لاقت جريمة مقتل الشاب عبد الملك السنباني (30 عاما) من قبل مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة لحج (جنوبي اليمن) استنكارا وتنديدا واسعا في أوساط اليمنيين.
وقتل عبد الملك السنباني (30 عاما)، وهو من أبناء محافظة ذمار شمالي اليمن ويحمل الجنسية الأمريكية، في نقطة طور الباحة بلحج، الأربعاء الماضي، بعدما أوقفته نقطة مسلحة تابعة لمليشيات الانتقالي المدعومة إماراتيا، أثناء عودته من الولايات المتحدة الأمريكية عبر مطار عدن.
وتعرض السنباني للاحتجاز التعسفي والتعذيب ومصادرة أمواله قبل أن يتم قتله بتهمة الانتماء لجماعة الحوثي.
وبحسب إفادات لأسرة السنباني فقد ظهرت آثار تعذيب على جسد "السنباني" وطلقات رصاص في ظهره وقدمه، الأمر الذي يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك بأن تبريرات المجلس الانتقالي وتنصلها من الحادثة أمر غير مقبول ويثير شكوكا كبيرة حول تورط أفراده بالحادثة.
وبعد أن لاقت الجريمة تنديدا واسعا وتحولت إلى قضية رأي عام، سارع مسؤولون محليون وأمنيون في لحج ممن ينتمون للانتقالي بتصريحات في محاولة لتبرر جريمتهم بأن السنباني كان يلتقط في جواله صورا لمواقع عسكرية.
وتحولت الجريمة إلى قضية رأي عام، ودشن ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حملات إلكترونية للمطالبة بتشكيل لجنة تحقيق محايدة حول واقعة وفاة الشاب وضبط المتهمين بقتله، وضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم.
وفي رسالة تبعث على الحزن تساءلت تسنيم السنباني، شقيقة الشاب المغدور به، بالقول: "كيف أبدأ الكلام ولم تكن لي مجرد أخ"، مضيفة: "كنت صديقي وحبيبي والحياة كلها، أخي يا وحيدنا وسند أمي وخواتي".
وتابعت: "كسرت ظهري لو بس خليتني أشوفك بس قبل ما تسير، أكثر من سبع سنوات وأنا منتظرة هذه اللحظة، كنت منتظرة هذه اللحظة بفارغ الصبر، سبع سنوات ولا قالت لك أمريكا حاجة وتجي بلادك ويقتلوك".
من جانبه قال المركز الأمريكي للعدالة (ACJ) إن ما تعرض له السنباني وسالم هي جرائم ضد الإنسانية حسب القانون الدولي وتنتهك الحقوق الإنسانية التي كفلتها جميع القوانين والمواثيق المحلية والدولية وأبرزها حق الحياة وحرية التنقل والتملك وبالتالي لا يمكن خضوعها للتقادم.
وطالب المركز الأمريكي الأمم المتحدة بسرعة تشكيل لجنة تحقيق خاصة في تلك الجرائم والعمل على إيقافها وردع المنتهكين وتقديمهم للعدالة والإنصاف العادل للضحايا وأسرهم.
وفي السياق، نعى وزير الخارجية وشئون المغتربين اليمنيين أحمد عوض بن مبارك أسرة السنباني والجالية اليمنية الأمريكية في كالفورنيا.
وقال بن مبارك: "ما حدث مدان تماما ويجب التحقيق فيه وتقديم المدانين للعدالة".
رحمة الله على #عبدالملك_السنباني وبالغ عزائي لعائلته وللجالية اليمنية الامريكية في #كالفورنيا ، ماحدث مدان تماما ويجب التحقيق فيه وتقديم المدانين للعدالة .
— Ahmed A. BinMubarak (@BinmubarakAhmed) September 10, 2021
بدوره، حمل وزير النقل المستقبل، صالح الجبواني، رئيس ما يسمى المجلس الانتقالي، عيدروس الزبيدي، مسؤولية قتل الشاب السنباني. وقال: "ما يجري ليس انفلاتا بل سياسة رسمية للمجلس الانتقالي".
وأضاف: "قتل السنباني مسؤول عنه عيدروس الزبيدي شخصيا ويجب أن يحاسب عن كل جريمة ارتكبتها مليشياته".
