السفير الفرنسي: ندعم يمنا موحدا والقضية الجنوبية حساسة
- متابعة خاصة الجمعة, 19 مارس, 2021 - 10:53 صباحاً
السفير الفرنسي: ندعم يمنا موحدا والقضية الجنوبية حساسة

[ السفير الفرنسي في اليمن: سقوط مأرب سيشكّل فاجعة سياسية وإنسانية ]

قال السفير الفرنسي لدى اليمن، جان ماري صفا، إن كل الأطراف اليمنية والإقليمية والدولية تطالب بوقف شامل لإطلاق النار ومفاوضات سياسية، فيما يصر الحوثيون على الاستمرار في الحرب.

 

وأضاف السفير الفرنسي في حوار مع "الشرق الأوسط" أن سقوط مأرب سيشكل فاجعة سياسية وإنسانية كبيرة في البلاد التي تشهد حربا منذ سبع سنوات.

 

وأشار جان ماري الذي عين منذ نحو 6 أشهر سفيرا في اليمن، إلى أن الحوثيين مصرون على فرض سيطرتهم على البلاد بالقوة، لافتا إلى أنهم يهمِّشون كل من لا يفكر مثلهم.

 

وطالب السفير الفرنسي الحوثيين بأن لا يضيِّعوا الفرصة وأن يتجاوبوا مع الجهود الدّولية، ولا سيّما جهود المبعوث الأممي إلى اليمن.

 

وذكر السفير جان ماري صفا، الذي التقى عبد الملك الحوثي في 2012، إبّان عمله نائباً لسفير بعثة الاتحاد الأوروبي في اليمن، أن الحوثيين يعتبرون أنفسهم "الشعب والحكومة والدولة"، غير أنهم لا يشكّلون سوى جزء من الشعب.

 

وأكد أنه من الضروري، لا سيما في هذه المرحلة الحازمة من الأزمة، أن تعمل كل الأطراف اليمنية معًا لإعادة بناء الدولة ولإحلال السلام. وقال "على كل طرف أن يجد مكانه وأن يساهم في هذه العملية مع دعم المجتمع الدولي".

 

وقال إن الحوثيين هم الطرف الوحيد المصر على الاستمرار في هذه الحرب، وإن كل الأطراف اليمنية الأخرى والأطراف الإقليمية والدولية قد طالبت بوقف شامل لإطلاق النار، وبمفاوضات لإيجاد حل سياسي كامل وشامل. وقد برهن السعوديون جديتهم في تحقيق السلم. والحكومة جدية في تحقيق السلم. ولكن الحوثيين مصرون على فرض سيطرتهم بالقوة على البلاد. هم ليسوا وحدهم في اليمن، ويجب أن يتواصلوا وأن يتناقشوا مع الأطراف الأخرى في البلاد، مجتمعين في ظل الحكومة الشرعية القائمة اليوم في عدن، العاصمة المؤقتة.

 

وأردف "لقد عانى الحوثيون من التهميش في الماضي، أما اليوم، فهم من يهمشون الأطراف اليمنية الأخرى، وكل من لا يفكر مثلهم، وتحولوا من مظلومين إلى ظالمين".

 

وتابع "يجب أن نتقدم خطوةً خطوة نحو السلام من خلال هذه الحكومة الشرعية ومن خلال عملية سياسية شاملة أكثر، تضع مصلحة الشعب اليمني فوق كل المصالح والاعتبارات الشخصية والحزبية. ولهذا السبب تدعم فرنسا بشدة اتفاق الرياض، وجهود الأمم المتحدة والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث".

 

واستطرد "بالنسبة للاعتداءات ضد السعودية، وكذلك مأرب، يجب أن تتوقف فوراً، ويجب أن يبتعد الحوثيون عن الخيار العسكري، وأن يتفاوضوا للوصول إلى حل سياسي برعاية الأمم المتحدة. هذا هو الأمل الوحيد لوضع حد لمعاناة الشعب اليمني".

 

واستدرك السفير الفرنسي بالقول "ما يقوله الحوثيون هو أنهم "الشعب، والحكومة والدولة"، غير أنهم لا يشكلون سوى جزء من الشعب، وعليه، يجب أن يكونوا جزءاً من الحكومة، لنأمل أن يقتنعوا بذلك، لما فيه صالح الشعب اليمني الذي عانى كثيراً".

 

وأكد أن توقف العنف واستئناف العملية السياسية قد يؤديان إلى انحسار الأفكار المتطرفة بصورة عامة. وفي جميع الأحوال، المجتمع الدولي لن يعترف سوى بحكومة يمنية واحدة، وهي الحكومة الشرعية، التي تتميز بالتعددية، وهي موجودة حالياً في عدن، العاصمة المؤقتة.

 

وقال "أنا أتحاور مع جميع الأطراف من دون استثناء، ومن ضمنها المجلس الانتقالي الجنوبي، وتتركز الأولوية اليوم على وضع حدّ للقتال والعنف في جميع أنحاء البلاد"، مشيرا إلى أن مسألة الجنوب مسألة حساسة سوف يتم تناولها في إطار حوار في المستقبل، وفرنسا متمسكة بوحدة اليمن وسلامته.

 

وحول خزان صافر العائم في البحر الأحمر قال جان ماري إن "مسألة سفينة صافر تتخطى حدود اليمن، نحن نتحدث هنا عن حماية نظام بيئي فريد من نوعه في العالم، وكان من المفترض أن تقوم بعثة التقييم الأممية التي تساهم فرنسا في تمويلها، بزيارة السفينة منذ وقت طويل، آمل أن تتم عملية تفتيش سفينة صافر بأسرع وقت ممكن. فالأرض ليست بحاجة إلى تسرب نفطي في البحر الأحمر".

 

وختم السفير الفرنسي حواره  بقول الكاتب الفرنسي أنطوان دو سانت إكزوبيري "نحن لا نرث الأرض عن أجدادنا، بل نستعيرها من أطفالنا".

 

وقال "فإذا وقعت غداً كارثة في البحر الأحمر، فسوف تُساءل أجيال المستقبل المجتمع الدولي عن عجزه عن إنقاذ البحر الأحمر من ناحية، وسوف يتحمل الحوثيون مسؤولية الوضع أمام البشرية، لأنهم من يتحكمون بالسفينة، ويجب أن يدركوا أنهم ليسوا وحدهم على هذا الكوكب. ليس لدينا سوى كوكب واحد، وليس لدينا سوى بحر أحمر واحد، وعلى كل إنسان أن يقوم بحمايتهما، ففي تدميرهما لن ندمر سوى أنفسنا".


التعليقات