في عمل طوعي هو الأول من نوعه باليمن، أطلق نشطاء مطلع نوفمبر/تشرين الثاني، مبادرة إنسانية لنقل طلاب الجامعات بشكل مجاني، في محافظة تعز (جنوب غرب).
وتم تسمية المبادرة "على طريقك"، في إشارة إلى ضرورة قيام مالكي السيارات والناقلات على نقل الطلاب أثناء السير في طريقهم.
وهدفت المبادرة إلى تخفيف معاناة الطلاب اليمنيين الذين يواجهون ظروفا إنسانية بالغة الصعوبة، من بينها عدم قدرتهم على توفير أجرة المواصلات.
وتم الترويج للمبادرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وحظيت باستجابة واسعة من السكان الذين سخروا سياراتهم صباح كل يوم في نقل الطلاب والطالبات إلى كلياتهم في جامعة تعز التي تعد واحدة من أكبر جامعات اليمن.
وتتزامن المبادرة مع شكاوى الطلاب من ارتفاع غير مسبوق لأجرة المواصلات، بسبب التدهور الحاد في العملة اليمنية وارتفاع أسعار الوقود.
مجتمع يساعد نفسه
يقول المصور والناشط الإعلامي نايف الوافي مؤسس مبادرة على طريقك، إن "المبادرة أوجدتها الظروف الصعبة التي يمر بها اليمن، حيث يتم نقل الطلاب عبر سيارات خاصة بشكل طوعي إلى كلياتهم".
وأضاف للأناضول أن "المبادرة تهدف لأن تتحول إلى ثقافة مجتمعية تتمثل بأن يساعد المجتمع نفسه بنفسه".
وتابع "نطمح إلى عمل حلول مستدامة لمعاناة الطلاب، وخصوصا الطالبات، وتوفير وسائل نقل لهم بشكل دائم".
كثير من النتائج
هذه المبادرة لفتت انتباه الكثير من اليمنيين، الذين عبروا عن إعجابهم بشكل كبير بهذا التكافل الاجتماعي الرامي إلى خلق حلول ذاتية لأزمات البلاد المنتشرة.
وأعرب الطلاب عن إشادتهم بقيمة التكافل الذي جاءت به المبادرة الطوعية في مدينة تعز التي تعاني ظروفا إنسانية قاسية جراء تداعيات الحرب وحصار الحوثيين المفروض عليها منذ مطلع عام 2015.
وقالت الطالبة الجامعية شيماء رمزي، للأناضول إن "الطلبة في اليمن أصبحوا يعانون من كل الأزمات الاقتصادية".
وأضافت "الظروف القاسية جعلت الطلاب يقعون بين خيارين، إما الجهاد في سبيل العلم أو تركه جراء الصعوبات التي تواجههم".
وأفادت بأن "مبادرة على طريقك حققت الكثير من النتائج بقليل من الجهد في سبيل أن يكمل الطالب عامه الجامعي".
ومضت قائلة "جاءت المبادرة كبذرة مهمة أعانت الطلاب في نقلهم إلى الجامعة من أجل مواصلة تعليمهم، وأن يصبحوا جيلا قادرا على بناء الوطن وتعويض كل ما جرى له جراء هذه الحرب الظالمة منذ سبع سنوات".
حمل هموم الطلاب
محمد الحكيمي، أحد الشباب الناشطين الذين استجابوا لدعوة المبادرة، قال للأناضول " نقوم بنقل الطلاب إلى الجامعة للتخفيف من معاناتهم جراء الظروف القاسية التي يواجهونها في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها اليمن خلال الحرب وتراجع الاقتصاد".
وأضاف "الظروف الاقتصادية أدت إلى ضعف الإمكانيات لدى الطلاب باعتبارهم شريحة مهمة يسعون للحصول على التعليم الذي هو حق لهم يستدعي منا أن ندعمهم في الحصول عليه".
وتابع "أسر الطلاب تعاني من ظروف صعبة تحول دون القدرة على توفير أجور المواصلات والمصاريف الدراسية".
ولفت أنه "يتواجد الكثير من الناشطين الذين تفاعلوا مع المبادرة ويقومون بنقل الطلاب إلى فصولهم الجامعية".
وشدد الحكيمي قائلا "يجب أن ننظر إلى المبادرة بتقدير، وأن نحمل هموم الطلاب على عاتقنا ونساهم بكل ما نستطيع من قدرات وإمكانيات للتخفيف عن معاناة طلبة العلم".
ويشهد اليمن حربا منذ نحو 7 سنوات، أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
وللنزاع امتدادات إقليمية، منذ مارس/ آذار 2015، إذ ينفذ تحالف بقيادة الجارة السعودية، عمليات عسكرية دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء.