لاقى استبعاد رئيس مجلس الرئاسة اليمني رشاد العليمي، من حضور قمة جدة في السعودية، التي انعقدت السبت، بحضور الرئيس الأمريكي جو بايدن، وقادة دول الخليج العربي والأردن ومصر والعراق، ردودا غاضبة من قبل سياسيين وكتاب وناشطين يمنيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ورصد "عربي21" أبرز ردود وتعليقات ناشطين وكتاب يمنيين على ما أعتبروها "إهانة سعودية" و"رخصا من رئيس مجلس الرئاسة اليمني"، على الرغم من أن الأخير وصل إلى المملكة قبل يومين من انعقاد القمة، لكنه تم استبعاده من المشاركة في أعمال القمة التي عقدت في جدة.
وتقول بشرى المقطري، الكاتبة والروائية اليمنية، إن اليمن لم تعد في خريطة العالم.
مقاولون رخاص
وأضافت عبر صفحتها على موقع "فيسبوك": "لقد تم حجبها وتقزيمها وتدمير أرضها وقتل مواطنيها".
وتابعت المقطري: "لقد انمحت بحيث لم تعد تذكر إلا كجبهة نفوذ للخصمين الإقليميين، ومن ثم ضرورة تأمين أمن السعودية وتحجيم تدخلات إيران، وذلك لأن وكلاءهما الصغار هم من فرضوا هذه المعادلة".
وأشارت الكاتبة اليمنية: "في قمة جدة لم تحضر اليمن، فقط حضر رئيس فرض بالقوة على أنقاض شرعية غابرة، لكن المحزن أنه لم يحظ باعتراف دبلوماسي من حليفه الأقرب بحيث يكون مشاركا في القمة".
وقالت: "و الأكيد هنا أن السعودية، مثلها مثل إيران لا ترى بوكلاء الداخل سوى مقاولين رخاص".
كعكة ومقاولون
من جانبه، قال أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء، عبد الباقي شمسان، إن المملكة العربية السعودية وافقت على تمديد الهدنة والأصل الدستوري والحق الدولي "وفقًا للمواثيق الدولية".. أن السلطة اليمنية توافق أو ترفض وتعلم دول ما تسمى التحالف العربي؛ استنادا للأعراف والمواثيق الدولية.
لكنه، أكد عبر موقع "فيسبوك" أن كل المؤشرات تدل على أن اليمن خارج الإرادة الوطنية، وأن دول الإقليم والدول المهيمنة تتفاوض على كعكة اليمن بغياب أصحاب الشأن، مشيرا إلى أن المنطق الحقوقي والدستوري يشترط أن يكون رئيس مجلس الرئاسة اليمنية رشاد العليمي، فاعلًا ومطلبا إقليميًا ودوليا.
وبحسب الأكاديمي اليمني، فإن غياب الجماعات والشخصيات الوطنية المعبرة عن تطلعات وإرادة الشعب اليمني، كارثة وطنية وقومية سوف تمتد نتائجها لعقود، فأغلب "النخب" اليمنية المنتجة إقليميا عبارة عن مقاولين أشد خطرا من الحوثيين والانفصاليين.
ملف محوري وقضية مفصلية
فيما تساءل السياسي والقيادي بحزب المؤتمر الشعبي العام، عصام شريم، قائلا: لماذا حضرت اليمن قضية ولم تحضر كقيادة قمة جدة؟ أليست ملفا محوريا وقضية مفصلية؟
مجلس تافه
وفي السياق ذاته، قال الصحفي والكاتب اليمني عبدالله دوبلة، إن تغييب اليمن عن القمة الخليجية الأمريكية، لا يعكس جدلا عن أهمية البلد المدمر لأمريكا ودول الإقليم الآن، بقدر ما يعكس نظرة الحليف لليمن ولما يريده له، وهو البقاء في الظل والهامش.
وأضاف دوبلة عبر موقع "فيسبوك": "صحيح أن مجلس الرئاسة تافه، وهو صنيعة سعودية إماراتية، إلا أن اليمن كبلد لا يقل أهمية عن مصر والأردن والعراق ليتم تجاهل دعوته لحضور القمة الخليجية الأمريكية".
استهتار وخطأ
من جهته، قال مستشار وزير الإعلام اليمني مختار الرحبي، إن دول الخليج تناقش مصير اليمن مع الأمريكان والغرب، والرئيس اليمني بجوارهم في جدة ولا يتم إشراكه في الحديث وطرح الرأي عن الملف اليمني والحرب القائمة التي يشاركون فيها.. يعتبر "استهتارا غريبا ومعيبا".
وأكد عبر موقع "تويتر": "ذهاب الرئيس العليمي إلى جدة خطأ استراتيجي.. طالما لم يتم تقديم دعوة رسمية لحضور القمة".
وأضاف مستشار وزير الإعلام اليمني: "لم يكن من الضروري الذهاب والاكتفاء بلقاء هامشي مع وزير الخارجية الأمريكي.. تهميش اليمن رغم أهمية الملف اليمني لكل الحاضرين"، موضحا أن هذا الأمر، يضع ثقلا كبيرا على كاهل الرئيس لإعادة المكانة الطبيعية لليمن بين الأشقاء.
وكان البيان الختامي لقمة جدة للأمن والتنمية، قد أكد أن القادة المشاركين عبروا عن أملهم في التوصل إلى حل سياسي في اليمن وفقاً لمرجعيات المبادرة الخليجية.
ورحب البيان بالهدنة في اليمن وتشكيل مجلس القيادة الرئاسي.