[ علي ناصر محمد الرئيس اليمني الأسبق ]
قال الرئيس اليمني، علي ناصر محمد، إن الوحدة اليمنية تمر اليوم بمأزق صعب في الوقت الذي تعيش البلاد وضعا معقدا، مؤكداً أنها كهدف ليست المسؤولة عن الأخطاء التي حدثت.
وأضاف في حوار نشره "الموقع بوست" أن "البعض عن عمد أو جهل يريد تحميل الوحدة هذه الأخطاء والسلبيات، محملاً القادة الذين وقعوا على اتفاق الوحدة تلك الأخطاء.
وأفاد أن توقيع الوحدة، "كان نوعاً من الهروب الى الوحدة من مأزق كان يواجه النظامين في الشمال والجنوب، فقفزا نحو المجهول دون أن يضعا أساساً لصيانة الوحدة والحفاظ عليها، وعندما عجزاً عن تلبية استحقاقات الوطن والمواطن عبر مشروع وطني للبناء السياسي والاقتصادي والاجتماعي، هرباً من الوحدة بالحرب والانفصال".
وأشار الرئيس، إلى أن "الطرف الذي انتصر في حرب صيف العام 1994م اعتقد أن نصره العسكري يعني نصراً سياسياً، وعدم حله آثار الحرب وإقصاء الشريك، الذي وقع معهم، عن السلطة والقرار والثروة، وعدم تمييزه بين الاشتراكي وشعب الجنوب، وتسريحه لعشرات الآلاف من عسكريين ومدنيين، كل هذا خلق ما عرف بالقضية الجنوبية، وهي قضية سياسية عادلة بامتياز.
وعن أسباب بروز الحراك الجنوبي، أكد أن تجاهل السلطة، لما عرف بالقضية الجنوبية، في الوقت الذي تم مواجهة الحراك بالقمع والعنف، وامتدت تأثيراته الى الشمال بثورة شباب التغيير في 11 فبراير، التي شملت الوطن بأجمعه.
وأكد الرئيس علي ناصر، أن الانفصال والوحدة بشكليهما الراهن ليسا حلا للأزمة اليمنية، متطرقاً إلى تجريب الشمال والجنوب شكلاً منفصلاً للدولة، وكيف أن وجود دولتين في الوطن الواحد لا يقدم الحلول لمشاكل اليمن المستعصية.
وأفاد أن القوة والمنعة للشعب اليمني شمالاً وجنوباً تكمن في الوحدة، متطرقاً إلى جهود بذلت في سبيل تحقيق الوحدة لسنوات من الحروب في 1972 و 1979م وحروب المناطق الوسطى، وسنوات طويلة من الحوار وعمل اللجان الوحدوية في كافة المجالات وصولا إلى صيغة المجلس اليمني الأعلى، والمشاريع المشتركة والمناهج الموحدة في التاريخ والجغرافيا وقدراً كبيراً من التنسيق في السياسة الخارجية، وإنجاز مشروع دستور الوحدة.
وتحدث الرئيس علي ناصر، عن إتجاه الشمال والجنوب، وسعيهما إلى تحقيق وحدة تدريجية تقبل الصمود وتحقق تطلعات الشعب اليمني، لكن الرياح جرت بما لا تشتهي السفن حد وصفه.
وطالب بحل عادل للقضية الجنوبية يُرضي شعب الجنوب، يكون ضمن حل شامل للقضية الوطنية والهوية اليمنية، وليس عبر الانفصال والبحث عن هويات أخرى.
ودعا الرئيس علي ناصر، للبحث عن صيغ أخرى للوحدة، كالفيدرالية مؤكداً أنها أرقى أشكال الوحدة، مستدلاً بأمثلة كثيرة لها في العديد من البلدان العربية والأجنبية، ومنها دولة الامارات.
وأكد أنه دون حلول أخرى للوحدة، لن يبقى الجنوب جنوباً، ولا الشمال شمالاً، ناهيك عن أطماع لقوى إقليمية ودولية تستغل أوضاع اليمن لصالحها.
وتحدث عن الوضع في الجنوب وأه معقد وشائك أكثر من أي وقت مضى بوجود كيانات متعددة وتشكيلات مسلحة وجغرافيا مفككة، مشيراً إلى أسباب عديدة أدت إلى هذا الوضع المعقد والشائك، والتي من بينها "المظالم التي لحقت بالجنوب بعد حرب 1994م وتراكمت، ولم تجد حلاً لها بكل أسف، ومنها غياب الدولة ونتائج حربين، والطبيعة كما هو معروف لا تحب الفراغ، وهناك عامل الارهاب الذي وجد في بيئة الفقر مناخاً مناسباً للتفريخ، وفي بعض المراحل كان الارهاب وتفريخه في الجنوب صنيعة السلطة نفسها، ثم فاقمت حرب 2015 التي تتداخل فيها عوامل محلية واقليمية في إيجاد تشكيلات مسلحة ساعد عليه غياب الدولة ومناخ الحرب".
وتطرق الرئيس إلى الحل لمشاكل الجنوب المعقدة والشمال وكل البلاد بأنه يكمن في الحوار، واستعادة الدولة برئيس واحد وحكومة واحدة وجيش واحد وإدماج كل هذه المليشيات والقوات في وزارة الدفاع الوطنية وضمن إمكانيات الدولة.
وحول وجود تيارات وكيانات عديدة في مدن جنوب اليمن يغلب عليها الصراع البيني، أكد أن هذه التنوع مطلوب خصوصا وأن الجنوب أو الشمال عانى بعد تجارب الحزب الواحد، وأن التنوع القائم مطلوب شريطة أن تتحول تلك الكيانات والتشكيلات إلى كيانات سياسية في ظل دولة إتحادية ديمقراطية وألا يؤدي إلى الصراع والإقتتال.
وطالب بتقييم أداء وتجربة المجلس الانتقالي وكذلك تقييم بقية القوى والمكونات السياسية في الجنوب والشمال، لافتا إلى أن "أسوأ شيء في تجربة أي مكون أو قائد الاعجاب بنفسه وتجربته، ويوم يتوقف عن تصويب تجربته يقع في هوة الغرور والجمود".