تتزين المائدة في اليمن بأنواع شتى من الأطعمة والمأكولات، إلا أن مائدة رمضان لها طابع وأنواع خاصة متنوعة في مختلف مناطق البلاد.
وعلى الرغم من وقع الحرب التي دخلت عامها الثامن في اليمن، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، على أوضاع الناس، لازال شهر رمضان متنفسا لليمنيين من أعباء وضغوطات كامل السنة، حيث تزدان موائدهم الرمضانية بأصناف عدة من أطباق الطعام.
ولعل من أبرز تلك الأصناف "الشفوت"، وهو وجبة خفيفة مكونة من اللحوح والزبادي، إضافة إلى السمبوسة، والباجية (الفلافل) وشوربة الحليب أو الخضار، تقدم في الفطور.
أما وجبة العشاء فتتنوع بين العصيدة والأرز و السلتة والمكرونة، والفتوت، والتي تنتهي بأنواع مختلفة من الحلويات كـ "لقمة القاضي" وأحيانا بـ"الشُعوبِية"، أو "الرواني"، أو "الطُرمبة".
أطباق مختلفة
وترى مروى العريقي، صحفية يمنية، أن المائدة اليمنية تزخر بمختلف الأطباق الشهية كالسلتة والفحسة والهريش أو الجشوش والزربيان.
وفي شهر رمضان، تضيف العريقي لـ"عربي21 لايت" أن الموائد تكثر وخاصة موائد الإفطار في المساجد، حيث يحرص كثيرون على إحضار موائد طعام إليها، وتتشكل حلقات إفطار جماعية لوجبات ساخنة كالشوربة بمختلف أنواعها.
وأشارت الصحفية العريقي: "في صنعاء تعد شوربة القمح مع الحليب، أما في ريف تعز، وتحديدا، في مديرية "الحجرية"، يضاف إليه السكر والسمن البلدي، وفي مناطق أخرى تصنع شوربة القمح مع اللحم أو الدجاج كوجبة خاصة برمضان.
وبحسب العريقي : "تتصدر السمبوسة والباجية والمخلوطة أو مدربش أو ملقطات وجميعها تصنع من الدقيق الأبيض والملح وبعض الخضروات كالكراث والكبزرة، بالإضافة إلى الوجبات التقليدية كالسلتة والخضروات مع الحامضة".
أما عن الحلويات، توضح الصحفية العريقي أنه في صنعاء يعتبر الرواني والبقلاوة من الحلويات التي تجدها في كل مائدة.
أما في تعز فالشعوبيات والطرمبة هي الأكثر رواجا في الأسواق والمحالات، مؤكدة أنه اليوم، مع الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي واليوتيوب فأصبح تبادل الوصفات أمرا اعتياديا.. ولا نبالغ إن قلنا إن حلويات البسكويت غزت جميع البيوت.
الشفوت
وتعتبر "الشفوت" وجبة خفيفة وسريعة التحضير، إذ تحضر بشكل أساسي من مزيج الخبز الرقيق المسمى بـ"اللحوح" واللبن، ثم يضاف إلى هذا المزيج بعض البهارات والتوابل، وقطع من الخيار والطماطم.
السلتة
أما "السلتة" التي تتربع كطبق رئيسي في وجبة الغداء طوال السنة، وفي رمضان أيضا، في عدد من المناطق وخصوصا الشمالية من اليمن.
وتحضر السلتة، التي يعود أصلها إلى الأتراك العثمانيين الذين حكموا اليمن في القرون الماضية، بصورة أساسية من الحلبة والمرق، مضافا إليها اللحم المفروم أو أنواع مختلفة من الخضار والحبوب مثل البطاطس والأرز.
العصيدة
فيما تبدو "العصيدة" أو "العصيد"، كوجبة رئيسية تفضلها الأسر اليمنية وخصوصا في المناطق الوسطى، والمعدة من خليط من دقيق الذرة أو القمح مع الماء وقليل من الملح، قبل أن توضع على النار حتى تنضج.
وفي العادة، يُقدم العصيد في إناء المدرة، وهو إناء حجري أو من الفخار، وقد يضاف إليها العسل أو السمن والحليب أو اللبن، كما يمكن أن يقدم بالمرق.
الفتوت
كما لا يغيب، طبق "الفتوت" أو "الفتة" عن الموائد في شهر رمضان. ويُعد هذا الطبق من شرائح الخبز الصغيرة مضافا إليها اللبن بعد تسخينه مع خليط من الذرة أو القمح. كما قد يقدم هذا الطبق بخليط من الرغيف والعسل أو التمر أو الموز، وفي أحيانا مع المرق والبيض.
موائد عدن
من جانبها، تقول لينا الصالح، ناشطة وصحفية من عدن، جنوبا، أن المائدة العدنية تتزين عادة بالمقليات كالسمبوسة والكاتلس والباجية و الفلوري والمدربش، بالإضافة إلى العتر والشوربة اللذان يشكلان وجبة رئيسية لا غنى عنهما مع طبق التمر والقهوة البدوي واليافعي المخلوط بالقرنفل والزنجبيل.
وتضيف الصالح لـ"عربي21 لايت" أن هناك أطباقا أخرى من المعجنات كـ "خلايا النحل المحشية بالجبن" و"الفطائر والخمير وغيرها"، إلى جانب الشفوت والعصائر الباردة بأنواعها.
وأما عن الحلوى التي تتزين بها المائدة العدنية في رمضان، تلفت الناشطة والصحفية لينا الصالح إلى أنها تختلف من بيت لآخر.. فقطاع واسع من الأسر بعدن يحبون "لقمة القاضي" و "اللبنية" و "كريم كراميل" و "الجيلي"، والبعض السمبوسة المحشية بالسكر والنارجيل وغيرها.