[ حشد أممي للتمويل الإنساني في اليمن وسط تحذيرات من انزلاق البلاد للمجاعة ]
قُبيل يومين من انطلاق أعمال مؤتمر المانحين لجمع الأموال لمساعدة اليمنيين، حذرت الأمم المتحدة من سقوط غير مسبوق للبلد الغارق بالنزاع منذ سنوات في أزمة جوع كارثية مع ارتفاع عدد المحتاجين للمساعدات إلى 17.4 مليون شخص وإلى 19 مليون مع حلول نهاية العام الجاري.
وقالت منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي واليونيسف في بيان مشترك بشأن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)" إن عدد الأشخاص غير القادرين على تلبية الحد الأدنى من احتياجاتهم الغذائية سيصل إلى رقم قياسي يبلغ 19 مليون شخص خلال الفترة من يونيو/حزيران إلى ديسمبر/كانون الأول 2022.
وبموجب التحليل فإن 1.6 مليون شخص جديد سيسقط في مستويات طارئة من الجوع ليرتفع المجموع إلى 7.3 مليون شخص بحلول نهاية العام، فضلا عن استمرار ارتفاع مستوى سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الخامسة.
وأشار إلى أن 2.2 مليون طفل يعانوا من سوء التغذية الحاد، بينهم أكثر من نصف مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، بالإضافة إلى حوالي 1.3 مليون امرأة حامل أو مرضع يعانين من سوء التغذية الحاد.
كما توقع زيادة عدد الأشخاص الذين يعانون من مستويات كارثية من الجوع من 31000 إلى 161000 شخص، بمقدار خمسة أضعاف خلال النصف الثاني من عام 2022.
ومن المقرر أن يعقد المؤتمر السنوي رفيع المستوى لمانحي اليمن في 16 مارس آذار الجاري الذي تستضيفه السويد وسويسرا لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة عام 2022، فيما لم تتلق تلك الخطة العام الماضي سوى 58 بالمئة من التمويل المطلوب.
دعوات لحشد التمويل
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتريش المانحين تكثيف الدعم لإنقاذ حياة ملايين الأشخاص الذين هم في أمسّ الحاجة، مشيرا إلى أن نقص التمويل يهدد العمليات الإنسانية التي تعد شريان الحياة لملايين المحتاجين.
وأكد منسق الشؤون الإنسانية باليمن ديفيد جريسلي على مواصلة الاستجابة الإنسانية المتكاملة لملايين الأشخاص وتوفير الغذاء والتغذية والمياه النظيفة والرعاية الصحية الأساسية والحماية وأمور ضرورية أخرى، مطالبا جميع أطراف الصراع إلى رفع القيود المفروضة على التجارة والاستثمار في السلع غير الخاضعة للعقوبات.
وأشار إلى أن السلام مطلوب لإنهاء حالة التدهور الذي سيساعد على خفض أسعار المواد الغذائية وإطلاق العنان للاقتصاد ومنح الناس فرص للحصول على وظيفة ومسار جديد للابتعاد عن الاعتماد على المساعدات.
وفي ذات السياق، ذكر مدير منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" شو دونيو أن منظمته تعمل بشكل مباشر مع الفلاحين لتعزيز قدرتهم على الصمود لدعم سبل العيش على المدى الطويل، بينما كثير الأسر محرومة من احتياجات الغذاء الأساسية بسبب تداخل بعض العوامل.
فرص تجنب الكارثة
أما المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي، حذر في حالة عدم الحصول على تمويل عاجل وكبير، سيؤدي إلى حدوث الجوع الشديد والمجاعة بشكل جماعي، فيما لا تزال هناك فرصة لتجنب كارثة وشيكة وإنقاذ الملايين في حال تحركنا الان.
وبسبب نقص التمويل، أجبر برنامج الأغذية على تخفيض الحصص الغذائية لثمانية ملايين شخص مع حلول العام الجاري، بينما لا تحصل الأسر على نصف الحد الأدنى من سلة الغذاء اليومية، فضلا عن تلقي خمسة ملايين شخص من الفئات المعرضة لخطر الانزلاق في ظروف المجاعة حصص غذائية كاملة.
إلى ذلك، قالت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل إن "كل يوم ينام المزيد من الأطفال وهم جوعى، ما يضعهم تحت خطر الضعف الجسدي والإدراكي وصولا إلى الوفاة".
وتابعت "لم يعد بالإمكان التغاضي عن معاناة الأطفال في اليمن نتيجة تعرض أرواحهم للخطر".
وأردفت المسؤولة الأممية "لقد ابتليت البلاد بواحدة من أسوأ أزمات الغذاء في العالم. وغالبًا ما يكون الآباء غير قادرين على إحضار أطفالهم إلى المنشآت العلاجية لأنهم لا يستطيعون تحمل تكاليف الانتقال أو نفقاتهم الخاصة أثناء مساعدة أطفالهم".
والأسبوع الماضي، زارت المبعوثة الخاصة لمفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين وصانعة الأفلام الأمريكية أنجلينا جولي لليمن لتسليط الضوء على الوضع الإنساني الكارثي وحشد الدعم الدولي لتغطية الاحتياجات الإنسانية للنازحين في هذا البلد المصنف كأحد أفقر الدول العربية.