[ تيم ليندركينغ مبعوث أمريكا الخاص إلى اليمن ]
عين الرئيس الأمريكي جو بايدن، الدبلوماسي المخضرم تيم ليندركينغ، مبعوثا خاصا إلى اليمن، وهو موظف خدمة خارجية محترف يتمتع بمعرفة عميقة بمنطقة الخليج التي عمل فيها دبلوماسيا رفيعا لدى السعودية والكويت والبحرين.
وتمكن "الموقع بوست" من مصادر متعددة جمع معلومات بشأن خلفية المبعوث الأميركي، ومواقفه ومرجعياته المحتملة.
عمل ليندركينغ كنائب مساعد وزير الخارجية الذي ركز على الخليج خلال إدارة ترامب.
لدى بايدن خطته للحل فيما يبدو منذ كان نائبا للرئيس باراك اوباما التي تقوم على خمس نقاط في مقاربتها لتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وبالتركيز بشكل أكبر على أمن دول الجوار الخليجي.
تتضمن خطة الادارة الديمقراطية التي ظلت مطروحة حتى نهاية عام 2016، مجموعة أفكار تبدأ بتشكيل حكومة وحدة وطنية، تشارك فيها مختلف الأطراف، بمن فيها جماعة الحوثيين، ثم انسحاب الجماعة من العاصمة صنعاء والمناطق اليمنية، ونقل جميع الأسلحة الثقيلة والصواريخ البالستية إلى طرف ثالث، وأن تعمل حكومة الوحدة الوطنية الجديدة على احترام أمن وسلامة وحرمة الحدود الدولية، وأن تحظر نشر أي أسلحة على أراضيها تهدد الممرات المائية أو الدول المجاورة.
يعد ليندركينغ أرفع دبلوماسي أميركي يزور مدينة عدن منذ سيطرة مليشيا الحوثيين على صنعاء عام 2014.
يعارض ليندركينغ الخيار العسكري كحل للأزمة اليمنية، ويرى أن الحل النهائي يكمن "في الانخراط بمحادثات حول القضايا الصعبة وتقديم التنازلات وخفض التدخل الخارجي إلى الحد الأدنى، لكنه مع ذلك لا يمانع في استخدام الخيار العسكري كوسيلة ضغط".
شارك تيم إلى جانب السفير الأميركي في مشاورات السويد التي أفضت إلى اتفاق ستوكهولم كممثل للولايات المتحدة، وهو يرى أن تعثر تنفيذ الاتفاق يعود إلى "تقصير من الطرفين".
يرى الدبلوماسي الأمريكي أن السلام يتعلق أكثر "بمدى التزام الحوثيين بالعملية السياسية، وليس فقط بوقف إطلاق النار، بل عودة الحكومة ومؤسساتها والقدرة على معالجة الكوارث الإنسانية في البلد".
يعتقد تيم أن للإيرانيين دور سيء بإطالة أمد النزاع، ومساعدة الحوثيين في "تصرفاتهم السلبية".
في عام 2018، بعد أن أكدت إدارة ترامب أن التحالف يبذل جهودًا صادقة لتقليل الخسائر المدنية في الصراع، قال ليندركينغ إن الولايات المتحدة تعتقد أن الضغط العسكري ضد الحوثيين كان "مناسبًا"، لكنها أعطت الرياض "أعلى بقليل من درجة النجاح" على منع الضرر.
خلال إدارة ترامب، سافر ليندركينغ كثيرًا إلى المنطقة في محاولة لدفع المفاوضات بين التحالف الذي تقوده السعودية والحوثيين المدعومين من إيران.
بينما يقول الخبراء إن لدى ليندركينغ فهمًا قويًا للصراع في اليمن، فمن المرجح أن يكون إنهاء القتال أمرًا صعبًا بالنسبة لكل من السعوديين والحوثيين، حسب فورين بوليسي.
في حديثه لصحيفة "الشرق الاوسط" السعودية يقول تيم ليدركنج إن "انقضاض الحوثيين على السلطة مثّل تحركاً غير قانوني، خصوصاً أنه حدث في خضم مجريات الحوار الوطني الذي كان يبشر بنتائج واعدة تنخرط فيه شرائح واسعة من المجتمع اليمني من أحزاب ومنظمات مجتمع مدني وتجمعات نسوية بشكل غير معهود في كثير من الدول في الشرق الأوسط".
يؤكد تيم مرارا "دعم وحدة التراب اليمني ولا ندعم الحركات الجنوبية أو الشمالية. نعتقد أن اليمن الموحد هو مهم جداً للاستقرار في شبه الجزيرة العربية. ونود أن نرى القوى اليمنية مجتمعة معاً ومحاولات تقسيمها ليست بناءة".
أصر ليندركينغ منذ فترة طويلة على أن الولايات المتحدة يجب أن تساعد في إنهاء الصراع قريبًا، على الرغم من أن الأصوات الأخرى في الإدارة السابقة دفعت لمزيد من الضغط المالي والاقتصادي ضد جماعة الحوثيين.
قال ليندركينغ في عام 2018: "نحن لسنا مهتمين برؤية هذا الصراع مطولاً. نود أن نرى إيران تُخرج من اليمن في نهاية المطاف، لدينا جدول زمني أقصر بكثير".