم اخراجهم قسريا من عدن ]
هناك خطر كامن للجميع في الجنوب هو الإرهاب.
ومن الخطأ الانحراف عن مكافحته واستعادة رمزية الدولة، بمزاولة ترهيب المنتمين لكيانات سياسية أو فكرية أو اجتماعية في الجنوب، لمجرد انها لا تعجب القوى الاستقلالية التي صارت مسيطرة على الواقع هناك؛ فيما تعتبرها كيانات شمالية معادية لمشروعها، لمجرد انها ترفض او لاتستسيغ اندلاع مظاهر التطرف المناطقي أو الانفصالي المتأجج وغير الراشد للأسف باسم القضية الجنوبية حاليا.
ثم ان المنتمين لتلك الكيانات هم من أبناء الجنوب.. والمؤكد ان الشمولية ليست حلا للقضية الجنوبية، كما ان مثل هذه الصيغ الاكراهية لا تقود لحلول عادلة وديمقراطية، أو حتى من الممكن ان تحقق الإنفصال الضامن كما يتصور البلهاء، بل انها ستؤسس لانزلاقات خطيرة تفضي لصراعات وتحديات وفظائع اخطر وأشد وابشع ..صراعات جنوبية جنوبية، سيكون ارهابها أسوأ من إرهاب القاعدة بالمحصلة.
ألا من عاقل وحكيم؟
والحال انه في المراحل الانتقالية للمجتمعات المتحولة- خصوصاً العربية ذات الديمقراطية الناشئة كاليمن -من الطبيعي ان تكون التوجسات وانعدامات الثقة وانفلاتات الأمن وحتى التآمرات طبيعية للأسف.
أما الأكثر حماقة خلال هذه المراحل الإجماعية فهو ذلك الصنف المراوغ أو المرتبك الذي يريد الاستفراد بها واعاقتها أو لا يريد الإنضمام لها وإعاقة ذاته والبكاء على اللبن المسكوب.
وبالطبع لطالما تعددت الحروب اليمنية والأسباب واحدة منذ 62 و63 فيما انتجت لنا كل هذه الآثار :
آثار حروب الملكيين والجمهوريين، وآثار حروب الجبهة القومية وجبهة التحرير، وآثار حروب أحداث أغسطس، وآثار حروب الشطرين، وآثار حروب الجبهة الوطنية والجبهة الإسلامية، وآثار حروب 13 يناير، وآثار حروب 94، وآثار حروب صعدة الست، وآثار حروب 2011، وآثار حروب 2014 و 2015 و2016 .
فياترى كم جهدنا حروباً ومطاحن حروب، فيما آثار الحروب المجيدة السابقة مفتوحة بلا اندمال!؟.
هذه طبعاً أهم الحروب الكبرى الفارقة منذ الستينيات الى اليوم، فضلاً عن الحروب البينية الصغيرة كحروب الثارات والصراع القبلي والآبار... إلخ، وهي بالمئات بل بالآلاف للأسف.
لكن في السياق يبدو الأمر كأن هناك من خطط بدهاء رهيب لضرب قضية صعدة بالقضية الجنوبية عبر نزع البعد الاخلاقي لهما وإظهارهما من خلال الحوثية والحراك كمشاريع انقلابية وماقبل وطنية و مأزومة لضحايا يزعمون المظلومية وهم اكثر تخلفا وهمجية وظلما من الجلاد نفسه.
وباختصار شديد :حذار من النتيجة الأخطر على الجميع والمتمثلة في فشل الحرب وفشل السلام معا.!
لكن هل يمكن القول انه بسبب فشل المشروع الوطني صارت هناك ثلاث هويات تتصارع اليوم وهي تتكثف جراء فشل السياسة في الهوية اليمنية والهوية الهاشمية والهوية الجنوبية؟
بالتأكيد ينبغي علينا أن نقف أمام الأسئلة الكبرى بشجاعة وشفافية وصدق!
أما هوية الإرهاب المدعوش والقاعدي الأكثر عبثية في المشهد فهي تؤكد انه يريد التهام كل شيء طبعا أو إعاقة الجميع بلا استثناء.
وعني أرى انه صراع بين من يريد تحقيق مصالح الشعب في الدولة والمواطنة والمدنية والديمقراطية وبين من يريد تحقيق مصالح عصابات الاقصاء والاحتكارات والاستغلالين المناطقي والمذهبي .!