[ مسلحون حوثيون - أرشيفية ]
بين مرحب ورافض ومحذر من تداعيات القرار، تفاوتت المواقف وردود الفعل بشأن قرار واشنطن تصنيف الحوثيين "منظمة إرهابية"، والذي دخل حيز التنفيذ في آخر يوم للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالبيت الأبيض.
مساء 10 يناير /كانون الثاني الجاري، أعلنت الخارجية الأمريكية في بيان، عزمها تصنيف الحوثيين "منظمة إرهابية"، وفرض عقوبات على زعيمها عبدالملك الحوثي، والقياديين فيها، عبدالخالق الحوثي، وعبدالله يحيى الحاكم.
ودخل القرار حيز التنفيذ، 19 يناير/كانون الثاني، عشية انتهاء ولاية ترامب، وبدء رئاسة جو بايدن.
وبعد تولي بايدن، أعلنت إدارته الجمعة أنها بدأت في مراجعة تصنيف جماعة الحوثي في اليمن منظمة إرهابية.
ونعرض فيما يلي رصد الأناضول لردود الأفعال العالمية حيال هذا القرار:
ترحيب (الإمارات والسعودية والبحرين واليمن)
أعلنت الإمارات والسعودية والبحرين واليمن ترحيبها بقرار الإدارة الأمريكية.
وقال وزير الشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، في تغريدة عبر حسابه بتويتر: "نرحب بقرار الإدارة الأمريكية تصنيف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية، ووضع قياداتها ضمن قوائم الإرهاب".
وأفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، بأن "الخارجية أعربت عن ترحيب حكومة المملكة بقرار الإدارة الأمريكية".
وقالت: "هذا التصنيف سيجبر قادة المليشيا الحوثية المدعومة من إيران على العودة بشكل جاد لطاولة المشاورات السياسية".
كذلك رحبت الخارجية البحرينية، بالإعلان الأمريكي، مشددة على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي إجراءات مماثلة تجاه الحوثيين.
ورحب المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي، بالقرار واعتبر أنه يخدم القضية اليمنية، لافتا إلى أهمية تلك الخطوة في توجيه أنظار العالم إلى جرائم الحوثيين باليمن.
كما رحبت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، بقرار التصنيف.
** رفض وتنديد وقلق (فرنسا وروسيا والصين وإيران والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ومنظمات الإنسانية)
الاتحاد الأوروبي
الاتحاد الأوروبي ندد بالقرار، واعتبره خطوة "ستعقد جهود تسوية النزاع التي تقودها الأمم المتحدة في اليمن".
وأوضح متحدث الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي بيتر ستانو، في بيان أن هذا القرار "يخاطر بجعل جهود الأمم المتحدة للوصول إلى تسوية شاملة للنزاع في اليمن أكثر صعوبة".
إيران
اعتبرت الخارجية الإيرانية، القرار الأمريكي "إفلاس" من إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب.
فيما قال سفير إيران لدى الحوثيين حسن إيرلو، إن القرار الأمريكي، "جاء بضغط من الصهاينة الذين لا يريدون لليمن السلام والاستقرار".
فرنسا
في إحاطته لمجلس الأمن في 14 يناير/ كانون الثاني، حث المتحدث باسم فرنسا جميع الأطراف، بما في ذلك الحوثيين، على وقف العنف والمضي قدما في مفاوضات السلام.
وأعرب عن قلقه البالغ من التأثير المحتمل لقرار الولايات المتحدة على الوضع الإنساني في اليمن.
روسيا
أعرب مندوب روسيا لدى مجلس الأمن عن رفضه فرض إجراءات "أحادية الجانب"، خاصة في ظل الوضع الإنساني المخيف والتصعيد الخطير للصراع في اليمن.
وحث الولايات المتحدة على إعادة النظر في قرار تصنيف الحوثيين أنها منظمة إرهابية، محذرا مما قد يسببه هذا القرار من تفاقم الوضع الإنساني وتقويض جهود الأمم المتحدة لبدء المفاوضات.
الصين
أعرب المتحدث باسم الصين في مجلس الأمن عن قلقه الشديد من التأثير المحتمل للقرار الأمريكي على الوضع السياسي والانساني في اليمن.
ودعا جميع الأطراف في اليمن إلى التحرك الفوري لوقف إطلاق النار وأعمال العنف في أقرب وقت ممكن.
الأمم المتحدة
طالب أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، واشنطن بإلغاء قرارها تصنيف جماعة الحوثي اليمنية "منظمة إرهابية".
كما طالب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية مارك لوكوك، بضرورة إلغاء التصنيف نظرا للتداعيات الكارثية للقرار على إيصال المساعدات الإنسانية لداخل اليمن.
وحذر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث، من تداعيات القرار قائلا: "سيسهم في حدوث مجاعة باليمن وسيؤدي إلى تثبيط الجهود المبذولة لجمع الأطراف معا".
الصليب الأحمر
وأعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان، عن قلقها من حدوث انعكاسات سلبية للقرار الأمريكي على اليمن التي تعيش أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم.
برنامج الأغذية العالمي
دعا ديفيد بيزلي المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، الولايات المتحدة إلى التراجع عن قرارها.
وقال في إحاطته لمجلس الأمن "نحن نعاني الآن بدون إدراج الحوثيين (جماعة إرهابية)، وبإدراجها ستكون كارثة.. سيكون حكم إعدام حرفيا على مئات الآلاف إن لم يكن ملايين الأبرياء في اليمن".
موقف الحوثيين
أدانت جماعة "الحوثي" اليمنية قرار الولايات المتحدة، وأعلنت الاحتفاظ بحق الرد.
وقال عضو المجلس السياسي للجماعة، محمد علي الحوثي، عبر تغريدة على تويتر: "أمريكا مصدر الإرهاب، وسياسة إدارة (الرئيس السابق) دونالد ترامب وتصرفاتها إرهابية، وما تقدم عليه (واشنطن) من سياسات تعبر عن أزمة في التفكير".
وأضاف: "التصنيف كجماعة إرهابية تصرف مدان (..) نحتفظ بحق الرد أمام أي تصنيف ينطلق من إدارة ترامب أو أي إدارة"، دون تفاصيل أكثر.