لاقت ثلاثة بيانات لما يسمى بالحركة القومية اليمنية "أقيال" صدرت اليوم الثلثاء، عن أحداث شبوة الأخيرة جدلا واسعا بين أوساط اليمنيين، على منصات التواصل الاجتماعي، كما أثارت تراشقا بين أعضاء الحركة نفسها.

وفي بيان لها أعلنت حركة "أقيال" وقوفها ضد كل ما سمته محاولات إقلاق الأمن وإرباك المشهد الوطني في محافظة شبوة، وزعمت أن الأحداث الأخيرة تقف وراءها أصابع سلالية، في تحيز واضح للحركة وعملها مع أجندات مشبوهة على حساب السيادة الوطنية.

وزعمت "أقيال" أكدت الحركة العمل مع توجيهات القيادة السياسية ممثلة في مجلس القيادة الرئاسي، كما حثت كافة القوى الوطنية  إلى التفاعل الايجابي مع قرارات المجلس في كافة المجالات والصعد.

وبعد ساعات من إصدار "أقيال" بيانها الأول، أستغربت الحركة في بيان يبدو لتيار آخر في الأقيال من الزج بها كغطاء في تمرير أهداف مشاريع مشبوهة تحت عباءة القومية اليمنية.

ومما جاء في البيان الأخير " تتابع حركة القومية اليمنية بقلق بالغ محاولة الزج باسمها كغطاء لتمرير أهداف مشاريع غير وطنية تحت عباءة القومية اليمنية.

وأكد البيان رفضه القاطع لما سماها الممارسات، وعلى موقف الحركة الثابت كتيار القومية اليمنية الذي يعلي من ثلاثة ثوابت رئيسية يمنية وهي: الجمهورية والوحدة والديمقراطية، لافتا أن أي مساس بأحد هذه الثوابت هو مساس باليمن أرضا وإنسانا وتاريخا وكرامة.

واعتبر حركة "أقيال" ما يحدث في شبوة محاولة لدق إسفين في جسد الوحدة اليمنية المباركة وتحت ذرائع واهية ومكشوفة.

وبخصوص مجلس القيادة الرئاسي، أكدت الحركة في بيانها الأول الوقوف والدعم الكامل لكل قرارات المجلس واجراءاته، بينما يرى بيان الحركة الأخير أن المجلس بعد ثلاثة أشهر من تشكله كممثل للشرعية في طريقه للفشل، في ظل تماهيه مع مشروع وتوجه أطراف خارجية تسعى إلى تقسيم وتجزئة اليمن والتصالح مع مشروع الحوثي في شمال اليمن.

وبحسب البيان فإن على مجلس القيادة الرئاسي أن يثبت لليمنيين أن شرعيته من انجازه على الأرض، انجاز يحافظ على جذوة المعركة في وجه الإمامة بتوحيد كافة الجهود، وليس التماهي مع مشروع الإنفصال الذي لا يقل خطورة مشروع الإمامة.

فيما صدر بيان ثالث عن الحركة يؤكد عدم وجود أي كيان يمثلها أو ناطق باسمها، وترفض البيانين السابقين الصادرين باسمها.

ومن خلال البيانين، يظهر مدى الانقسام المهيمن على الحركة تبعا لولاءات وأهداف القائمين على هذا التيار، الذي من المفترض أن تكون الحركة فكرية مجتمعية ومن غير اللائق الزج بها في السياسة، وفقا لمراقبين.

وأثارت بيانات حركة أقيال جدلا واسعا بين أوساط اليمنيين، اذ يروا أن الحركة مسيسة تخدم أجندات مشبوهة مستدلين في توصيفها للوضع بشبوة واتهامها لقيادات عسكرية وأمنية بالعمل لصالح جماعة الحوثي، في حين عملت تلك القيادات والكل يشهد لها بذلك منذ اليوم الأول لإندلاع الحرب في البلاد على مواجهة  الحوثيين وأصيبت بإصابات دائمة وقدمت الكثير من الشهداء، كأمثال قائد قوات الأمن الخاصة الذي أقاله المجلس الرئاسي أمس الاثنين، العميد عبدربه محمد لعكب، وكذلك قائد قوات التدخل السريع في محور عتق العميد "لشقم الباراسي العولقي" الذي قتل مع عدد من أفراده بعد هجوم شنته قوات دفاع شبوة التابعة للإمارات بمدينة عتق فجر أمس الاثنين.

