أوردت وكالة رويترز أن مسؤول المساعدات في الأمم المتحدة، مارتن لوكوك، سيحث الولايات المتحدة -اليوم الخميس- على العدول عن عزمها تصنيف جماعة الحوثي في اليمن "تنظيما إرهابيا أجنبيا"، محذرا من أن هذه الخطوة ستجرّ البلاد إلى "مجاعة على نطاق لم نشهده منذ قرابة 40 عاما".
كما سيقول لوكوك -في إفادة مزمعة أمام مجلس الأمن الدولي اطلعت عليها رويترز- إن اعتزام الولايات المتحدة إصدار إعفاءات لوكالات الإغاثة، لن يمنع حدوث مجاعة في اليمن.
وكان برنامج الأغذية العالمي -التابع للأمم المتحدة- قد حذر الأربعاء من "عواقب وخيمة" لاعتزام الولايات المتحدة تصنيف جماعة الحوثي "منظمة إرهابية".
وقال مكتب برنامج الأغذية في اليمن، عبر حسابه في تويتر، إن "من المرجح أن يكون لتصنيف الحوثي جماعة إرهابية عواقب وخيمة على خطر المجاعة المتزايد في اليمن، وأنه يمكن أن يعرقل عمليات الإغاثة".
وشددت المنظمة الأممية على أن البرنامج "سيحافظ على استمرارية وصول المساعدات الغذائية للملايين في اليمن"، من دون تفاصيل.
بانتظار الكونغرس
وأعلنت الخارجية الأميركية -في بيان الأحد- عزمها تصنيف الحوثيين "منظمة إرهابية"، وفرض عقوبات على زعيمها عبد الملك الحوثي، والقياديين فيها: عبد الخالق الحوثي وعبد الله يحيى الحاكم.
وما لم يرفض الكونغرس تلك الخطوة، فستوضع جماعة الحوثي على القائمة الأميركية السوداء في 19 يناير/كانون الثاني الجاري، أي قبل يوم واحد من تسلم الرئيس المنتخب جو بايدن مهام الرئاسة، خلفا لدونالد ترامب.
ومنذ نهاية 2014، تسيطر جماعة الحوثي -المتحالفة مع إيران- على العاصمة صنعاء ومعظم المناطق الشمالية في البلاد، التي يقطنها أكثر من نصف سكان اليمن.
ولتسهيل وصول المساعدات إلى تلك المناطق، تتعامل المنظمات الدولية مع الحوثيين باعتبارهم "سلطة الأمر الواقع"، بينما سيجعل منهم التنصيف الأميركي "جماعة إرهابية" يحظر التواصل معها.
كما سيؤثر هذا التصنيف سلبا على تدفق التحويلات المالية من اليمنيين العاملين في الخارج إلى داخل البلاد، مما ينذر بمزيد من التدهور على صعيد الوضع الإنساني.
خطوة "مفلسة"
من جانبه، رفض المجلس السياسي الأعلى لجماعة الحوثيين (التي تسمي نفسها "جماعة أنصار الله") -أمس الأربعاء- مساعي الإدارة الأميركية لوضعها على قوائم الإرهاب.
وقال المجلس في بيان صحفي إن "أنصار الله مكون وطني يمني كبير، يلتف حوله كل أحرار الشعب اليمني في معركة السيادة والاستقلال ضد العدوان (التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن) والحصار الذي أعلن من واشنطن".
واعتبر المجلس هذه الخطوة "مفلسة للإدارة الأميركية التي تعيش لحظاتها الأخيرة، وتعبّر عن تخبط وفشل السياسة الأميركية في المنطقة بشكل عام".
وحذّر المجلس من خطورة المضي في هذا التوجه، لافتا إلى أن "تداعياته لن تطال الجانب الإنساني في اليمن فحسب، بل ستؤثر أيضا على العملية السياسية".
وفي وقت سابق من يوم الاثنين، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك للصحفيين إن "من الواضح أن القرار ستكون له على الأرجح تداعيات إنسانية وسياسية خطيرة"، وحثّ واشنطن على الإسراع في منح استثناءات لضمان عدم عرقلة المساعدات الإنسانية.
وأضاف المتحدث أن الأمم المتحدة "قلقة من أن يكون للتصنيف تأثير ضار على الجهود الرامية لاستئناف العملية السياسية في اليمن، وأن يزيد من استقطاب مواقف طرفي الصراع".
وبدوره، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من التصنيف المحتمل، قائلا إن اليمن على شفا الانزلاق نحو أسوأ مجاعة شهدها العالم منذ عقود.
مناشدات أخرى
من جهته، ناشد سكوت بول مسؤول الشؤون الإنسانية في فرع منظمة أوكسفام الخيرية بالولايات المتحدة، الرئيسَ المنتخب جو بايدن إلغاء هذا التصنيف بمجرد توليه السلطة، واصفا الإجراء الأميركي بأنه "يأتي بنتائج عكسية وخطيرة".
وحثّ المجلس النرويجي للاجئين هو الآخر الحكومة الأميركية -يوم الاثنين- على توفير "إجراءات حماية وضمانات واضحة"، تكفل ألا تعرقل العقوبات تسليم الغذاء والوقود والدواء في أنحاء البلاد، "وسط كارثة إنسانية كاملة".
وفي السياق ذاته، ندد الاتحاد الأوروبي الثلاثاء بالتصنيف الأميركي للحوثيين، معتبرا أن هذه الخطوة يمكن أن تجعل جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة في البلد "أكثر صعوبة".
وحذّر المتحدّث باسم وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، من أن "تصنيف الولايات المتحدة أنصار الله منظمة إرهابية أجنبية، وتصنيف 3 من قادتها على هذا النحو، قد يجعل جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل شامل للنزاع في اليمن، أكثر صعوبة".
وتابع المتحدث بأن "الاتحاد الأوروبي قلق خصوصا من تداعيات هذا القرار على الأوضاع الإنسانية في اليمن المعرّض حاليا لخطر مواجهة مجاعة عامة وشيكة".
وأضاف أن "الاتحاد الأوروبي على قناعة بأن الحل السياسي الشامل فقط، هو ما يمكن أن يضع حدا للنزاع في اليمن"، مؤكدا أن التكتل "سيواصل الدعوة للحوار بين كل الأطراف".