قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إن بلاده طالبت إسرائيل بتقديم تفسير بشأن الغارة الجوية، التي استهدفت "برج الجلاء" في قطاع غزة، الذي كان يضم مكاتب مؤسسات إعلامية، بالتزامن مع استمرار التنديدات الدولية باستهداف الصحفيين ومقراتهم في قطاع غزة المحاصر.
وأضاف ماكرون، في مؤتمر صحفي في باريس، أن "سلامة وحماية الصحفيين ومن يعمل من أجل حرية التعبير هي مسؤولية مهمة للغاية"، وأضاف "سفارتنا تعمل على هذه القضية (قصف برج الجلاء)، وننتظر توضيحات من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".
وجاءت تصريحات ماكرون في أعقاب مطالبة وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إسرائيل بتقديم "مبرر" لقصف برج الجلاء.
وأفادت منظمة "مراسلون بلا حدود" الدولية (مستقلة) لحرية الصحافة، في بيان، الاثنين، بأن مكاتب 23 مؤسسة إعلامية دولية ومحلية دُمرت جراء القصف الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.
جريمة حرب
وطالبت المنظمة المحكمة الجنائية الدولية، بإجراء تحقيق في القصف الإسرائيلي، الذي استهدف برج الجلاء باعتباره "جريمة حرب محتملة".
وأوضحت المنظمة أن لديها سببا قويا للاعتقاد بأن "الاستهداف المتعمد للجيش الإسرائيلي للمنظمات الإعلامية، والتدمير المتعمد لمعداتها، يمكن أن يمثل انتهاكا لأحد قوانين المحكمة".
وأضافت أن هذه الهجمات الإسرائيلية تعمل على "تقليص، إن لم يكن تحييد، قدرة وسائل الإعلام على إبلاغ الجمهور".
وطالبت المحكمة الدولية بإدراج الهجمات الأخيرة في التحقيق الذي بدأ مارس/آذار الماضي في الممارسات الإسرائيلية بالأراضي الفلسطينية.
وكانت المحكمة الجنائية الدولية (مقرها لاهاي-هولندا) قد أعلنت في 3 مارس/آذار الماضي، فتح تحقيق رسمي بجرائم حرب محتملة في الأراضي الفلسطينية.
ادعاءات إسرائيلية
وفي السياق نفسه، قال الأمين العام لـ"مراسلون بلا حدود"، كريستوف ديلوار، في تغريدة عبر تويتر، إن "ما يؤكده الجيش الإسرائيلي أن الوجود المزعوم لحركة حماس في المباني من شأنه أن يجعلها أهدافا عسكرية مشروعة، هو أمر غير قانوني على الإطلاق، حيث إنها تضم أيضا منازل للمدنيين، ومكاتب إعلامية".
وحتى صباح الثلاثاء، ارتفع عدد ضحايا العدوان العسكري الإسرائيلي المتواصل على غزة منذ أسبوع، إلى 213 شهيدا، بينهم 61 طفلا و36 سيدة، إضافة إلى 1442 جريحا، فيما بلغ عدد شهداء الضفة الغربية 24 شهيدا وإصابة مئات الجرحى، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
ومنذ 13 أبريل/نيسان الماضي، تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، جراء اعتداءات ترتكبها شرطة إسرائيل ومستوطنوها في مدينة القدس المحتلة، وخاصة المسجد الأقصى وحي "الشيخ جراح" إثر مساع إسرائيلية لإخلاء 12 منزلا من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن صحفيا فلسطينيا أصيب في القصف مع تطاير الحطام والشظايا إلى مسافة عشرات الأمتار.
وادعى جيش الاحتلال بأن طائراته "قصفت المبنى المؤلف من عدة طوابق، والذي يضم أصولا عسكرية تخص مكاتب مخابرات منظمة حماس الإرهابية".
تطور مزعج
ووصف الرئيس التنفيذي لوكالة "أسوشيتد برس"، غاري برويت، الضربة بأنها "تطور مزعج بشكل لا يصدق"، وقال إن 12 صحفيا ومتعاقدا من العاملين بالوكالة كانوا بالمبنى، وتم إجلاؤهم في الوقت المناسب.
وأضاف -في بيان- "شعرنا بالصدمة والذعر عندما علمنا أن الجيش الإسرائيلي سيستهدف ويدمر المبنى، الذي يضم مكتب أسوشيتد برس ومكاتب مؤسسات إعلامية أخرى في غزة.. لن يعلم العالم الكثير عما يحدث في غزة بسبب ما حدث اليوم".
وقالت الحكومة الأميركية إنها طلبت من إسرائيل ضمان سلامة الصحفيين. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، على تويتر "تواصلنا مباشرة مع الإسرائيليين لضمان أن سلامة وأمن الصحفيين ووسائل الإعلام المستقلة مسؤولية أساسية".
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية -في بيان- إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن تحدث مع برويت مساء السبت، و"أبدى دعمه الثابت للصحفيين المستقلين والمؤسسات الإعلامية في جميع أنحاء العالم".
ووصف الدكتور مصطفى سواق، المدير العام بالوكالة لشبكة الجزيرة الإعلامية، الهجوم بأنه "وحشي"، وطالب بتحرك دولي لمحاسبة إسرائيل وتحميلها المسؤولية.
وأضاف -في بيان- "هدف هذه الجريمة هو إخراس الإعلام المهني الحر وإخفاء حقيقة ما يتعرض له أهل غزة من قتل وتدمير ووحشية".