أثارت عملية الهجوم التي استهدفت موكب محافظ العاصمة المؤقتة عدن ووزيري الثروة السمكية والزراعة، الكثير من التساؤلات بين أوساط اليمنيين وعن توقيت الهجوم ولمصلحة من خلط الأوراق بالتزامن مع عودة الحكومة إلى عدن وبعد أيام قليلة من اشتباكات دامية بين فصائل تابعة لما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا.
وفي وقت سابق اليوم، قتل ستة أشخاص بينهم سكرتير محافظ عدن وأصيب سبعة آخرين، في انفجار سيارة مفخخة استهدفت موكب محافظ عدن أحمد لملس ووزير الزراعة سالم السقطري في مديرية التواهي غربي عدن.
ووجه الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس حكومته معين عبدالملك الجهات المختصة بإجراء تحقيق شامل وعاجل وكشف ملابسات استهداف الموكب بسيارة مفخخة بحي حجيف بمديرية التواهي.
ولاقت عملية الهجوم على موكب محافظ عدن تنديد عربي ودولي واسعين، كما طالبت تلك الدول بضرورة استكمال تنفيذ اتفاق الرياض.
ورغم عدم تبنى أي جهة للهجوم -حتى لحظة كتابة الخبر- فيما لم يصدر بيان رسمي من الجهات المعنية حتى الآن، إلا أن المجلس الانتقالي سارع بإلقاء التهم جزافا لأطراف في الحكومة الشرعية بالتواطؤ مع جماعة الحوثي في استهداف الجنوب وعرقلة اتفاق الرياض، (في إشارة منه لحزب الإصلاح).
وتوالت ردود فعل اليمنيين بشأن تلك الهجوم منهم من اعتبرها مسرحية هزلية وآخرين عدوها تصفية حسابات وصراع نفوذ بين أجنحة مليشيا الانتقالي، كما ربط الكل الحادثة بالهجوم الذي استهدف محافظ عدن الأسبق جعفر محمد سعد في 6 ديسمبر 2015 بعملية انتحارية تمثلت بتفجير سيارة مُفخّخة استهدفت موكبه أثناء مروره بمنطقة تقع في غرب عدن وقد أدت العملية لمقتله وعدد من مرافقيه.
سفير اليمن لدى بريطانيا ياسين سعيد نعمان قال جريمة التفجير البشعة التي استهدفت محافظ عدن امتداد لمخطط تعددت أدواته وهدفه واحد.
وأضاف "المخطط هو التغطية على جرائم الحرب الحوثية، وإيصال رسائل خاطئة للعالم بخصوص ما يبثه الحوثي من مغالطات عن حربه مع الارهاب في المناطق المحررة، ووجدت في عدن باعتبارها العاصمة المؤقتة المكان الذي يمكن أن تصل فيه رسائلها الى كل العالم .
جريمة التفجير البشعة التي استهدفت محافظ عدن الاستاذ حامد لملس ووزير الزراعة وأودت بحياة عدد من الكوادر ورجال الأمن...
Posted by Yaseen Saeed Noman on Sunday, October 10, 2021
وأشار نعمان إلى أن الأدوات التي تستخدم في تنفيذ هذا المخطط الاجرامي فهي نفس الأدوات التي سلكت هذا الطريق منذ فجر الوحدة في عمليات لم تتوقف منذ ذلك التاريخ مع تغيير لون السياسة ومحتوى الفتوى وشخصية المنفذ.
وفي السياق قال الصحفي سمير حسن "قتل محافظ عدن السابق جعفر والذين تم القبض عليهم حينها واخفاءهم دون محاكمة هم أنفسهم من حاولوا اليوم وللمرة الثانية استهداف محافظ عدن لملس".
قتلت محافظ عدن السابق جعفر والذين تم القبض عليهم حينها واخفائهم دون محاكمة هم انفسهم من حاولوا اليوم وللمرة الثانية استهداف محافظ عدن لملس
— سمير حسن (@sameer_hassan3) October 10, 2021
بدروه اعتبر الكاتب الصحفي عامر الدميني الهجوم تصفية حسابات بين أجنحة مليشيا الانتقالي، خاصة أن العملية أتت بعد ايام من اشتباكات بين فصائل الانتقالي في كريتر.
وقال الدميني إن اتهام ناطق الانتقالي للإخوان المسلمين بالوقوف وراء انفجار عدن ليست إلا محاولة هروب فاشلة للانتقالي، ولا يطابقها سوى حديث الحوثيين عن عدن واستحواذ الإصلاح عليها".
خرج ناطق الانتقالي يتهم الإخوان المسلمين بالوقوف وراء انفجار #عدن ، وتلك محاولة هروب فاشلة للانتقالي، ولا يطابقها سوى...
Posted by عامر الدميني on Sunday, October 10, 2021
وأضاف "عدن سيطر عليها الانتقالي واستفرد بها، ويخوض صراعا مسلحا بين أجنحته يبحث عن غريم ليرمي عليه التهم بتفجيرات اليوم، بينما محافظ عدن في تصريحه لقناة روسيا اليوم لم يتهم أي جماعة بتدبير الانفجار، واكتفى بالإشارة أن أعداء الاستقرار وراء العملية".
