أثارت تصريحات عيدروس الزبيدي رئيس ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي -المدعوم إماراتيا- على قناة الحدث، حرض فيها على حزب الإصلاح ونائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محين الأحمر انتقادات واسعة بين أوساط اليمنيين.

وظهر الزبيدي في لقاء مع قناة "الحدث" السعودية وبجواره علم التشطير متهما قيادات حزب الإصلاح في أعلى هرم السلطة من تدعم القاعدة وداعش في جنوب البلاد، حد زعمه.

وقال الزبيدي إن قيادة الاصلاح والمتواجدين في أعلى هرم السلطة بما فيهم نائب الرئيس الأحمر صنعت القاعدة وداعش في جنوب اليمن.

وتأتي التصريحات الزبيدي في الوقت الذي كل اليمنيين منتظرين الخلاص من جماعة الحوثي إلى جانب الدعوات للتلاحم بين كافة فصائل الجيش اليمني (الجيش الوطني وقوات العمالقة المدعومة إماراتيا) لاستعادة الدولة.

وتوالت ردود فعل اليمنيين بشأن تلك الاتهامات التي يروجها الانتقالي، اذ اعتبروا تلك التصريحات وبجواره علم الانفصال ومن على قناة "العربية" التي تعبر عن لسان السلطات السعودية بأنها اعتراف واضح لا يقبل اللبس بدعم الرياض الكامل والعلني لمخططات تمزيق اليمن وتقسيمه.

وفي السياق يرى الصحفي أحمد ماهر اتهام عيدروس الزُبيدي لحزب الإصلاح بأنه راعي للقاعدة وينقل صورة سيئة للعالم عن الجنوب والاساءة لمكتب الرئيس عبدربه منصور هادي أمر مؤسف وغير موفق.

وأضاف "قيادات الإصلاح ومنتسبيه يقدمون التضحيات في مأرب وتعز وشبوة وباقي الجبهات والتحريض بهذا الشكل مؤشر خطير وتهديد واضح". متابعا "احترموا تضحيات أعضاء الإصلاح وانصاره ومحبيه على الأقل".

وأردف ماهر بالقول "دخل الانتقالي مع الإصلاح بالحكومة شركاء ويلتقون في عدن ومع ذلك يذهب عيدروس للتحريض ضدهم" معتبرا ذلك "تناقض غير مفهوم". متسائلا: كم قائد إصلاحي استشهد للدفاع عن اليمن؟ كم قيادات ومنتسبي من الحزب دفعوا حياتهم ثمن للحفاظ على اليمن من اطماع الحو ثي؟

الكاتب الصحفي عامر الدميني اعتبر تصريحات الزبيدي  "من قناة سعودية ومن داخل الرياض اتهام صريح للسعودية بالمقام الأول، بأنها تأوي قيادان تعمل مع القاعدة، وقال إن "السكوت عليه أمر غير مقبول".

وأضاف "منطق يتطابق مع الإعلام والتوجه الإماراتي، ويطابق أيضا ذات الخطاب للحوثيين". متابعا "لا يتكلم عيدروس إلا بما يملى عليه، وواضح أنه اليوم يمثل أبوظبي، وربما السعودية ضمن مؤامرة تهدف للإساءة والإطاحة بنائب الرئيس علي محسن".

وأردف الدميني "يحصل هذا في الوقت الذي يجري المطالبة بتنفيذ اتفاق الرياض المتعثر، وتوحيد الصفوف لمواجهة الحوثي، لكن الواضح اليوم أن الأزمات تعصف بالصف التابع للتحالف أكثر، وتجعل اتفاق الرياض ليس سوى حقنة تخدير، ووسيلة تركيع".

وحمل الكاتب اليمني "تحالف السعودية والإمارات مسؤولية  عن كل هذا التعزيز للخلافات، والإساءة للأطراف التي عملت معه وصارت جزء منه".

الباحث السياسي زيد علي الشليف هو الآخر غرد قائلا "في الوقت الذي تسعى كل القوى لتوحيد الصفوف والكلمة لمواجهة الإرهاب الحوثي في اليمن لا يمكن أن تكون الاساءة لنائب الرئيس إلا حماقة سياسية، خاصة عندما يكون الكلام غير صحيح".

وأضاف "ننتقد أداء الشرعية من الرئيس الى أصغر مسؤول لكن لا ننكر جهود هذا الرجل في مواجهة التمرد الحوثي وجماعات الإرهاب".

