[ محرقة الحوثي للاجئين إثيوبيين في صنعاء ]
وثقت منظمة "هيومن رايتس ووتش" رواية واقعة مقتل عشرات المهاجرين الإثيوبيين حرقا في العاصمة صنعاء، اعتمادا على شهادات من الناجين.
وقالت المنظمة في تقريرها إن عشرات المهاجرين معظمهم من الإثيوبيين لـقوا حتفهم احتراقا إثر إطلاق مقذوفات مجهولة على مركز احتجاز للمهاجرين في صنعاء يوم 7 من مارس/آذار الجاري.
ونقلت المنظمة شهادات لمهاجرين تفيد بأن الحوثيين أطلقوا قذائف على مستودع يُحتجز فيه نحو 550 مهاجرا إثيوبيا، في محاولة لفكّ إضراب عن الطعام بدأه المحتجزون احتجاجًا على سوء المعاملة.
وطالبت هيومن رايتس ووتش سلطات الحوثيين بمحاسبة المسؤولين، والتوقف عن احتجاز المهاجرين في مرافق سيئة تهدّد حياتهم.
وكان الحوثيون أعلنوا قبل أيام دفن جثامين 43 إثيوبيًا في صنعاء قتلوا في الحريق، وتبع ذلك انتقادات لتسرّع الحوثيين في عمليات الدفن، من دون كشف عن تفاصيل الحادثة والمتسببين فيها.
وفي مقابلة مع الجزيرة، روت الباحثة بالمنظمة نادية هاردمان تفاصيل ما جرى في مركز احتجاز المهاجرين بالعاصمة اليمنية صنعاء.
وقالت إن المهاجرين كانوا يتظاهرون وهم في خضمّ إضراب عن الطعام بسبب ظروفهم السيئة في مركز الاحتجاز، "وفي ذلك اليوم رفضوا تناول الطعام وبدأ الحراس بضرب بعض المحتجزين فردّ هؤلاء ببعض المناوشات".
وأضافت "بعد ذلك استقدمت تعزيزات من الحراس الذين صعدوا إلى مكان مرتفع حيث عنبر الاحتجاز، وأطلقوا مقذوفات باتجاه صالة مقفلة يوجد فيها مئات من المحتجزين ذوي الأغلبية الإثيوبية، وقد أخبروني بسماعهم أصوات انفجارات وانهمار دموعهم بما يفهم أنه تم استخدام قنابل مسيلة للدموع".
الرواية الحوثية
لكن وكيل وزارة الإعلام التابعة للحوثيين، نصر الدين عامر، نفى صحة ما ورد في تقرير منظمة "هيومن رايتس ووتش" بشأن مقتل عدد من اللاجئين الإثيوبيين في مركز احتجاز في صنعاء.
وقال -في مقابلة مع الجزيرة- إن ما حدث لم يكن استهدافا للمخيم، بل أعمال عنف اندلعت بين لاجئين إثيوبيين وصوماليين، وإن أفراد الأمن تدخلوا ليفضوا الاشتباك.
وأكد عامر أن التحقيق في القضية مستمر، وأن العقاب سيمسّ أيّ شخص يثبت تورطه في ارتكاب جريمة.
في سياق متصل، وصل إلى أديس أبابا 140 مهاجرًا إثيوبيًا قدموا من اليمن، في أول رحلة تنفذها المنظمة الدولية للهجرة بين البلدين في إطار برنامج العودة الإنسانية الطوعية منذ إعلان تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد.
ووفقا للمنظمة الدولية للهجرة فإن الآلاف من المهاجرين الآخرين لا يزالون عالقين في مدن يمنية أخرى مثل مأرب، حيث تأمل المنظمة توسيع برامج العودة الخاصة بهؤلاء المهاجرين قريبا.