[ تتويج منتخب ناشئي اليمن في بطولة كأس اتحاد غرب آسيا ]
في ليلة تاريخية شهدتها الأراضي السعودية، وبالتحديد ملعب الأمير محمد بن فهد في الدمام، المنتخب اليمني للناشئين يصنع الإنجاز، ويصعد إلى منصة التتويج لأول مرة في تاريخ الكرة اليمنية، ويحققون كأس اتحاد غرب آسيا للناشئين في نسخته الثامنة، وذلك بعد فوزهم على المنتخب السعودي بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقت الأصلي للمباراة النهائية بالتعادل بهدف لكل منتخب، إنجاز صنع فرحة عمّت ربوع الوطن المتشظي، والمثقل بأحزانٍ تنوء عن حملها راسيات الجبال، بفعل حرب شعواء لا تبقى ولا تذر، فرحة لملمت أشتات هذا الوطن ولو لوقت معلوم.
هذه الفرحة لم تستطع إخفاء توجس اللاعبين أنفسهم من المستقبل المجهول، وظهر ذلك جليًا في تصريحات المدرب وأغلب اللاعبين بعد المباراة، توجس له أسبابه ومبرراته المنطقية، ولعل أبرزها هي النهاية المأساوية للجيل الذهبي الذي أطلق عليه اسم منتخب الأمل، فما هي القصة يا ترى؟
منتخب الأمل.. نهاية مؤلمة
بداية القصة كانت بالتعاقد مع الخبير الألماني تورستن فرانك سبيتلر لاختيار منتخب للفئات العمرية ناشئين وشباب، وقد صال وجال في جميع المحافظات اليمنية واختار ما يقارب 60 لاعبا، ثم تم اختيار القائمة النهائية بواسطة الكابتن أمين السنيني، مدرب منتخب الناشئين آنذاك، وبدأت الاستعدادات وطلبت اليمن استضافة مباريات مجموعتها المؤهلة لكأس أمم آسيا للناشئين، وكان لها ذلك، وبدأ المشوار الطويل.
كانت لحظة البداية شهر يوليو 2002، انطلقت التصفيات التمهيدية في العاصمة صنعاء، وكانت مجموعة الأحمر تضم منتخبات الكويت وفلسطين والبحرين، وفي المباراة الأولى من التصفيات استطاع أشبالنا الفوز على المنتخب البحريني بثنائية نظيفة، والفوز على المنتخب الفلسطيني بثلاثية نظيفة في المباراة الثانية، وفي المباراة الختامية تفوق على نظيره الكويتي بأربعة أهداف مقابل هدف، ليعلن بذلك حجز مقعده لأول مرة في نهائيات أمم آسيا للناشئين، الدورة العاشرة والتي استضافتها دولة الإمارات العربية المتحدة.
في النهائيات الآسيوية وقع الأحمر الصغير في المجموعة الثانية التي ضمت إلى جانبه منتخبات فيتنام وكوريا الجنوبية وباكستان، وتأهل المنتخب إلى دور الربع النهائي كثاني المجموعة بفارق الأهداف عن المنتخب الكوري الجنوبي المتصدر، وذلك بعد فوزه على المنتخب الفيتنامي والمنتخب الباكستاني، وتعادله مع نظيره الكوري بهدفين لكل منهما.
وفي دور الربع النهائي تجاوز الأحمر نظيره السوري بهدفين مقابل هدف (الهدف الذهبي)، ليقابل التنانين الصينية في دور النصف النهائي، ويتجاوزهم بهدف ذهبي أهلهم إلى نهائي العرس الآسيوي، وحجز بطاقة المشاركة في العرس العالمي الأكبر، كأس العالم للناشئين 2003م في فنلندا، وأطلق على المنتخب اسم (منتخب الأمل).
في نهائي البطولة الآسيوية تجدد لقاء الأحمر مع نظيره الكوري الجنوبي والذي استطاع حسم المباراة بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل الإيجابي (1-1)، ليتوج بالذهب ويترك الفضة والوصافة للأحمر الصغير.
في كأس العالم للناشئين 2003م، كان منتخبنا الصغير هو الممثل العربي الوحيد في البطولة، ولكنه وقع في مجموعة نارية ضمت راقصي السامبا البرازيلي، ورفاق كريستيانو رونالدو، والأسود الكاميرونية، واكتفى منتخبنا بأداء مشرف، ونقطة وحيدة أمام الكاميرون في مباراته الثانية، وخسر مباراتيه أمام والبرتغال والبرازيل، نتائج أحلّته ذيل المجموعة مودعًا العرس العالمي مبكرا.
ماذا لو كان اسمه "إدريسيانو عبادو"؟
في مباراة المنتخب الأولى في البطولة العالمية، خسر المنتخب بأربعة أهداف لثلاثة أمام المنتخب البرتغالي، ولكن الجدير بالذكر أن اللاعب الفائز بجائزة لاعب المباراة تلك، كان "عبده الإدريسي" لاعب المنتخب الوطني، وبتواجد النجم كريستيانو رونالدو في المباراة، ولكن الناظر لما آلت إليه الأمور يرى جليًا حال كل لاعب في وقتنا الحاضر، فأحدهما وصل للعالمية، والآخر لا ندري عنه شيئا، حال يجعلنا نطرح سؤال: ماذا لو كان اسمه " إدريسيانو عبادو"، وليس "عبده الإدريسي"؟
ضياع.. هل يتكرر السيناريو؟
بعد هذه الإنجازات لجيل الأمل، والوصول للعالمية، بدأت الأمور بالانحدار، وتلاشى نجم منتخب الأمل، وبهت ضوؤه وخفت، فمن اللاعبين من تدنى مستواه، ومنهم من لم يجد فرصته لإظهار نفسه، ولم يصل إلى المنتخب الأول إلا قلة من اللاعبين يعدون بأنامل اليد الواحدة، وتحطمت كل تلك النجوم الواعدة على صخرة الإهمال وعدم الاهتمام من جانب الاتحاد اليمني لكرة القدم.
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هو: هل وعى القائمون على الاتحاد الدرس جيدًا، فلا يكررون نفس الخطأ مع الجيل الحالي؟ أم أن الأمور ستسلك نفس المسار، ويتكرر السيناريو بتفاصيله المأساوية والحزينة؟