بكلمات ممزوجة بالمرارة يقول الفنان اليمني صبري السقّاف إنه أحيانا يصعب عليه توفير ثمن وجبة إفطار أو وجبة غداء، فيضطر إلى التسول، وقد لا يجدي التسول أحيانا، على حد قوله.
ومن معلم إلى فنان إلى مواطن، يواجه السقاف رحلة التشرد والجوع ويعيش حياة بائسة وأوضاعا معيشية قاسية، بسبب الحرب في اليمن وتدهور الأوضاع في البلاد.
وعمل صبري السقاف في وظيفة حكومية كما عمل في إحدى المدارس بمدينة تعز، وقال إنه يعيش الآن على غير الحال الذي كان عليه من قبل، وقال “أملك فقط نفسي ولا أملك أي شيء آخر”.
"أحيانا يصعب علي توفير وجبة إفطار أو غداء فأتسول".. تعرف على الفنان المشرد#اليمن pic.twitter.com/Acc4HOLHfz
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) July 22, 2022
ويتذكر السقاف وهو يحمل عوده ويعزف عليه، ما كان عليه الحال من قبل، وقال “في عام 1988 أصدرت ألبوما غنائيا، بصوتي وبمشاركة فنانة اسمها حصون قمت بتدريبها”.
وقال إن العمل الذي قام بمشاركته مع الفنانة اليمنية في ذلك الوقت احتوى على العديد من الأغاني المنوعة.
واستدرك السقاف قائلا “لو سألت أي إنسان هل يرغب في البقاء هنا -في إشارة إلى المكان الذي هو فيه- وأن يعيش هذه العيشة؟”، وأجاب “سيقول لك، لا بالطبع”.
ويسكن السقاف في كوخ وسط خردوات متراكمة فوق بعضها في مدينة تعز، وكله أمل في أن يعيش حياة كريمة، أو كما قال “عيشة آدمية”.
وقال السقاف إنه قضى أعواما وهو يتجول في الشوارع وينام على الأرصفة، وإنه كان ينام أحيانا في أماكن لا يتمنى لأحد أن ينام فيها.
وبرنة حزن واضحة ختم الفنان اليمني بأن ذلك -في إشارة إلى السكن المتواضع والحياة الصعبة التي يقاسيها- “يجعل الإنسان يشعر بالأسى والحزن على نفسه”.
الأوضاع في اليمن
ومنذ أكثر من 7 سنوات، يشهد اليمن حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري تقوده السعودية، والحوثيين الذين يسيطرون على محافظات، بينها صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.
وتسببت الحرب في أوضاع اقتصادية قاسية، وحدث انخفاض حاد في قيمة العملة الوطنية ونقص في الاحتياطيات الأجنبية، ودفعت الحرب الملايين إلى حافة المجاعة، بحسب ما ذكرته الأمم المتحدة.
وتعيش مدينة تعز تحت وطأة الفقر بعد سيطرة جماعة الحوثي عليها منذ 7 سنوات، وأعلنت الأمم المتحدة في أبريل/نيسان الماضي، أن الجماعة اتفقت مع الحكومة اليمنية على هدنة لمدة شهرين مع احتمال تجديدها.