أصدرت مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا أمر قبض قهري بحق المواطن أسامة السقاف أحد المشاركين في التظاهرة المنددة بتردي الخدمات وتدهور الوضع المعيشي في العاصمة المؤقتة عدن.

وقال أسامة السقاف إن مديري أمن عدن والبحث الجنائي أصدرا أمر قبض قهري عليه، على خلفية ظهوره بالمظاهرة الجمعة وهو يرفع لافتة تندد بالتحالف العربي وتسليمه عدن لمليشيات الانتقالي لتقتل المواطنين.

وبحسب السقاف فإنهم طلبوه للتحقيق وإيداعه السجن إما أن يثبت صحة ادعاءاته وإما أن يحاكم ويسجن.

وأضاف السقاف -في منشور له على صفحته بفيسبوك- "أراد أبناء عدن الخروج في مظاهرات للمطالبة بحقوقهم فأبى المتسلقون إلّا أن يسيسوها"، متسائلا: أي بلاء هذا وأي عقاب؟

اقرأ أيضا: صورة من عدن.. تُلخص المشهد وتكشف الرفض الشعبي للانتقالي والتحالف

وتابع "في عدن يموت الناس من شدة الحر، وهناك من يدّعي أن حزب الإصلاح هو الذي حرّض الناس على الخروج. أراد أبناء عدن الخروج للمطالبة بحقوقهم فهتف المطبلون (بالروح والدم نفديك يا شلال )، محاولين إفشال المظاهرة قبل أن تخرج، وحين خرجت حاولوا إفراغها من مضمونها، ليجعلوها خاوية على عروشها، وكل ذلك كي لا يظهر (الكفيل) بمظهر الفاشل"، في إشارة إلى السعودية.

وأردف السقاف أن "تسييس الخدمات هو الجريمة بعينها، وانقطاع الكهرباء جريمة وحين أطالب بكهرباء فتقول إن حزب الإصلاح هو المحرض لي فأنت شريك في هذه الجريمة، وحين أطالب بتوفير الماء والدواء، فتتهمني أنني مدعوم من "العيسي" فأنت وغد وحقير"، حد قوله.

واستدرك قائلا "حين أفكّر في تغيير وضعي، وتفكّر أنت في اظهار (الكفيل) بمظهر البطل، فأنت منافق وجبان".

وقال "الخدمات لا علاقة لها بالسياسة، لكن هناك من يحاول تسييس كل شيء ولو على حساب هذا الشعب المغلوب على أمره، لكن ربك بالمرصاد، وكفى".

وختم السقاف منشوره بالقول: "لماذا يريدون مصادرة التعبير عن معاناة المواطنين بعدن؟".

وأثارت صورة السقاف وهو يرفع لافتة في إحدى التظاهرات الغاضبة الجمعة المنددة بتردي الخدمات وتدهور الأوضاع المعيشية تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي.

وكتب على اللافتة "نحن حررنا مدينتنا عدن، فخطفها التحالف منا وسلمها للانتقالي ليقتلنا".

والجمعة، شارك مئات اليمنيين في وقفة احتجاجية أمام مقر التحالف العربي في عدن احتجاجا على تردي الخدمات وتوفير الماء والكهرباء والأمن وصرف الرواتب.

ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "إلى متى سنعاني من سوء الأوضاع"، "الكهرباء والماء أصبحا مطالبنا بعد أن كانا حقوق لنا"، "لا تمتحنوا الشعب أكثر من هكذا"، وغيرها.

وحمّل المتظاهرون التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات والانتقالي المسؤولية الكاملة عن تردي الأوضاع الخدمية في عدن، باعتبارهم المسيطرين على عدن والمناطق المحررة.

وبلغ الاحتقان الشعبي في عدن وبعض المدن الجنوبية -الخاضعة لسيطرة ما يعرف بمليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيا- ذروته تنديدا بتردي الخدمات والأوضاع المعيشية.

وتشهد عدن، بشكل متكرر، احتجاجات غاضبة على سوء الأوضاع المعيشية وتردي الخدمات، وسط عجز الحكومة والمجلس الانتقالي عن وضع حلول لها.