ارتفعت الأصوات المناهضة لإقالة محافظ محافظة شبوة، محمد صالح بن عديو، وسط تسريبات وأنباء تتحدث عن عزم الرئاسة اليمنية، إقالته من منصبه، نتيجة ضغوط إماراتية وسعودية، رأت في المحافظ، عقبة كبيرة حال بينها وبين أهدافها الرامية إلى تفتيت اليمن، وتقسميه على مليشيات في الشمال والجنوب.

وفي الوقت الذي أوقفت القوات الخاصة بمحافظة شبوة، شحنة طائرات مسيرة كانت في طريقها إلى الحوثيين قادمة من مطار الريان، ضمن مشروع وتخادم واضح بين مليشيا الإنتقالي والحوثي، حيث يقف بن عديو على رأس التصدي لهذا المشروع، نجحت أهداف المشروع بأخذ موافقة أولية بإقالة بن عديو من قبل الرئيس هادي، وفق تسريبات شبه مؤكدة.

وشهدت مدينة "عتق" عاصمة محافظة شبوة، الجمعة، تظاهرة شعبية واسعة، شارك فيها الالاف من أبناء المحافظة، رافضة إقالة المحافظ، نتيجة ما لمسوه من تغير كبير في مستوى الخدمات ومحاولة النهوض بالمحافظة خلال توليه قيادة السلطة المحلية بالمحافظة، في الوقت الذي كانت شبوة غارقة في الإهمال والمعاناة والتهميش.

وطالبت التظاهرة في بيان لها، رئيس الجمهورية بالعدول عن أي قرار يستهدف المحافظ محمد بن عديو، مشددين على ضرورة تقدير الرئاسة والحكومة، الموقف الوطني لشبوة الواقفة مع الشرعية والدولة، ويجب مكافأتها على موقفها الوطني.

وقال البيان إن أي محاولة تستهدف قيادة المحافظة هي عبارة عن عقاب لجميع أبنائها على مواقفهم الوطنية وتضحياتهم الكبيرة.

وأكد المحتشدون رفضهم لكل المخططات التي تهدف إلى إضعاف المحافظة وعودتها للفوضى، مشيرين إلى استمرارهم في التعبير عن موقفهم وإيصال رسائلهم بكافة طرق التعبير السلمية الداعمة لمصلحة شبوة في هذه المرحلة التي تتطلب موقف موحد وقيادة صادقة.

وأضاف البيان بأن الأنباء الواردة عن وجود ضغوطات كبيرة لإزاحة بن عديو أثارت سخطاً وغضباً شعبياً عارماً في جميع مديريات ومناطق محافظة، معبرين عن موقفهم المؤيد والمساند لبقاء بن عديو محافظا لشبوة، مؤكدين خروجهم الطوعي في هذه التظاهرات.

رفض شعبي واسع

ولاقت التظاهرة، صدى واسع في الأوساط المجتمعية والسياسية ولدى الناشطين في مختلف المحافظات والذين أكدوا مساندتهم لمطالب أبناء محافظة شبوة، ورفضهم لإقالة بن عديو إستجابة لرغبات الضغوط الخارجية، الهادفة لإدخال شبوة في مربع الفوضى والإنقسام المجتمعي.

سفير اليمن في اليونسكو د. محمد جميح، تحدث عن تظاهرات شبوة بالقول: إذا كانت تلك الحشود تريد بقاء ابن عديو فلماذا يتم تغييره؟ وهل تغيير المحافظ سيحل مشاكل المحافظة أم سيدخلها في مشاريع فوضى؟

وأضاف جميح متسائلاً: هل تغييره ـ بن عديو ـ سيحل بعض الإشكاليات السياسية بينه وبين بعض المكونات؟، أي قرار يتخذ ينبغي أن يراعي حساسيات الوضع في شبوة سياسياً واجتماعياً.

أما الرجل الأول في محافظة شبوة، والذي صار حديث الساعة منذ أيام، نتيجة مساعٍ سعودية وإماراتية لإقالته، فقد كتب على صفحته بموقع تويتر، قائلا: يبقى الوطن واستعادة دولته هو الغاية التي تسكن نفوس أحرار اليمن ذلك هو الاتجاه الذي تشير إليه بوصلتنا الوطنية"

وأضاف المحافظ: "تحية للذين يضعون رفع راية اليمن الكبير نصب أعينهم ويندفعون للدفاع عنه وتحية وفاء لمن عبر عن مشاعره الوطنية بتلقائية، معركتنا واحدة وثقتنا في النصر لليمن لاحدود لها".

شبوة تقول كلمتها

وكيل وزارة الإعلام مختار الرحبي، قال بأن "شبوة خرجت وقالت كلمتها انها لن تقبل إقالة ابنها البار ورجل الدولة والتنمية محمد صالح بن عديو وعلى الشرعية ان تعي ذلك وترفض ضغوط السعودية والإمارات".