واستنكر الكثير من أعضاء الحركة تلك البيان الذي وصفوه بـ "المخزي" ويرون أن الاقيال حراك فكري فقط وأي شخص يحاول تأطيره أو تنظيمه فهو كاذب"، ولا يمثل الحركة.

واعتبروا ذلك سطو غير أخلاقي على حركة الأقيال، اتفقنا أو اختلفنا على مفردات البيان، فهو بداية غير أخلاقية بالمرة، وسقوط مخزٍ.

فيما غرد الكثير من الناشطين تحت هاشتاجات #اقيال_السعودية، #اقيال_الامارات ، #اقيال_السفير في إشارة إلى السفير السعودي لدى اليمن محمد ال جابر الذي يعد الحاكم الفعلي لليمن.

وفي السياق قال الكاتب الصحفي عامر الدميني "أقيال يصدرون بيانهم المؤيد لما جرى في شبوة، وهي ذات اللغة التي ظهر بها البعض منهم خلال اليومين الماضيين، وهم يدافعون عن المليشيا هناك، وعن ما يعتبرونها الدولة.

وأضاف "البيان تعبير واضح عن انحياز هذا التيار ضد أطراف معينة، ويثبت أنه أداة تعمل لصالح طرف ما، هو ذاته الطرف الذي ظل يمولها منذ سنوات".

وتابع الدميني بالقول "اليوم تظهر الأمور واضحة دون رتوش، وندرك أن كثير من الشباب المنخرطين في هذا التيار غير راضون عن ما يجري، ولكنهم مطالبون اليوم بتحديد موقفهم، وكشف من يقف خلف هذا الاستخدام المهين للتيار في قضايا كهذي".

قلناها من وقت مبكر، أقيال فكرة نبيلة لكنها باتت اليوم تمضي في مسار مغلوط، ولافرق بين من يحولها لهذا الوضع وهو يخدم تيار بعينه وبين يخدم السيد.

وبشأن التراشق الإعلامي في بياني "أقيال" يقول "الانقسام يهيمن تبعا لولاءات وأهداف القائمين على هذا التيار، والحراك الاجتماعي إذا جرى الزج به في السياسة يفسد. لافتا إلى أن فكرة "أقيال" نقية جرى تشويهها، وباتت بهذا الشكل، وفي قادم الأيام ستبرز بشكلها الحقيقي ومن تخدم بكل بوضوح.

الكاتب الصحفي علي الفقيه سخر من بيان حركة "أقيال" قائلا: "سجل عندك يا ليد دكان جديد أربع فتحات على شارعين وزباين جاهزين ومضمونين ينتج بيانات بكل الألوان والمقاسات المطلوبة في السوق، عادي وملون، دبل وسنجل، وكله بحسابه".  مضيفا "محترف يوم ولا متعلم سنة".

بدروه قال الناشط طعيمان جعبل طعيمان إن "القيل لا يكون "دانق"، معنى الأقيال مختلف عن الدناقة، في إشارة إلى المولين لطارق عفاش ممن تمولهم الإمارات.

واضاف "القيل لا يمكن أن يكون عميل ولا خائن لبلده، ولا يدعم أجندة تحاول تقسيم بلاده واستباحة سيادتها، ونهب ثروتها والتسلط عليها، ولا يمكن للقيل أن يتبع أجندة خارجية ومشبوهة في بلاده".

وتابع "الأقيال معنى للعزة والشموخ والكرامة والسيادة وإستقلالية الرأي الشخصي وإستقلالية اليمن، فالقيل لا يتبع سلالة ولا هو عميل لأجهزة دولة أخرى في بلده".