لقي ما لا يقل عن 370 ألف شخص مصرعهم في الصراع اليمني، ونزح ملايين اليمنيين. كما تصنف الأمم المتحدة الحرب وعواقبها على أنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم. إنها حرب دموية بالوكالة.
ففي الآونة الأخيرة اشتد الصراع من جديد في اليمن الواقع جنوب شبه الجزيرة العربية. قُتل مؤخرا ما لا يقل عن 70 شخصاً وأصيب المئات في غارة جوية شنتها قوات التحالف بقيادة السعودية على سجن في شمال البلاد في يناير الماضي. قسمت الحرب اليمن الآن إلى قسمين وهذه الحرب ليست لديها دوافع اقتصادية ودينية فحسب، بل تعتبر حربا بالوكالة بين السعودية وإيران. فهما تسعيان لتعزيز سيادتهما في المنطقة والسيطرة على احتياط النفط غير المستغل والسيطرة على مداخل البحر الأحمر وقناة السويس.
تعتبر صنعاء، العاصمة الرسمية لليمن، أحد أكثر الأماكن التي يتعذر الوصول إليها على هذا الكوكب. قبل ست سنوات سيطرت على المدينة جماعة الحوثي السياسية والعسكرية التي تطلق على نفسها اسم "أنصار الله الحوثي".
المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تنظران إلى المتمردين الحوثيين المنتمين إلى المذهب الفقهي الزيدي على أنهم منشقون وزنادقة يهددون الحركة الوهابية. فالتحالف يقصد بأسلحة مستوردة من الغرب شمال البلاد بلا هوادة. غير أن المقاطعة الصارمة والحصار الشامل يؤدي أيضاً إلى تجويع السكان. إذ أن هناك حوالي 400 ألف طفل معرضون لخطر الموت جوعا.