[ رئيس الوزراء الجديد حمزة عبدي بري ]
"الرجل المناسب في هذه المرحلة الجديدة".. بهذه الكلمات وصف الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، رئيس الوزراء الجديد حمزة عبدي بري الذي اختاره لتولي مهام حقبة هامة في تاريخ البلاد.
ومساء الأربعاء، أعلن شيخ محمود عن تعيين بري، وهو وجه سياسي جديد، رئيساً للوزراء، بعد مرور 30 يوما على انتخابه من قبل البرلمان الصومالي رئيسا للبلاد.
وقال الرئيس الصومالي، في مؤتمر صحفي بمقر الرئاسة في مقديشو: "تم تعيين حمزة عبدي بري رئيسا لوزراء الصومال".
وأشار إلى أنه اختار بري نظرا لخبرته وكفاءته، وأنه هو "الرجل المناسب في هذه المرحلة الجديدة".
وأوصى شيخ محمود رئيس الوزراء الجديد "بتفعيل الملفات الأكثر أهمية وفي مقدمتها الملف الأمني والدعم الإنساني والمصالحة بين أطياف المجتمع الصومالي ومواجهة التغير المناخي والكوارث الطبيعية والعمل على تحسين العلاقات الدبلوماسية مع العالم".
ودعا البرلمان الصومالي إلى "منح الثقة لرئيس الوزراء الجديد من أجل أداء واجباته المنوطة به".
وينتظر من حمزة عبدي بري تشكيل حكومة توافقية جديدة خلال 30 يوما، وفق الدستور المؤقت في البلاد.
وفي أول تصريح له، قال رئيس الوزراء الجديد، خلال المؤتمر الصحفي نفسه، إنه يشكر رئيس البلاد على اختياره.
وأكد بري أنه "سيعمل على تحقيق طموحات شيخ محمود بدءا بتشكيل حكومة توافقية وبناء المؤسسات الحكومية والمصالحة بين الصوماليين".
ولا يحدد الدستور الصومالي المؤقت آلية لاختيار رئيس الوزراء، فالأمر متروك لرئيس البلاد الذي لديه صلاحية اختيار للشخصية المناسبة.
ويأتي رئيس الحكومة في هذه المرة من قبيلة "دارود" وفق قاعدة 4.5 الذي يتقاسم على أساسها الصوماليون المناصب السياسية على أساس أن الرئيس الحالي هو من قبيلة "هوية".
وأجرى الرئيس الصومالي، خلال الأسابيع الماضي، مشاورات مكثفة مع السياسيين وشيوخ القبائل في البلاد من أجل اختيار رجل توافقي يكون قادرا على حل الملفات الأمنية والاقتصادية والإنسانية في البلاد.
وحمزة عبدي بري رجل أكاديمي من مواليد عام 1974 في مدينة كسمايو، ثالث أكبر مدينة بالصومال، وينحدر من قبيلة دارود، وهو رئيس الوزراء الحادي والعشرين في البلاد.
وتلقى بري تعليمه الأساسية والثانوي في مدارس مجمع أم القرى في العاصمة مقديشو.
وانتقل إلى اليمن للدراسة الجامعية حيث حصل على بكالوريوس في العلوم الإدارية في جامعة العلوم التكنولوجيا، ثم نال درجة ماجستير في نفس التخصص من جامعة في ماليزيا.
وقبل خوضه في عالم السياسة عمل بري في المجال التعليمي محاضرا في جامعة "كسمايو" الصومالية في عام 2006-2011، كما عمل أيضا استاذا في جامعة مقديشو.
كما أصبح مديرا لمركز الشاهد في البحوث والدراسات الإعلامية في العام 2011.
وفي وقت سابق كان بري قد عمل مسؤولا في الهلال الأحمر الإماراتي بين عامي 2001 و2003.
وكان رئيس الوزراء الصومالي الجديد، قد عمل في مكتب التعليم في رابطة نظام التعليم الأهلي في الصومال، أكبر مظلة تعليمية أهلية سدت فراغ وزارة التعليم بعد انهيار الحكومة المركزية عام 1991.
ويعتبر رئيس الوزراء المعين وجها جديدا في السلك السياسي حيث شغل منصب الأمين العالم لـ"حزب العدالة والتنمية"، كأول منصب سياسي في العام 2012 وهو الحزب الذي ترأسه الرئيس الصومالي الحالي حسن شيخ محمود، قبل أن يغير الحزب اسمه إلى "السلام والتنمية".
وعمل بري مستشارا في بلدية العاصمة مقديشو، ووزارة الدستور في الفترة الرئاسية الأولى لحسن شيخ محمود (2012- 2016).
كما تقلد منصب رئيس لجنة الانتخابات في ولاية جوبالاند في العام 2019، وقبل أشهر قليلة انتخب عضوا في البرلمان الصومالي الحالي.
وينتظر رئيس الوزراء الجديد بالصومال بعد تشكيل حكومته العمل من أجل إنقاذ بلاده من مجاعة قاتلة حذرت منها الأمم المتحدة، بسبب موجة الجفاف التي تضربها.
والأسبوع الماضي، حذر منسق الأمم المتحدة للشئون الإنسانية المعني بالصومال، آدم عبد المولى، خلال مؤتمر صحفي بنيويورك، من أن الصومال أصبح "على شفا مجاعة قاتلة".
وقال عبد المولى: "منذ بداية هذا العام تفاقمت حالة الجفاف الطارئة في الصومال بشكل كبير، واليوم نحن بانتظار كارثة تلوح في الأفق، والوضع قاتم للغاية".
ويشهد الصومال واحدة من أسوأ موجات الجفاف منذ حوالي 40 عاما، قد تودي بحياة ما يقرب من 330 ألف طفل في جميع أنحاء البلاد بسب الجوع، حسب تقديرات سابقة للأمم المتحدة.