وتابع "عيدروس الزبيدي أعلن حالة الطوارئ في المدينة من قبل، ووعد سابقا بحماية الحكومة. مردفا "الواضح اليوم أن المليشيا تأكل بعضها، وأن تيارين يتصارعان في عدن، وأن الانتقالي منقسم وفقا لمربع السعودية والإمارات".
الكاتب الصحفي مصطفى راجح يرى أن الطرف الذي تخلص من محافظ عدن جعفر محمد سعد، هو الذي حاول اليوم التخلص من محافظها أحمد لملس".
وقال "الطرف النافذ، المتحكم بعدن وخيوطها الأمنية وأدواتها، الطرف الخارجي الذي يدير الفوضى في عدن منذ 2015، ولا يريد لها الاستقرار والأمن، ويستفزه وجود محافظ محترم يضع أولويات سكانها في الإعتبار".
تقريبا ، الطرف الذي تخلص من محافظ عدن جعفر محمد سعد ، هو الذي حاول اليوم التخلص من محافظها أحمد لملس. الطرف النافذ ،...
Posted by مصطفى راجح on Sunday, October 10, 2021
وتابع راجح بالقول "إذا وصلت التحقيقات لنتيجة في قضية إغتيال جعفر سعد، بإمكانكم أن تأملوا بكشف حقائق إستهداف المحافظ لملس، مشيرا إلى أن الطرف الوحيد ليس طرف بالضبط وانما وصاية خارجية، الذي بإمكانه أن يستخدم حق الفيتو على أي تحقيقات تكشف هاتين الجريمتين، وجرائم الاغتيالات السياسية في عدن عموما، معروف ، ولا يحتاج لذكره هنا".
وأردف : محافظ عدن أحمد لملس هو أفضل ما في عدن وما في الانتقالي، محاولة اغتياله تثير تساؤلات واستفهامات عديدة حول المستفيد من إزالته من المشهد؟ مضيفا "ربما أزاحه عيدروس وأبطل فعاليته كأمر واقع بعد عودته من أبوظبي، لكن تبقى إزاحته النهائية هدفا مطلوبا لمهوسي الانتقالي، حد قوله.
وختم راجح تغريداته بالقول "لا أستطيع أن أفهم استهدافه خارج إطار هذه الدائرة المتضررة من حضوره، إمام النوبي وأتباعه متوقع منهم أي فعل انتقامي، وليس غريبا عنهم مثل هكذا عمليات، لكنهم يأتون في المرتبة الثانية في قائمة المستفيدين من استهداف لملس".
في حين اعتبر الكاتب الصحفي عبدالسلام قائد الحادثة مسرحية مفتعلة، وقال إنها "مقدمة لعمليات اغتيال مقبلة ستطال كثيرين من معارضي الإمارات في عدن والرافضين للمجلس الانتقالي الإماراتي".
وأضاف "لم تعد تنطلي علينا الألاعيب الأمنية، والهدف من الحادثة المفتعلة الإيحاء بأن هناك جهة مجهولة في مدينة عدن تنفيذ عمليات الاغتيال التي ستطال كثيرين، وأنها لا تفرق بين الانفصاليين والوحدويين، أو بين الدعاة والخطباء وعيال الشوارع واللصوص وقطاع الطرق".
وأشار إلى أن المجلس الانتقالي الإماراتي يحاول من وراء هذه المسرحية التبرؤ من عمليات الاغتيال التي ينوي تنفيذها في الأيام والأسابيع المقبلة، وقد تكون اغتيالات من العيار الثقيل، ستتخللها تصفيات بينية".
محاولة الاغتيال التي قيل إن محافظ عدن أحمد لملس نجا منها، ليست حادثة حقيقية ولكن مجرد مسرحية مفتعلة، وهي مقدمة لعمليات...
Posted by عبدالسلام قائد on Sunday, October 10, 2021
عبدالفتاح جماجم -كان أحد المقربين من مدير أمن عدن الأسبق شلال شائع- اتهم هاني بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي بتنفيذ العملية.
وقال جماجم "بعد ما باعوه وقاموا بإخراجه من المشهد السياسي للمجلس الانتقالي، الارهابي هاني بن بريك يعيد مسلسل التفجيرات لعدن وهذه المرة بدأ بالمحافظ لملس".
وأضاف "بن بريك تعند تفجير سيارة مفخخة في سيارة ليست للمحافظ حتى يوصل لهم رسالته، لكن في النتيجة القتلى ابرياء كالعادة ولم يتأذى لملس".
بعد ما باعوه وقاموا بإخراجه من المشهد السياسي للمجلس الانتقالي ، الارهابي هاني بن بريك يعيد مسلسل التفجيرات لعدن وهذه المره بدأ بالمحافظ لملس
— عبدالفتاح جماجم - كلنا #عيال_عدن (@risty100) October 10, 2021
فجر سياره مخفخخه متعمداً أن يكون التفجير في سياره ليست للمحافظ حتى يوصل لهم رسالته .
لكن في النتيجه القتلى ابرياء كالعاده ولم يتأذى لملس pic.twitter.com/018B14l3Y6