[ مطالبات بإنشاء مركز علاج الأورام في مأرب ]
تتزايد أعداد حالات الإصابة بالسرطان في أوساط المواطنين بمحافظة مأرب، في ظل انعدام للمراكز الصحية المتخصصة في علاج الأورام السرطانية بالمحافظة المنتجة للنفط الذي يعد أحد مسببات الإصابة بالوباء.
أكثر من 100 حالة مصابة بالسرطان تم رصدها في ثلاث مديريات قريبة من مناطق استخراج النفط بمأرب رصدتها مبادرة "نحييها" التي تدعو لإنشاء مركز لعلاج السرطان بمأرب، كمبادرة مجتمعية.
توزعت أعداد إصابات السرطان في المديريات الثلاث بمأرب على 55 حالة في مديرية حريب و48 في مديرية الجوبة و24 حالة في مديرية الوادي، حسب الحصر الذي وصلت إليه المبادرة.
وقال عبد القادر الخراز الباحث البيئي -في ندوة أقيمت لمطالبة شركات التصنيع الاستخراجي للنفط والسلطة المحلية بتحمل مسؤوليتها تجاه الحفاظ على البيئة والمجتمع- إن ثلاثا من المديريات الموبوءة بأمراض السرطان بمأرب مديريات حريب ووادي عبيدة والجوبة، وهي المديريات القريبة من مناطق استخراج النفط.
وأشار إلى أن أعمال الاستكشافات النفطية والصناعات الاستخراجية للنفط هي السبب الأول المسبب للإصابات بالسرطان في تلك المديريات.
ولفت الخراز إلى أن عمليات الاستكشاف والإنتاج النفطي لم تلتزم بمعايير حماية البيئة والمجتمع، محملا الشركات المستخرجة للنفط المسؤولية تجاه جبر الضرر، فيما لحق بالمواطنين وأراضيهم الزراعية.
وأوضح الخراز -في ورقة عمل قدمها خلال الندوة- أن أبرز المديريات المصاب أبنائها بالسرطان هي مديرية حريب والتي تقدر نسبة إصابتهم ب69% بالسرطان من مجمل أنواع الأمراض بالمديرية تلاه القلب والفشل الكلوي.
وحسب الحصر الذي أجرته مبادرة "نحييها" فإن أعمار المصابين وجد أن الذكور المصابين من عمر سنتين إلى 56 سنة بينما الإناث من عمر 14 إلى 70 سنة.
وتوزعت مناطق الإصابات بالسرطانات في الجسم في الثدي والبطن والجهاز التنفسي والعين والجلد والعظام والعمود الفقري والدماغ، حسب المبادرة.
بالإضافة إلى ذلك ناقشت الندوة دور الإعلام والسلطة المحلية في العمل من أجل توعية وكشف الإهمال البيئي تجاه المجتمع والأرض من قبل الشركات المنتجة للنفط.
من جهته قال مدير مكتب الصحة بمأرب عبد العزيز الشدادي إن مأرب بحاجة ماسة إلى مركز لعلاج الأورام السرطانية لما لتلك الأمراض من تزايد في المحافظة.
وتحدث الشدادي عما يواجهونه في مستشفيات المحافظة عندما تصل إليهم حالات مصابة بالسرطان دون قدرتهم على تقديم الخدمة لهم.
وقال "أثناء قدوم أحد المصابين بالسرطان إلى مكتب الصحة أو أحد مشافي المحافظة يقفون عاجزين وغير قادرين على تقديم أي خدمة علاجية لهم".
وأشار الشدادي إلى أن مأرب تعاني بشدة دون التفاتة السلطات المحلية والمركزية في جوانب تقديم الخدمات الطبية لمرضى السرطان بمأرب.
بدروها قالت مديرة مبادرة "نحييها" أمة الله الحمادي إن الندوة أقيمت لمناقشة سبل البحث عن إنشاء مركز لعلاج الأمراض السرطانية بمأرب بمشاركة عدد من المكاتب الحكومية والإعلاميين والنشطاء الحقوقيين.
وأشارت الحمادي إلى أن هذه تعد فعالية أولية ستلحقها عدد من الفعاليات والحملات الإعلامية للمطالبة بإنشاء مركز علاج السرطان وإلزام شركات استخراج النفط بتحمل مسؤولياتها تجاه المجتمع والبيئة ودفع جبر الضرر للضحايا.