[ تجنيد الحوثيين للأطفال ]
حذّرت الحكومة اليمنية من خطورة الدورات الطائفية التي تقوم بها جماعة الحوثي باعتبارها مصدراً للإرهاب والتطرف.
ونقلت وكالة "سبأ" الرسمية عن وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني قوله إن "الجريمة المروعة التي ارتكبها مساعد مشرف الجماعة في مديرية حفاش بمحافظة المحويت المدعو محمد علي الحرازي، بقتله والده ووالدته بعد إطلاقه أكثر من عشر رصاصات في صدورهم، قبل أذان المغرب وهما صائمان، بعد دعوتهما له بترك الجبهات والعودة لمنزله، تلخص الإرهاب الحوثي في أبشع صورة".
وقال إن "الجريمة النكراء التي هزت الرأي العام اليمني ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فقد سبق وأن سجلت خلال السنوات الماضية عشرات الجرائم التي ارتكبتها عناصر الجماعة العائدين من الجبهات، من قتل لآبائهم وأمهاتهم وإخوانهم وأقاربهم وجيرانهم وعامة المواطنين بصورة همجية ووحشية".
ولفت الإرياني إلى أن الجريمة الوحشية تكشف من جديد خطورة عمليات غسل الأدمغة التي يتعرض لها الآلاف من عناصر مليشيا الحوثي فيما يسمى بـ"الدورات الثقافية"، وتعبئتهم بالأفكار الطائفية الإرهابية المتطرفة المستوردة من إيران، وتحريضهم على المجتمع، وتنصلهم من كل الاعتبارات الأسرية والقيم الإنسانية والأخلاقية.
والأحد، أقدم أحد عناصر الحوثي، ويدعى محمد علي علي الحرازي، على قتل والده ووالدته، اللذين يقتربان من الستين عامًا، قبيل صلاة المغرب، وهما صائمان، في قرية بيت ذياب، بمديرية حفاش، محافظة المحويت، حسب مصادر محلية.
وعزت المصادر السبب الذي جعل المسلح الحوثي يقدم على ارتكاب هذه الجريمة بحجة "أن والديه على ضلالة، ويرفضان اتباع نهج سيده"، زعيم مليشيا الحوثي.
وأعرب تقرير أممي قدمه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى مجلس الأمن منتصف يونيو/ حزيران الماضي، عن "القلق البالغ" إزاء "الزيادة المستمرة في عدد الانتهاكات الجسيمة، بما في ذلك تجنيد الأطفال، ولا سيما من جانب الحوثيين"، الذين وضعهم التقرير على لائحة الكيانات المتهمة بالضلوع في الانتهاكات خلال الفترة المشمولة بالتقرير (العام الماضي).
وجاء إعلان التقرير الأممي بالتزامن مع أبرز المواسم المرتبطة باتهامات تجنيد الأطفال، ممثلة في "المراكز الصيفية"، وهي الفعاليات التي أعلنت قيادات في الجماعة، أنها تسعى لاستقطاب 400 ألف طفل، في مقابل تحذيرات أطلقتها الحكومة المعترف بها دولياً ومنظمات محلية، اعتبرت أن هذه المراكز عبارة عن "معسكرات تجنيد للأطفال".
ومطلع يونيو/ حزيران الماضي، أعلن الحوثيون أن عدد الأطفال الملتحقين في المراكز الصيفية التابعة لهم 620 ألف متدرب في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، وهو ما اعتبرته الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا خطوة خطيرة تعمل الجماعة من خلالها على تلغيم أفكار الأطفال بالطائفية والإرهاب.
وأواخر الشهر ذاته، أدرجت الأمم المتحدة جماعة الحوثي على القائمة السوداء للجماعات المنتهكة لحقوق الأطفال. وقالت الأمم المتحدة إن "جماعة الحوثي قتلت وشوهت 250 طفلاً يمنياً".