في حين قال المحلل السياسي رئيس مركز أبعاد للدراسات عبدالسلام محمد "أي تصريحات من الآن وصاعدا مسيئة لليمنيين بشكل عام أو لحزب الاصلاح بشكل خاص لا تخدم أمن المنطقة، ولم تعد مؤثرة في سياسة الأشقاء، ويفترض بنا أن لا نهتم بها ونضعها تحت الأقدام ، مثلها مثل تصريحات زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي .

وأضاف "عندما تتوحد غرفة عمليات الضاحية الجنوبية، تكون النتيجة خطابات الارباك لعيدروس الزبيدي بدلا من خطابات الهزيمة لعبدالملك الحوثي". مردفا "الخطأ ليس من الزبيدي بل من الذي أعطاه الميكرفون".

الكاتب الصحفي عباس الضالعي يرى أن الهدف القادم للتحالف السعودي الإماراتي هو حزب الإصلاح وليس الحوثي أو إيران.

وقال "دققوا جيدا في كلام الزبيدي وستعرفون من هو خصم هذا التحالف، والزبيدي لم يتكلم من ذات نفسه وانما بتوجيهات وكلامه رسائل نيابة عن تحالف ما سماه "الغدر".

عمار الاضرعي، هو الآخر يرى أن تصريحات الزبيدي تدليس ولا علاقة له بالواقع، وقال إن "أكثر من واجه العصابات الارهابية بشقيها السني المتطرف والشيعي المتطرف هو نائب الرئيس الجمهورية، منذ أن كان قائد المنطقة الشمالية الغربية ومستشار للرئيس الجمهورية إلى أن أصبح نائب رئيس الجمهورية.

يضيف الأضرعي "نختلف أو نتفق مع علي محسن إلا أنه رجل جمهوري صلب وعتيد ورجل دولة بإمتيا، ويجب على الانتقالي أن يدرك أن المرحلة لم تعد مرحلة صراع داخل الشرعية بل هي مرحلة وفاق وتوافق ضد عصابة الحوثي".

الصحفي فوزي الجرادي يرى أن ظهور الزبيدي الليلة في قناة سعودية وبجواره أعلام الانفصال، اعتراف واضح لا يقبل اللبس بدعم السعودية الكامل والعلني لمخططات تمزيق اليمن وتقسيمه.

وبحسب الجرادي فإن تصريحات الزبيدي من على قناة العربية تأكيد مجددا اخلال السعودية وتنصلها من كل التزاماتها السابقة ذات الصلة بالحفاظ على وحدة اليمن وسلامة أراضيه، كما توجه صفعه مدوية لقيادات الشرعية الرابضة في فنادق الرياض، وفي مكان ليس ببعيد عن قناة الحدث التي أجرت المقابلة.

الناشط الموالي للإنتقالي صلاح السقلدي علق على الأمر بشكل مختلف اذ اعتبر تصريحات الزبيدي تحول ايجابي سعودي تجاه من سماها القضية الجنوبية.

وقال السقلدي "لو افترضنا أن غرض السعودية من إجرائها مقابلة مع الزبيدي عبر فضائيتها، قناة العربية الحدث- الناطقة الاولى والأبرز باسم ولسان صانع القرار السعودي- كان لتطييب خاطر الانتقالي ورئيسه بعد التغطية الاعلامية المعادية للمجلس وللقضية الجنوبية بالآونة الأخيرة، أو حتى كانت المقابلة  لغرض كسب ود الطرف الجنوبي في غمرة حاجة المملكة هذه الأيام للبندقية الجنوبية".

وزعم السقلدي  "أن مجرد إتاحة مساحة إعلامية للرجُـل ليتحدث عن القضية الجنوبية ويشرشح ببعض رجال الشرعية يُعد تطورا إيجابيا للموقف السعودي تجاه الجنوب، قصدت بذلك السعودية ذلك أم لم تقصد".

ويتابع "أرادت السعودية أن تصحح من خطئها ومن أسلوب تعاليها وتنكرها للجنوبيين ام ارادت  فقط استدرار موقف الانتقالي، وبعث رسائل مشفرة لرموز الشرعية من خلال هذه المقابلة، فقد شكلت هذه المقابلة تحولا سعوديا مهما حيال الجنوب( فقد دخل الميل المكحلة) حد زعمه.

وأردف "مهاجمة  الزبيدي عبر شاشة السعودية الأبرز( قناة الحدث) للأحمر واتهامه باتهامات خطيرة كدعم الإرهاب، وهو رجل السعودية المدلل وابنها المطيع طيلة عقود مضت لم تكن لتتم لولا أن القناة أوعزت للزبيدي بالقيام بذلك، أو أن يكون قد لمس رغبة سعودية لتوجيه مثل هذه الاتهامات وهذه الرسائل الحادة للأحمر".