[ تحذيرات من تدهور الحالة الصحية للتوأم السيامي في صنعاء ]
بعد نحو 23 شهرا، استقبل مستشفى السبعين جنوبي العاصمة صنعاء ثاني توأم سيامي، وسط عجز المرافق الصحية عن إجراء عملية جراحية لفصلهم داخل اليمن، مما يستدعي سفرهم إلى الخارج.
في يوم الأربعاء 16 ديسمبر 2020، كان ياسر البخيتي ينتظر احتضان طفله الخامس إلا أن مفاجأة غير متوقعة حدثت عندما كانت زوجته في غرفة الولادة.
يقول أحد أقارب الطفلين إن الوالدين ذهبا إلى المستشفى في منتصف ليل الأربعاء-الخميس وإستمرت عملية الولادة حتى ساعات الظهيرة، لتأتي البشارة بطفلين ملتصقين ببعضهما (سيامي).
تحولت هذه البشارة من الفرحة إلى نوع من الإحباط جراء ما تعيشه الأسرة من ظروف صعبة، حيث لا تستطع أن تقدم أي مساعدة في إنجاح حياة هؤلاء الأطفال، بحسب قريب الطفلين الذي فضل عدم ذكر اسمه.
ياسر البخيتي وهو أب لأربعة أطفال بالإضافة إلى الطفلين السياميين، يعيش هو وأسرته في منزل صغير بالإيجار الشهري ويعمل في محل صغير لبيع الأحذية بمدينة سعوان شمال شرقي العاصمة صنعاء.
وبحسب مصدرنا المقرب من الأسرة، فإن البخيتي بالكاد يستطيع أن يوفر لقمة العيش له ولأطفاله، ويذهب متسائلا عن كيفية قدرته على تحمل تكاليف العلاج والسفر إلى الخارج، ويضيف "أطلقنا مناشدات عاجلة لفاعلي الخير والجهات المعنية والمنظمات الدولية للإسراع في إنقاذ حياة الطفلين وإخراجهما للعلاج في أي دولة".
بعد تعافي الأم قليلا تركت وزوجها المستشفى بناء على طلب الأقارب لكي لا يتعلق بالطفلين مسلمين بقضاء الله وقدره ومنتظرين أحد الأمرين "السفر إلى الخارج أو الموت المؤجل".
ورغم تلقي الأسرة اتصالا من فاعل خير، يبلغهم أنه مستعد تحمل تكاليف العلاج والسفر والعملية، لكن هذه الأماني سرعان ما تبددت عندما علمت سلطة الحوثيين أن مكان إجراء العملية الجراحية هي العاصمة السعودية الرياض، وهذا الطلب قوبل برفض من قبل الحوثيين كونها دولة تقود حربا على اليمن.
الكبد مشتركة
يقول التقرير الطبي إن التوأمين ملتصقا ببعضهما في منطقة الصدر وأعلى البطن، ويتشاركان كبدًا واحدًا في خط الوسط مع عروق كبدية منفصلة، يتم إدخالها في الوريد البابي المتقطع.
ويوضح التقرير الطبي المقطعي الصادر عن مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا في 20 ديسمبر 2020، الذي حصل "الموقع بوست" على نسخة منه، أن هناك تداخلا في الأمعاء الدقيقة، ويوجد اتصال وثيق مع بعضها البعض ولكن عن طريق التباين الفموي.
ويؤكد التقرير أن الجهاز البولي منفصل بكليتين وحالبين، والبنكرياس أيضا، فيما لوحظ وجود قلبين منفصلين يحتويان على أربع غرف مع تجويف التامور المشترك.
كلا الرئتين منفصلتين وهما على اتصال وثيق مع بعضهما من الأمام ولكن يبدو أنهما مفصولتان بشريط رفيع مع شرايين رئوية منفصلة إلا أن الحجاب الحاجز ملتصق مع بعضهما.
حالة حرجة
وجهت السلطات الصحية في مستشفى السبعين بالعاصمة صنعاء الخاضعة للحوثيين، نداء استغاثة من أجل إنقاذ توأم سيامي بعد أسبوع من ولادته.
توأم سيامي في صنعاء بحاجة لإنقاذ عاجلتوأم سيامي في صنعاء بحاجة لإنقاذ عاجل
Posted by Almawqea Post الموقع بوست on Friday, December 25, 2020
وقالت ماجدة الخطيب مديرة المستشفى للصحفيين، الأربعاء الماضي، إن جسم الطفلين تعرض لاصفرار بعد أيام من ولادتهما، في وقت استخدم الأطباء العلاج الضوئي حتى عاد لونهما الطبيعي.
وتضيف أن حالة الطفلين السياميين بشكل عام حرجة وتحتاج إلى تدخل سريع، حيث أحدهما لا يرضع الحليب بشكل طبيعي، عكس الآخر الذي يرضع بشكل أفضل.
يعاني المرفق الصحي المتخصص بالأمومة والطفولة من نقص شديد في الإمكانات والأجهزة والتجهيزات، أجبر على نقلهما إلى مستشفيات أخرى للحصول على التشخيص السليم، في مسعى للوصول لتشخيص دقيق يوضح الحالة الصحية والأعضاء التي تظهر أماكن الاشتراك بينهما، وفق الخطيب.
وأكد الدكتور عبد الوهاب المذحجي وهو استشاري جراحة أطفال في مستشفى السبعين، أن الفريق الطبي المتواضع توصل إلى تشخيص شبه دقيق، لكنه غير مكتمل نهائيا حول مدى التصاق التوأمين.
وتابع أن الطفلين بصحة شبة جيدة، وهما بحاجة إلى تدخل جراحي في مراكز متخصصة تملك خبرات سابقة في هذا المجال.
يظهر الالتصاق في القفص الصدري والجزء العلوي من البطن، بينما يمتلك التوأم قلبين منفصلين، لكنهما في كيس واحد، بالإضافة إلى انفصال الجهاز البولي والتناسلي، والدماغين منفصلين، فيما يشتركان بالكبد.
سياميان آخران
في 9 فبراير 2019 الماضي، توفي توأم سيامي بعد نحو أسبوعين من ولادتهما، وسط دعوات لنقلهما للخارج، لعدم توافر القدرة الطبية للعلاج في البلد الذي تشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وزارة الصحة في حكومة الحوثيين أعلنت وفاة الطفلين، واتهمت التحالف الذي تقوده السعودية بالمسؤولية عن وفاتهما نتيجة لـ"رفض فتح مطار صنعاء وإخراج الطفلين للعلاج في الخارج".
وكان هؤلاء التوأم السيامي يمتلكان رأسين وعمودين فقريين وقلبين، لكنّ يتشاركان في العضو الذكري والقدمين.
وفي ذلك الوقت، أعلن فريق طبي سعودي مختص استعداده لتولي حالة التوأم اليمني، إلا إنهما توفيا قبل ذلك.
ظاهرة نادرة
تقول الدراسات إن التوائم الملتصقة هي ظاهرة نادرة، وتحدث من 1 لكل49000 ولادة إلى 1 لكل 189000 ولادة حول العالم، بينما يموت ما يقارب نصف هذه التوائم في الرحم قبل الولادة والجزء الآخر منهم يولد مع تشوهات يصعّب معها العيش.
كما أن معدل البقاء على قيد الحياة عند التوائم السيامية حوالي 25%. ونسبة التوائم السيامية الإناث أكثر من الذكور بنسبة 1:3، حيث لا يحدث الالتصاق لأكثر من جسدين في حالة حمل الثلاثة أجنة أو الأربعة أجنة.