كشفت أسرة عبد الملك السنباني الذي قضى في قبضة مليشيات الانتقالي المدعومة إماراتيا بداية الشهر الماضي لأول مرة صورا ومشاهد قاسية توضح آثار التعذيب في جثمان المجني عليه وتعرض لقيود محكمة وصولا إلى إطلاق مقذوف ناري عليه تسبب في وفاته، بعد نحو 23 يوما من مقتله بمحافظة لحج جنوبي اليمن.
وقال أنور السنباني والد المجني عليه -في مقطع فيديو نشره على حسابه باليوتيوب- إن نجله توفي بعد عملية تعذيب وحشية تعرض لها، بينما أطلق الجناة مقذوفا ناريا اخترق وسط أسفل ظهر الشاب واستقر في الرئة ليمنع بذلك مرور الدم في مجرى التنفس وأدى إلى نقص الأكسجين متسببا بوفاته، وفق التقارير الطبيبة.
وأضاف السنباني أن التقرير أظهر وجود "13 دكمة" في أجزاء متفرقة من جسمه يصل حجمها من خمسة إلى سبعة سنتيمترات، فيما يظهر على جسمه أيضا احمرار وازرقاق من أعلى مقدمة العنق حتى مقدمة الصدر، في محاولة على ما يبدو لقتله بالخنق.
وأشار إلى أن ضربات قوية تلقاها جسم المجني عليه قبل وفاته أنتج سحجات في الظهر والعنق والرقبة، وتقشرا وجروحا في خمسة مواضع من الصدر والبطن، واحتكاكات رضية في مقدمة الركبتين نتيجة محاولته القيام على الركبة وهو مكبل الرجلين واليدين.
وأكد التقرير أن هناك آثار قيود شديدة في الكفين والقدمين، وازرقاق سي نوسي في أظافر الكفين واضمرار في الأنامل بسبب نقص الأكسجين في هذه الأماكن إما نتيجة القيود أو بسبب الرصاصة التي استقرت بالرئة.
وأوضح نجل المجني عليه أنه لم يكن ينوي نشر صور جثة ابنه، إلا بعد تلمسه من محاولة تضليل الناس في مواقع التواصل الاجتماعي وطمس للحقائق، مؤكدا أن النيابة الجزائية حتى كتابة الخبر لم تتسلم الجناة على الرغم من مطالباتها المتكررة بذلك.
ودعا الإعلاميين والناشطين والمنظمات الحقوقية إلى التصعيد حتى عودة مسار القضية إلى مجراها الصحيح وتسليم الجهات للجناة للنيابة ومحكمتهم.
والأسبوع الماضي، أكد الفريق القانوني المتابع لقضية السنباني أن النيابة العسكرية التابعة للمجلس الانتقالي طلبت من النيابة الجزائية تسليمها ملف القضية، ما اعتبره الفريق تدخلا في صلاحيات الجزائية المتخصصة المكلفة منذ البداية بمتابعة القضية من قبل النائب العام.
وفي 8 سبتمبر 2021، قتل الشاب السنباني الذي يحمل الجنسية الأمريكية على يد مليشيات المجلس الانتقالي المدعومة إماراتيا في نقطة طور الباحة، أثناء مروره منها، بينما كان قادما من أمريكا عبر مطار عدن متجها إلى مسقط رأسه في محافظة ذمار شمالي اليمن، في واقعة أثارت الرأي العام المحلي.
