[ محمد بن زايد ومحمد بن سلمان وحرب اليمن ]
نحو بضعة أسابيع تفصلنا عن استهلال العام الثامن للحرب العبثية ضد اليمن.
سبعة أعوام لعاصفة العجز:
* نجح الحوثي إلى حد كبير في تنميط الحرب بأنها بين اليمن والسعودية وليست بينهم وبين الشعب.
* نجح الانتقالي أو يكاد بتحويل الصراع إلى شمالية وجنوبية وبأن حل الإشكال يتلخّص في حل الدولتين.
* نجحت السعودية في تجذر وتموضع الحوثي وإضعاف الحكومة الشرعية فبداهة فإن قوة ميليشيا الحوثي هي من ضعف الطرف الآخر.
* نجح التحالف وبصورة متزايدة في زرع اليأس وحالة القنوط لدى الشارع اليمني وجعل اقصى أمنياتهم أن تضع الحرب أوزارها فقط مجرد توقفها ، وبداهة فالحروب ليست أزلية وأبدية .. فأي حرب لا بد لها من نهاية لكن ليس من أجل حرب تلد أخرى !
*أخفق التحالف في جعل المناطق المحررة ومنها عدن نموذج يُقتدى، وعليه فلسان حال الشارع في المناطق المسيطر عليها الحوثي كيف نطالب بالتحرير بمشاركة التحالف من أجل نموذج فاشل أمام أعيننا في عدن ونجح الحوثي بتأكيد مقولة نار صنعاء ولا جنة عدن، ويتمثل هذا في نموذج أمني أو الأمن الغذائي النسبي أو سعر العملة ونحو ذلك.
* نقل التحالف مسرح الحرب من محافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثي إلى ما يسمى بالمحافظات "المحررة" وإلا ما معنى وجود جيوش جرارة في المهرة وسقطرى التي لا تعرف أي تواجد حوثي.
* تمكن التحالف من شرعنة الانقلاب المستنسخ وفي طور شرعنة الحوثي بالتماهي مع الانقلاب الآخر فكلا الانقلابين يدعم أحدهما الآخر سواء بتخطيط أو في المضمون والعبرة بالنتائج.
في المقابل استطاع التحالف أن يضعف الشرعية وساند في تآكلها، وهي الضعيفة أصلا، فكلما زاد بقاء الشرعية خارج الوطن كلما زاد الارتهان والعمالة.
* فشلت الشرعية المرتهنة بسبب طول البقاء خارج اليمن وفي الدولة التي تنكل باليمن على مدار الساعة بمسوغ استعادة الشرعية وطي صفحة الحوثي ولكنها استحدثت انقلاب مستنسخ بل وفرضت مشاركته في جسد الشرعية لينخرها من الداخل وتزداد ضعفا ووهن وفشل.
* زادت قناعات بقية بعض السذج بأن السعودية غير الإمارات وبأنها لا تفضل الانفصال والتشرذم والحال هو العكس والفارق بين الرياض وأبوظبي في تفاصيل بسيطة لكنهم يتفقوا في التنكيل باليمن.
* تعمد التحالف في انهيار الاقتصاد بعدة طرق أهمها حرصه على عدم تصدير النفط والغاز وبقية الصادرات من زراعية وثروة سمكية، كما كان الحال قبل الحرب ليبقى الشعب اليمني يطالب الفتات من دولتي التحالف.
ودليل تخبط الشرعية ومن وراءها التحالف هو انهيار العملة اليمنية وغلاء الأسعار واستمرار انقطاع المرتبات لأكثر من خمسة أعوام.
* يؤسس التحالف لخلق "كانتونات" متناحرة وأغلبها تحت مظلة التحالف رغم الاختلافات بين هذه المكونات مثل شرعية مأرب وقوات الساحل الغربي والانتقالي متناحرين ولكنهم تحت عباية الرياض.
* في جردة حساب : ماهي أهداف عاصفة العجز بعد أكثر من سبع سنوات من سقوط صنعاء؟
تدمير اليمن ونسيجه الاجتماعي، تجُذر سلطة الحوثي وإرغام اليمنيين القبول به كأمر واقع بالتوازي مع استحداث واستنساخ انقلاب آخر وتقويته وتسليحه من قبل التحالف، ومن ثم خلق الصراعات لينتهي الأمر بوساطة "لتهدئة" الأمور ينتهي بشرعنة الانقلاب الجديد لتنقسم الشرعية الضعيفة أصلا بمكون جديد مسنود إماراتياً وسعودياً، وكأن الشرعية اقتصر وجودها فقط لشرعنة حرب التحالف على اليمن.
وبعد قتل وجرح ما يقارب نصف مليون وتهجير نحو ثلاثة ملايين ونصف يمني داخل اليمن ومليون خارجه بالطبع غير المهاجرين خلال العقود الماضية، ونحو خمس سنوات بدون مرتبات وضعف العملة وانتشار الكوليرا ووباء كورونا وسجن واختطاف عشرات الآلاف من اليمنيين سواء من قبل سلطة الأمر الواقع في صنعاء أو سلطة الأمر الواقع (المشرعنة) مؤخرا في عدن بسجون أنشئت من قبل الإمارات، وبعد عزلة اليمن وغدة مطارات العالم مغلقة أمام اليمنيين، وبعد إغلاق مطارات وموانئ اليمن سواء تلك التي تحت سلطة الحوثي أو حتى التي يقال عنها (المحررة) وبعد انقطاع تصدير النفط وتراجع تصدير الثروة السمكية والمنتجات الزراعية وبعد فرض اتفاق ستوكهولم وتلكؤ ميلشيا الحوثي.
واليوم تلكؤ مليشيا الانتقالي في تنفيذ اتفاق الرياض الملغم أصلا بمنع عودة كامل الحكومة حسب الاتفاق وإصرار الانتقالي على رفع إعلام الانفصال ومنع أي رمز للحكومة اليمنية ، بعد أن زرع اليأس والقنوط وجعل الشعب اليمني يقبل بأي حل، المهم إيقاف هذه الحرب التي لم يعد لها معنى بعد كل هذا يستجدى سلاما مع الحوثي ويستنسخ انقلابا آخر بدعم من يفترض أن دمر اليمن بسموغ استعادة الشرعية.
من يقرأ هذا من قبل شخص غير يمني يعتقد أن اليمن أصبحت بدون شعب حي، وهذا هو الواقع، لأن هذا الشعب همه البحث عن لقمة عيش وغاز وبترول وأمن ووجبة دواء.
هذا باختصار بعض من نتائج عاصفة العجز.
* يكاد تحالف الغدر أن ينهى عملية التفكيك بعد الانسحاب من الحديدة وإفراغ اتفاق "ستوكهولم" من مضمونة وفي نفس الوقت الاستبسال بصورة مفاجئة في تحرير بقية المناطق المتبقية عند الحدود الشطرية والتقاعس عن صد هجمات الحوثي في مأرب أو الجوف.
لهذا فبداهة وباختصار كل ما جرى ويجري هو تهيئة الملعب لنهاية المشهد..
مع كل اللعنات..
* كاتب يمني وسفير في الخارجية