بعد مرور 14 يوما من الحصار الذي تفرضه جماعة الحوثي بكافة أسلحتها الثقيلة والقناصة والمدفعية وحواجز وحقول الألغام على مديرية العبدية بمأرب وعلى مداخلها ومخارجها شمال وشرق وجنوب وغرب، الأمر الذي يستدعي الاستجابة الطارئة لإنقاذ المدنيين من الموت البطيء الذي اختاره الحوثيون لأبناء العبدية كأسلوب عقابي لهم.

وتشهد العبدية المحاصرة انعداما للمياه الصالحة للشرب في المديرية التي كانت تعتمد على مياه الكوثر المشتراة من الأسواق خارج المديرية وبات المواطنون المحاصرون اليوم يشربون من المياه الملوثة غير الصالحة للاستخدام الآدمي بسبب منع الحوثيين دخول المياه والغذاء والدواء للمواطنين، ما ينبئ بإصابة المواطنين بالأمراض والأوبئة المتنقلة عبر المياه.

وقال مكتب حقوق الإنسان بمأرب -في مؤتمر صحفي أقيم اليوم الاثنين تحت عنوان "حصار العبدية"- إن فريق الرصد وثق وفاة ثلاثة مدنيين من أبناء العبدية بعد عدم قدرتهم على الوصول إلى المستشفيات بسبب الحصار.

في الوقت الذي رصد فيه مكتب حقوق الإنسان 9827 طفلا محاصرين مع أسرهم في العبدية وهم بحاجة ماسة للرعاية الصحية في ظل نفاد الأدوية من المستوصفات الصغيرة والبدائية في المديرية المحاصرة حتى اليوم.

فيما يتمدد سوء التغذية في أوساط الأطفال بسبب انعدام أو شح الغذاء الموجود في المديرية لدى الأسر، أشار مكتب حقوق الإنسان إلى أنه تلقى تحذيرات ومناشدات طبية لإنقاذ حياة 4265 طفلا بسبب سوء التغذية الذي ينتشر بتزايد في وسط المديرية المحاصرة بحسب بلاغات الاستغاثة التي تلقاها مكتب حقوق الإنسان بالمحافظة.

وتقول المصادر الصحية بالعبدية إن 3415 امرأة بحاجة إلى الرعاية الصحية المستمرة وإن حياتهن معرضة للخطر بسبب الحصار.

فيما توقفت العمليات العلاجية للمرضى  مثل مرضى السرطان وغسيل الكُلى لعدم قدرتهم على الذهاب إلى المستشفيات ومراكز العلاج خارج مديريتهم المحاصرة وينتظرون موتهم أو الصبر على المعاناة والألم.

وقال مكتب حقوق الإنسان إنه وثق 2523 عملية هجوم عسكرية نفذتها جماعة الحوثي على قرى مديرية العبدية من عدة اتجاهات.

فيما زرعت جماعة الحوثي 4289 لغما فرديا يستهدف المدنيين، حيث أوقعت تلك الألغام المتربصة بالنساء والأطفال ورعاة المواشي حتى الآن 262 إصابة بين 213 امرأة 23 طفلا أصيبوا بتلك الألغام.

إلى ذلك تتعرض المديرية المحاصرة للقصف الصاروخي والمدفعي المستمر على رؤوس المدنيين ومنازلهم، إذ وقع 135 مصابا بسبب القصف الصاروخي والمدفعي بينهم نساء وأطفال.

كما تشن جماعة الحوثي -بحسب مكتب حقوق الإنسان بمأرب- حملات اعتقالات واختطافات مستمرة بحق أبناء المديرية المحاصرة، مشيرا إلى أن المليشيا اختطفت 3278 مدنيا.

إلى ذلك تسبب الحصار المفروض على المديرية بإغلاق المدارس وإيقاف العمليات التعليمية للأطفال وإقلاق حياة المواطنين إلى جانب الخوف والرعب الذي يرافق السكان خلال ساعات أيامهم الطويلة تحت الحصار والقصف والتهديد لهم ولأسرهم من قبل جماعة الحوثي.