وجه عدد من نشطاء الحراك الجنوبي دعوات للاحتشاد والتظاهر بالعاصمة المؤقتة عدن عشية يوم ١٧ من الشهر الجاري وهو الموعد الذي يسبق انعقاد اللقاء التشاوري المتفق انعقاده في دولة الكويت بين وفد الحكومة اليمنية والانقلابيين تحت رعاية الامم المتحدة.
وكان الناشط السياسي في الحراك الجنوبي لطفي شطارة قد وجه دعوة لأبناء الجنوب للتظاهر والاحتشاد عشية انطلاق مشاورات الكويت في 18 من الشهر الجاري بساحة العروض في العاصمة المؤقتة عدن، وذلك تأكيداً على حق ابناء المحافظات الجنوبية في تقرير مصيرهم «حد قوله».
مؤكداً أن خروج الشارع الجنوبي في مليونية ضخمة عشية مشاورات الكويت للمطالبة بحقه في تقرير المصير، ستكون أبلغ رسالة للأمم المتحدة ودول التحالف العربي من أي مساس بقضية الجنوب أو تمييعها أو خلطها.
وتأتي هذه الدعوات بالوقت الذي يشكو فيه مكون الحراك الجنوبي من محاولات لتهميشه وإقصائه خلال المرحلة القادمة من قبل الحكومة الشرعية ومبعوث الامين العام للأمم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ احمد.
حيث صرح أمين سر الحراك الجنوبي فؤاد راشد للسياسة الكويتية أواخر مارس الفائت : أن «ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﻳ ﺘﺎﺑﻊ ﺗﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺒﻨﺎﻫﺎ ﺍﻻﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺐ ﻭﻳﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺫﺍﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﺴﻂ ﺍﻟﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺭﺽ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻄﺎﻉ,
وقال راشد " نشعر ﺑﻐﺒﻦ لأن ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ يغيب ﻋﻦ ﺍلاشتراك ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻓﻖ ﺧﻴﺎﺭﺍﺗﻪ وأهدافه، حيث ﺗﺼﺮ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻴﻤﻨﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍلإقليمية ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﻤﺜﻠﻴﻦ ﻛﻮﻣﺒﺎﺭﺱ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﻳﻤﺮﺭﻭن ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﻢ ﻣﺎ يريدون».
معتبراً «أﻥ أي محادثات مقبلة من ﺩﻭﻥ ﺗﻤﺜﻴﻞ ﻟﻠﺤﺮﺍﻙ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺻﺎﺩﻗﺔ ﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻻﻱ ﻗﺮﺍﺭﺍﺕ تصدر عنها أي أهمية ﺗﺨﺺ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ»،
محذراً من أي ﺗﺴﻄﻴﺢ ﻭﺗﺠﺎﻫﻞ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، مشيراً الى أن تجاهل للقضية الجنوبية سيجعل المحافظات الجنوبية حاضنة للفوضى والعنف والذي سيتعدى أثره المستوى المحلي والاقليمي.
وفي هذا الموضوع قال رئيس تحرير موقع هنا عدن الصحفي انيس منصور في حديث مع «الموقع» أن هذه الفعالية لن تغير شيئاً من الواقع والذي تبدلت فيه المتغيرات، إضافة الى انها لن تحقق النجاح المأمول وذلك يعود لحالة اليأس والتي اصابت القواعد الشعبية للحراك الجنوبي نتيجة فشل القيادات والتي لم تقدم أي شيء منذ 2007.
وأضاف أن هذه الدعوات للاحتشاد بمثل هذه الاوقات الحساسة تندرج تحت مسمى الاستثمار السياسي والذي يمارسه كبار القيادات المتواجدة في الخارج.
ولفت الى أن المستفيد من مثل هذه الفعاليات هو طرف الانقلاب بشقيه الحوثي والعفاشي، وذلك ليوجهوا رسالة الى الرئيس هادي مفادها ليس لديك اي شرعية على الارض وغيرها من الشعارات.
وتساءل عن المستفيد من هذه الفعالية بهذا التوقيت والذي يسيطر فيه الجنوبيون على الجنوب فكل من محافظي محافظات 'عدن،ابين،لحج' هم من الحراك الجنوبي.
مؤكداً ان الواقع قد تغير وشعارات الامس باتت غير مجدية اليوم.
مطالباً أن تكون هذه الدعوات للحشد تجاه مدن بيحان ومكيراس وكرش وذلك حتى تكون هذه الحشود ذات فائدة وهدف،بدل أن يتم حشدها لغير فائدة.
هذا وقد أصاب الفتور الفعاليات التي يدعو إليها الحراك الجنوبي والذي يعزوه البعض الى انعدام الاستراتيجيات الواضحة والشفافة لدى قيادات الحراك اضافة الى عدم استطاعتهم إيجاد قيادة موحدة ، وقد كانت اخر فعالية تمكن الحراك الجنوبي من حشد الالاف اليها فعالية 30 نوفمبر من العام 2014 والتي اسموها في تلك الفترة بالهبة الشعبية.