وزير الثروة السمكية السابق فهد كفاين، كتب على صفحته بموقع تويتر، "مثل محافظ شبوة محمد بن عديو نموذجا جيدا في مواجهة تحديات مختلفة وفي مرحلة صعبة وعلى مختلف المجالات تنمويا وخدماتيا وأمنيا.

وأشار كفاين إلى أن "الاخفاق وارد لكن النجاح واضح ويستحق الدعم والمساندة والمواقف الرافضة لعزله لاعلاقة لها بالانتماء السياسي بقدر ماهي انعكاسة طبيعية لنجاح الرجل وأثره على الواقع".

المحافظ بن عديو أكثر ما جعله محل إستهداف من الآخرين، مواقفه الوطنية وإنجازاته التنموية بالمحافظة، وهو ما أشار إليه وكيل محافظ المهرة لشؤون الشباب بدر كلشات المهري، قائلاً: "أن تكون صاحب موقف وطني ونزيه وصاحب إنجازات فأنت معرض للإقالة، وأن تكون فاسد وكذاب وعنصري وخائن  لوطنك.. ستكون بطلاً في نظر الخونة وليس في نظر أبناء الشعب الشرفاء".

إستفتاء شعبي

القيادي في مقاومة الجوف، الشيخ الحسن أبكر، نشر صور من تظاهرات الجمعة، معلقا عليها بالقول: "هذا استفتاء شعبي وليست مظاهرة فقط، هذا تصويت من ابناء شبوة للمحافظ محمد بن عديو، هذه تزكية جماهيرية غير مسبوقة لمحافظ على مستوى اليمن، كل هذه الحشود قالت كلمتها الفاصلة أنها ترفض اي إقصاء لأنجح محافظ عرفته شبوة".

وتساءل أبكر قائلا: هل سيكون لصوت كل هذه الجماهير صدى وأثر عند الرئيس هادي أم أنه سيصم أذانه عنها وسيمضي في الرضوخ للضغوط والاملاءات التي لا تريد في اليمن رجلا ناجح ولا قائدا صادق ولا تريد إلا الأشخاص التابعين بصمت ومنكسي الرؤوس.

وخاطب الرئيس هادي بالقول: كن شديدا في التمسك برجال الدولة وإلا فالدور عليك وستؤكل كما أوكل من قبلك بعد أن تصبح وحيدا دون رجال يدافعون عنك ودون شعب يؤيدك، فالخيار بيدك وأنت من تقرر مصيرك ومصير الوطن.

طوفان شبوة

الناشط أصيل فدعق، نشر صورا للتظاهرات التي شهدتها مدينة عتق والرافضة لإقالة بن عديو، وصفها بأنها "طوفان" مؤكدا أن "الطوفان ليس فقط مع بن عديو، بل هم أساساً  مع اليمن الكبير ، وحصنه الحصين وحماةٍ للوحدة اليمنية العظيمة".

وأضاف فدعق: "قلتها مراراً وتكراراً لا تراهنوا على شبوة ، لو كانت شبوة مع مشاريعكم؛ ـ يقصد مليشيا الإنتقالي ـ لما سمعنا نواحكم ورأينا بكائكم على إبعاد محافظها الذي يقف حجر عثرى أمام مشاريعكم التشطيرية المسلوبة من الشرف الوطني".

الناشط عبدالرحمن البيضاني هو الآخر، علق على التظاهرات المؤيدة لـ بن عديو قائلاً: "من يظن ان المظاهرات اليوم في شبوة من اجل  شخص المحافظ فهو مع احترامي الشديد شخص مريض، اقسم بالله انها من اجل المنجزات التي حققها من اجل المواقف التي اتخذها .. من اجل الامل الذي اعاده اليهم".

وتحدث عن وقوف أبناء المحافظة وكل أبناء اليمن مع بن عديو، ناتج عن مواقفه والخدمات التي قدمها لمحافظته، حيث تابع معلقا بالقول : "نقف مع الرجل دون النظر الى اي حزب ينتمي  .. وهذا مبدأنا، افعلوا مثله ببقية المحافظات التي يديرها اصحابكم واحنا نطبل لهم ونوقف معهم ونلعن سابع سابعه من يطالب بتغييرهم في مثل هكذا وضع !."

رفض لمشاريع الفوضى

الشاب وليد الشعوري نشر صورة لحشود كبيرة تظاهرت مؤيدة لمحافظ شبوة، معلقا عليها بالقول: "شبوة تخرج رفضاً لمشاريع الفوضى والمناطقية ، شبوة تقف اليوم مع الدولة ومع التنمية ومع الأمن والاستقرار ، شبوة تقف الى جانب ابنها البار بن عديو الذي يقف معها طوال ثلاث سنوات".

