[ عوبل: المجلس الانتقالي منفذ لأجندة التحالف ونشأ نتيجة خلاف حاد بين الرئيس هادي ودولة الإمارات ]
حمّل أمين عام التجمع الوحدوي اليمني الدكتور عبد الله عوبل كافة الأحزاب والتنظيمات السياسية مسؤولية ما يجري في اليمن.
وقال عوبل في حوار مع "الموقع بوست" سينشر غدا الأربعاء، إن "التحالف الوطني للأحزاب السياسية أصبح مجرد واجهة لإصدار بيانات وتحسين صورة التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن منذ مارس 2015".
وتابع أن "المجال السياسي اليمني في الوقت الراهن محتكر من قبل أطراف الحرب والقوة، إذ لا مجال للحريات، فيما تنتهك حقوق الانسان بصورة بشعة، إلى جانب التمزق الاجتماعي والجغرافي وتعدد الولاءات الداخلية وعلو كعب الولاءات الخارجية، وأزمة انسانية هي الأسوأ في التاريخ"، مشيرا إلى أن الحالة السياسية اليمنية الراهنة هي الأسوأ في التاريخ الحديث.
وأردف "لا بد من المساءلة والشفافية والمحاكمة لكل هؤلاء حتى يعاد للوطن اعتباره ولتاريخ اليمن العريق والشاهق".
واستدرك عوبل "ما زلنا في حالة جدل مع من يسمون أنفسهم الأحزاب الكبيرة ونسميهم نحن أحزاب الحكومة"، مشيرا إلى أن الوضع الراهن يضع الأحزاب في موقع المساءلة باعتبارها جزء من الفساد الحكومي.
واستطرد "العمل السياسي في الداخل أمر يتم إهماله بشكل متعمد من قبل الأحزاب، وإلا ما الذي يمنع تحالف الأحزاب أن يعود إلى الداخل ويمارس نشاطه في أي بقعة من أرض الوطن".
وأكد أمين عام التجمع الوحدوي اليمني أن العودة للعملية السياسية مهم جدا وضروري، ففي نهاية المطاف ستتوقف هذه الحرب ويضطر الناس أن يدخلوا في حوار للاتفاق على كيفية إدارة المستقبل.
وقال "أظن أن قيادات الأحزاب كلنا شخنا كقيادات سياسية وأصبحنا عائقا في طريق تولي الشباب لزمام الأمور في الأحزاب".
وعن رؤية حزب التجمع الوحدوي بخصوص الحرب يقول عوبل إنه "بعد ست سنوات من الحرب تتمثل بوقف الحرب وإيقاف نزيف الدم، لأن إيقاف المآسي الناتجة عن هذه الحرب العبثية مهم لإعطاء أمل للمواطن المطحون بأن الأفق مفتوح لحلول حقيقية".
وحول التحالف العربي يشير عوبل إلى أنه لم يقدم أي دعم ولا موازنة ولا أي مبلغ إسعافي لتدارك المشكلات الحادة في الوقت الراهن، لافتا إلى أن السعودية أوقفت وديعتها التي كانت عامل توازن العملة في السوق، والتي يمكن أن توقف انهيار سعر الصرف.
وأتبع "في الوقت الذي يشجع فيه التحالف المجلس الانتقالي الجنوبي على استعادة دولة الجنوب في الواقع سعى التحالف إلى تقسيم الجنوب إلى شطرين بين التحالف والشرعية ظاهريا وبين قوتي التحالف الرئيسيتين".
وقال إن "مسمى الجنوب العربي هو مسمى فارغ من أي مضمون ولا يمكن أن يلغي التاريخ والهوية اليمنية للجنوب، سواء بدولة اتحادية أو حتى انفصال، يبقى الجنوب يمنيا".
وأوضح عوبل أن "المجلس الانتقالي نشأ في إطار الخلاف بين الرئيس ودولة الإمارات عضو التحالف، ليكون منفذا للأجندة التي هي باطن سياسة التحالف تحت غطاء يستغل حماس البعض لاستعادة الدولة الجنوبية".
وقال "كان وما زال الحراك الجنوبي بكل مكوناته يمثل الجنوب، لكن بعد حرب 2015 ودخول التحالف حاول الأخير أن يوجد بديل للحراك وربما للقضاء عليه عبر تشكيل المجلس الانتقالي".
وتساءل عوبل بالقول "تم استقبال الحكومة بأربعة صواريخ، وهي رسالة من من؟ ومن له مصلحة في تخويف الحكومة وإبقائها حبيسة المعاشيق؟
وأضاف أن "التوترات الأمنية لا زالت قائمة بين الطرفين، والحكومة التي أنيط بها تنفيذ الشق العسكري هي واللجنة العسكرية السعودية عاجزتين عن التقدم خطوة واحدة، بل فشلتا".
وأكد أن الحكومة الجديدة لن تقدم أي جديد وستكون كسابقاتها.
وشدد على إعادة النظر في كل التعيينات غير القانونية في القطاعين المدني والعسكري، وتصحيح التعيينات في وزارة الخارجية.
وختم عوبل حواره بالقول "لم تكن الأحزاب متحمسة ولا مارست أدنى حد من الضغط على الحكومة الشرعية لتنفيذ البرنامج، ولم تصر ولم تتخذ موقفا حاسما من الشرعية، بالعكس هرعت الأحزاب التي تعتبر نفسها صاحب الحق الحصري في احتكار الشرعية إلى المشاركة في حكومة المناصفة على الأسس السائدة من الفساد".