[ تصعيد الحوثيين عسكريا في مأرب ]
قالت منظمة سام للحقوق الحريات إن استمرار استهداف الحوثيين للسكان المدنيين في مدينة مأرب بالصواريخ البالستية وصواريخ الكاتيوشا، إضافة لقصف المنشآت المدنية والأماكن الحيوية ومنها مطار أبها، جريمة حرب مكتملة الأركان إضافة لاعتبارها مخالفة صارخة لاتفاقيات جنيف، مشددة على أن تلك الاعتداءات تساهم بشكل كبير في تقويض جهود السلام التي يقودها المبعوث الأممي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية.
وأكدت المنظمة الدولية -في بيان لها اليوم الخميس- أن جماعة الحوثي كانت قد أطلقت خلال سنوات الحرب أكثر من 115 صاروخا باليستيا يضاف لها 140 صاروخ كاتيوشا أدت إلى قتل نحو 255 مدنيًا، بينهم 25 طفلا و12 امرأة، وإصابة أكثر 445 مدنيًا، بينهم 47 طفلاً و10 نساء، إضافة لتضرر الأراضي الزراعية والأحياء السكنية المزدحمة بمئات المدنيين، معبرة عن خشيتها من أن تلك العمليات تنضوي تحت ممارسات الانتقام الواسعة التي تنفذها مليشيا الحوثي بحق المدنيين بهدف إثارة الرعب والفوضى في المدينة بهدف السيطرة عليها.
وأشارت "سام" إلى أن آخر تلك العمليات كانت بتاريخ 8 و9 نوفمبر 2020 عندما استهدفت الجماعة الأحياء السكنية بـ6 صواريخ باليستية وكاتيوشا أحدها استهدف منزل محافظ مأرب الواقع في المجمع الحكومي وسط المدينة، وأدى إلى إصابة أربعة من أقارب المحافظ، إضافة لسقوط صاروخين كاتيوشا على أطراف المدنية.
ونبهت المنظمة إلى أن عمليات القصف والتهديد لمدينة مأرب تضع ملايين المدنيين في مواجهة كارثة حقيقية ومجاعة محققة، في ظل استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية، وضعف أداء البرامج الأممية بسبب قلة التمويل، وتراجع الدول المانحة عن الالتزام بتعهداتها، حيث تضم مأرب أكثر من 90 مخيمًا وتجمعًا سكانيًا للنازحين، وتنذر في حال استمر الهجوم بانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان كتفجير البيوت، والإعدامات الميدانية، والاعتقالات التعسفية، والإخفاء القسري, بدافع الانتقام.
وشددت "سام" على أن سياسة القصف العشوائي على المدينة، وتكثيف الهجوم على مدينة مأرب، يهدد حياة أكثر من 315434 أسرة نازحة، بينهم 965.111 طفلاً، و429368 امرأة، مشيرة إلى أن عمليات القصف تعرقل وصول المساعدات الإنسانية للنازحين، مؤكدة على الخطر الذي يتهدد اللاجئين هناك والذي قد يدفعهم للنزوح مرة أخرى بعد أن كانت مأرب أحد أهم المدن التي يقصدها اليمنيون من أجل الاستقرار المؤقت وحماية أنفسهم وأسرهم.
ولفتت إلى أن استهداف قوات الحوثي لمطار أبها الواقع جنوبي المملكة العربية السعودية بشكل مستمر، وتعمد إيقاع الخسائر المادية والتي كان آخرها إصابة إحدى الطائرات المدنية، هو انتهاك خطير لقوانين الحرب التي كفلت الحماية الخاصة للأماكن والأعيان المدنية والتي يعد المطار إحداها.
وأكدت أن تلك الممارسات تنتهك أيضًأ مجموعة من القواعد القانونية لا سيما اتفاقيات جنيف والبروتوكولات المنبثقة عنها، والقادة الذين يتعمدون إصدار الأوامر باستهداف الأهداف المدنية يرتكبون جرائم حرب.
ودعت "سام" في نهاية بيانها الأطراف الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن والاتحاد الأوروبي إلى ضرورة التدخل الفوري ووقف ممارسات قوات الحوثي غير المبررة، مشددة على ضرورة عمل تلك الجهات على بقاء فرص السلام التي تتضاءل في ظل استمرار الانتهاكات والاعتداءات من قبل أفراد تلك الجماعة.
وطالبت بضرورة ضمان بقاء محافظة مأرب منطقة آمنة بعيدة عن أي معارك، مشددة على أهمية الحفاظ على الاستقرار النسبي في هذه المحافظة، الذي وفّر للكثير من اليمنيين ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، ومنحتهم القدرة على توفير فرص للبقاء على قيد الحياة.