أما الناشط صالح الفقير، فقد تساءل بالقول : ماذا لو رحل بن عديو؟ ورد على تساؤله بالقول: "إن رحل بن عديو، سيرحل ازدهار شبوة ونماؤها، وستغيب ملامحها الفاتنة التي سقاها بها هذا الرجل الكبير. وستعود كما عرفناها وعرفتموها في عهد #عفاش وحكم الإمارات. ستسبتدل ربيعها، وسيغادر اخضرارها، وسيتساقط هذا الجمال في خريفها القادم من دونه".

وتابع صالح الفقير مؤكدا أنه، "لا يوجد التقاء بين بن عديو وبين الخريف.  وإذا تساقطت الأوراق، فاعلم أن بن عديو قد غادر السلطة، ولم يعد هناك. سنظل مدينين لهذا الجبل الشامخ بما قدمه لشبوة، نحن اليمنيين.

وختم متسائلا: "ماذا لو ذهبت التنمية معه؟ والجامعات، وكليات الطب، والشوارع، والمظاهر الحضارية، وإشارات المرور؟!. ستكون شبوة متاحة للعبور بلا قيود، وبلا ضوابط وبلا دولة. كان التقاء بن عديو بشبوة، كالدم في الجسد، وكالروح للحياة، وللدنيا.. هل قرروا أن يقصوه ويُبعدوه؟!"

د. فاتن عبده محمد، علقت على التظاهرات بعد أن نشرت صورة الحشود الكبيرة بالقول: "كلام عاقل ويعجب اصحاب النفس والعقل والروح النظيفة، بارك بكم يارجال المواقف أهلنا في شبوه.. واليمن ما يهزها أنصاف الرجال.

وأشارت إلى أن التظاهرة تذكر بما حدث ليلة الإنقلاب في تركيا ووعي الشعب آنذاك، مؤكدة أنه في التظاهرة "تتجلى وعي الشعب الشبواني قائلاً اعطونا حتى محافظ واحد في المحافظات عمل لمحافظته ماعمله بن عديو لشبوة في وقت قصير جداً، فتركونا ايها المنبطحين وتركوا محافظنا.

وختمت الدكتورة فاتن بالقول: "الذين يتحججون ويقولون ان من خرج في هذه المظاهرة هم من ابناء الشمال فهي اعظم واروع لانهم شماليين ويؤيدوا رجل جنوبي فيا لها من عظمة ويا لكم من عظماء ايها الشعب".

ضغوط سعودية

معلومات جديدة  كُشفت مؤخرا، عن ضغوط مارستها المملكة العربية السعودية لإقالة محافظ محافظة شبوة محمد صالح بن عديو.

وقالت مصادر حكومية ومحلية لـ "الموقع بوست" إن قائد القوات المشتركة للتحالف الفريق الركن مطلق الأزيمع هدد بن عديو بالإقالة في حال لم يتوقف عن التصريحات بشأن اخلاء الإمارات منشأة بلحاف الغازية التي تتخذها الأخيرة ثكنة عسكرية ومنعت استئناف تصدير الغاز منذ خمس سنوات.

وبحسب المصادر فإن المحافظ دخل في ملاسنة حادة مع مطلق الازيمع قبل شهر تقريبا بعد طلبه الكف عن الحديث عن منشأة بلحاف والإمارات.

ووفقا للمصادر فإن الأزيمع طلب الثلاثاء الماضي، من الرئيس عبدربه منصور هادي بتغيير بن عديو، مشيرا إلى أن السعوديين هددوا بتوقيف الطيران على جبهة مأرب، واسقاطها إذا لم يتغير بن عديو.

المصادر ذكرت أن السفير السعودي لدى اليمن محمد ال جابر طلب من الرئيس هادي أن يغادر بن عديو اليمن، لافتة إلى أن هادي تواصل بمحافظ شبوة وطلب منه أن يسافر إلى الخارج.

وأكدت المصادر، أن الوديعة المخصصة لدعم العملة لا يزال الجانب السعودي يشترط قرار إقالة بن عديو من منصب محافظ شبوة لتقديمها للحكومة اليمنية.

إلى ذلك توقعت مصادر حكومية رضوخ الرئيس هادي للضغوطات السعودية بإقالة المحافظ بن عديو، مشيرة إلى أن قرار الإقالة ربما يصدر في وقت قريب.

وفي وقت سابق أكدت مصادر مقربة من الرئاسة لـ "الموقع بوست" أن السعودية والإمارات مارست على الرئيس هادي ضغوطاً كبيرة لإقالة بن عديو رغم الإنجازات التي حققها على الصعيدين التنموي والأمني، لافتة إلى أن الدولتين تحاول جاهدة للضغط باتجاه إقالة بن عديو بعد أن طالب مرات عديدة بضرورة خروج القوات الإماراتية من منشأة بلحاف الغازية.