واصلت مليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح، خروقاتها في مدينة تعز، ثالث كبرى المدن اليمنية، من خلال قصفها الهستيري وبشكل عشوائي على أحياء المدينة وقرى المحافظة، بما فيها مديرية الوازعية، غرب المدينة، وحيفان، جنوب المدينة.
ودفعت بتعزيزات عسكرية إلى محيط المدينة. فيما أكدت مصادر سياسية يمنية مشاركة في مشاورات الكويت الجارية بين وفدي الحكومة ومليشيا الحوثي لـ»المدينة» أن وفد الانقلابيين قدم في رؤيته الحل السياسي وانتقال السلطة من الرئيس هادي قبل نزع سلاح المليشيا وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2216).
وفي حين أكد المخلوع صالح في ظهوره الجديد على قناة روسيا اليوم -أمس الأول- أنه لن يقبل بعودة شرعية الرئيس هادي لصنعاء ولكنه فقط يقبل بعودة حكومة وطنية برئاسة المقال خالد محفوظ بحاح، الذي أقاله الرئيس هادي قبل شهر لاتهامه بالعمل لصالح الانقلابيين.
قال مصدر في الجيش الوطني والمقاومة الشعبية الموالية للشرعية في محافظة تعز -جنوب غرب اليمن- لـ»المدينة»: إن اثنين من أفراد المقاومة الشعبية قتلا وأصيب 5 آخرون، أثناء تصديهم لهجمات مليشيا الحوثي والمخلوع الانقلابية في جبهات متفرقة، ونتيجة لقصف المتمردين مواقع المقاومة والجيش في محاور مختلفة من المدينة، فيما أصيب 12 من المدنيين جراء القصف المستمر على الأحياء السكنية من قبل المليشيات الانقلابية في استمرارها خرق الهدنة.
وأضاف المصدر: أن المليشيا قصفت، صباح أمس الأحد، قرى الشقب وبلعان في أقروض صبر -جنوب شرق تعز- بمختلف الأسلحة الثقيلة.
إلى ذلك قال مصدر طبي في المستشفى الميداني لـ»المدينة»: إن المستشفى الميداني في منطقة بلعان في الأقروض استقبل حالات مصابة بتشنجات وضيق تنفس نتيجة استنشاقها غازات غير معروفة حتى الآن. وأكد المصدر الطبي أن الحالات تعرضت لغازات مجهولة أثناء القصف الذي تشنه المليشيات على عدة قرى في الأقروض.. مشيرًا إلى أنهم في المستشفى الميداني لم يستطيعوا التعرف على نوعية هذه الغازات السامة؛ بسبب الإمكانيات البسيطة لديهم.
وقال مسؤول عسكري لـ»المدينة»: إن المليشيا شنت قصفًا عنيفًا على قرى ومواقع الجيش والمقاومة في الشقب وبلعان، وحاولة التقدم نحو مواقع المقاومة واستعادة السيطرة على مواقع إستراتيجية في مديرية المسراخ. مؤكدًا أن قوات الجيش الوطني تصدت للهجوم وأجبرت عناصر المليشيا الانقلابية على التراجع، الأمر الذي دفعها إلى قصف قرى المنطقة بالأسلحة والغازات نتج عنها إصابة السكان باختناقات.
وأضاف المصدر العسكري: أن مليشيا الانقلابيين قصفت أمس الأحياء السكنية في مدينة تعز، بمدفعية الهاوزر وصواريخ الكاتيوشا. فيما وصف المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد خروقات الهدنة بالمروعة إلا أنه اعتبر أن جولة مشاورات الكويت (السبت) بناءة ومشجعة، وقال في مؤتمر صحفي: إن المشاورات تسير في الطريق الصحيح وقطعت شوطًا مهمًا. وأبلغ سكان محليون قريبون من قاعدة العند الجوية في محافظة لحج «المدينة»، أن الدفاعات الجوية بالعند (الباتريوت) تصدت لصاروخين أطلقتهما المليشيات الانقلابية من منطقة عابرين في مديرية القبيطة على معسكر العند فجر أمس الأحد.
وفي سياق متصل، ذكرت مصادر عسكرية بمحافظة أبين أن مليشيات الحوثيين وصالح شنت هجمات مصحوبة بقصف مدفعي عنيف على مواقع للقوات الحكومية في منطقة «عقبة ثرة» الواقعة على الحدود الشمالية مع محافظة «البيضاء»، بالتزامن مع محاولات تقدم إلى تلك المواقع للسيطرة عليها.
وقالت المصادر: إن القوات الحكومية المدعومة بالمقاومة الشعبية تصدت لهجمات المليشيات وأجبرتها على التراجع.
على ذات السياق، طالب المجلس الأعلى لمقاومة صنعاء، الحكومة رئيس الجمهورية، والحكومة الشرعية، ووفدها التشاوري، بعدم التعاطي مع أية إجراءات أو مناقشات خارج إطار القرار الدوري 2216.