قال عيدروس الزبيدي لمجموعة من أبناء عدن في لقاء لما أشتكوا له رجال الأمن: لولا هؤلا العسكر لما كنا موجودين في هذه القاعة.. أصبروا عليهم!
— Saleh Algubwani (صالح الجبواني) (@AlgubwaniSaleh) September 10, 2021
ما يجري ليس إنفلاتآ بل سياسة رسمية للمجلس لإنتقالي.
قتل السنباني مسئول عنه عيدروس الزبيدي شخصيآ ويجب أن يحاسب عن كل جريمة أرتكتبتها مليشياته. pic.twitter.com/wQuqsPxdid
الدبلوماسي علي العمراني سفير اليمن لدى الأردن قال إن العصابات التي تتسلط على صنعاء وعدن، لكل منها أسلوبه في التنكيل باليمنيين، مشيرا إلى أن الفارق والمؤلم أن العصابة التي تتحكم في عدن، تلقى دعماً ومساندة من "أشقاء" وهي مشاركة في الحكومة.
وأضاف: "الظلم والجور متعدد الصور والجهات والأشكال الذي يقع على اليمنيين لا تتحمله جبال اليمن، فما بالك بناسها، مستدركا بالقول: "زعموا أن السنباني القادم من أمريكا، المغدور في طور الباحة، يحمل نقودا للحوثيين، وهم يعلمون أن السلطات الأمريكية لا تسمح بخروج أكثر من عشرة آلاف دولار مع أي مغادر منها".
من جهته، كتب وكيل وزارة الإعلام عبد الباسط القاعدي: "في ظل سيطرة المليشيات والعصابات وغياب الدولة تكون النتيجة مثل هذه الجريمة الموجعة التي أودت بحياة الشاب المغترب السنباني".
وأضاف: "هذه الفاجعة مؤلمة ومدانة من قبل الجميع وتثبت حاجاتنا الماسة للدولة"، وطالب بملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة.
في حين قال الناشط الحقوقي أحمد هزاع: "رجع من بلاد الكفار واليهود بكل صحة وعافية وتم قتله في بلاد تحكمها العصابات وقطاع الطرق والمحششين"، في إشارة إلى مليشيات الانتقالي المدعومة إماراتيا.
ويرى هزاع أن المتهم الأول هو عيدروس الزبيدي قائد ميلشيا الإمارات، والمتهم الثاني هو فاروق الكعلولي قائد اللواء التاسع صاعقة أحد الألوية التابعة للإمارات.
وقال: "لن تقف الجريمة عند السنباني في الجنوب كما كان عبد الله الأغبري في الشمال وغيرهم الكثير الكثير من قبل، طالما والمليشيات تحل محل الدولة".
الطبيب والروائي اليمني مروان الغفوري قال: "عاد الشاب السنباني (30 عاما) من أميركا لزيارة أهله، الطريق إلى البيت يمر من عدن، أوقفته نقطة انتقالية وأخفته، بعد ذلك عثر على جثته في أحد مشافي العاصمة المؤقتة وعليه آثار تعذيب وطلقات رصاص".
وسخر الغفوري من روايات الانتقالي بالقول: "منصات انتقالية قالت إنه كان يحمل في جيبه دولارات، ما يعني أنه عميل للحوثيين، ولأهل الضحية قال عسكر الانتقالي: حاول الهروب وفلت من فوق الطقم ومات".
أحمد ماهر مستشار وزير النقل للشؤون الإعلامية قال: "يا عيباه علينا كجنوبيين.. لم يحدث أبداً باليمن أن يقتل عابر سبيل من أجل سرقة فلوسه من نقطة عسكرية، ولو كان حوثيا فهو يمني وهناك جهات أمنية مسؤولة بالتحقيق معه".
وأضاف: "لا يجب أن تذهب روح السنباني بدون حساب أو عقاب لكل شخص اشترك بالجريمة، مثل ما انتصر أهل صنعاء لروح عبد الله الأغبري يجب على كل أهل الجنوب أن ينتصروا لروح السنباني".
وتابع: "يجب أن نقف بعدن ولحج كلمة واحدة نطالب بمحاسبة الجناة، ويجب على المجلس الانتقالي والشرطة والنيابة والحزام وكل من له سلطة أن يناصر القضية ويطالب بالقبض على قتلة السنباني".