[ إشراك الشباب في صناعة القرار في افتتاح مؤتمر شباب اليمن لبناء السلام ]
دشنت مؤسسة تنمية القيادات الشابة، ومنظمة شباب بلا حدود للتنمية، اليوم الأحد، فعاليات مؤتمر الشباب اليمني لبناء السلام، بمشاركة واسعة لشباب وشابات اليمن، وحضور كبير للفاعلين الدوليين على رأسهم المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، وممثلي عدد من وكالات الأمم المتحدة، وسفير الاتحاد الأوروبي، والسفير البريطاني لدى اليمن.
واستضاف المؤتمر مجموعة من الشباب والشابات من عدد من الدول حول العالم بينها فلسطين، ليبريا، كشمير، فنزويلا، السودان، تحدثوا عن تجاربهم في المشاركة في عملية بناء السلام في دولهم، وعن التحديات التي واجهتهم كونهم ينتمون إلى فئة الشباب أو كونهن إناث نتيجة لتمييز قائم على النوع الاجتماعي، وعن الدروس المستفادة من هذه التجارب وقدموا توصيات للشباب اليمني.
أبرز المتحدثين في اليوم الأول من المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام كان مارتن غريفيث المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، هانز جروندبيرج سفير الاتحاد الأوروبي، ميشال أرون السفير البريطاني لدى اليمن، سوزانا ميخائيل المدير الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الدول العربية، نيستور أوموهانجي ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان، والسيدة دينا زوربا ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة، والدكتورة انطلاق المتوكل ممثلة مؤسسة تنمية القيادات الشابة.
وقال المبعوث الأممي مارتن غريفيث إن العمل الذي تقوم به المنظمة الدولية وجهودها المضاعفة من أجل إحلال السلام في اليمن مستمرة، مضيفا "هذا المؤتمر من ضمن الجهود، كون إشراك الشباب مهم ومحوري في عملية السلام بشكل شامل، وقد بدأنا بوضع خارطة لإشراك الشباب".
وتابع "نحن ندعم فكرة عملية سلام شامل والسبب هو أن العالم كله بحاجة للسلام من أجل التنمية، والصراع في اليمن مختلف وصعب، لكن السلام المحلي يستطيع أن يتحقق بمساعدة الشباب وهذه فرصة كبيرة وعظيمة".
وقال غريفيث إن أطراف الصراع في اليمن يجب أن يكونوا مسؤولين عن إحلال السلام، مستغربا من عدم إشراك الأطراف السياسية للنساء والشباب في المفاوضات، "جميعكم لاحظتم إننا نحاول من إجل ذلك".
وقال "قبل عامين ذهبنا الى السويد، وكانت امرأة واحدة فقط مشاركة في المفاوضات على الرغم من التقدم المحرز في مؤتمر الحوار الوطني، وذلك كان فشلا".
وأضاف "جميع الأطراف يجب عليها إشراك الشباب والنساء بشكل أكبر، نحن نساعد على التركيز على النوع الاجتماعي، استطعنا التركيز على مجموعة التسعة وتحقيق بعض النجاح ونحاول جاهدين أن نجعل الناس يفهمون أنهم سيحصلون على السلام الذي يستحقونه قريبا".
وشدد المبعوث الأممي على أهمية إنهاء النزاع، لكنه أكد على التحضير لعملية سياسية واسعة في 2021 "نستطيع عبرها إنهاء الصراع" الذي يدخل عامه السادس، وزاد "كما بدأنا بوضع خارطة لإشراك الشباب، وعلى المجتمع الدولي أن يسمع أصوات الشباب اليمني وأن يحرص على إحلال السلام من أجلهم ونحن نعمل على ذلك".
أقيم المؤتمر برعاية من هيئة الأمم المتحدة للمرأة، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالتنسيق مع مكتب المبعوث الخاص للأمم المتحدة.
ويهدف المؤتمر للتحقق من صحة الإطار الإستراتيجي المستند إلى قرار مجلس الأمن رقم 2250 الخاص بالشباب، ومن المفترض أن يتوصل المشاركون والمشاركات إلى أوراق سياسات وتوصيات تمثل الآلاف من الشباب اليمني، إلى جانب التخطيط الفعال للجهود المبذولة لزيادة مشاركة الشباب في العملية السياسية.
وتحدث هانز جروندبيرج سفير الاتحاد الأوروبي لدى اليمن عن الصعوبات التنموية، وعن الأمل في تجازها، مضيفا أن "البعثة الأوروبية أكدت على أهمية المساوأة في النوع الاجتماعي ليكون نهجا أساسيا في كل جهودها وكل ما تقوم به، بالنسبة لنا نؤمن بأهمية إدماج النساء والشباب والرجال من أجل إنهاء الصراع الذي أحدث أسوأ أزمة إنسانية في العالم".
فيما قال ميشال آرون السفير البريطاني لدى اليمن إن إنهاء القتال جهد يجب أن يقوم به الجميع "نريد إنهاء النزاع وإنهاء الكوارث، ونأمل أننا سنبلي حسنا، ومن المهم أن يكون للشباب دور كبير".
وأضاف "بدون التنسيق ستستمر الحرب، وبدون عمل وتصميم على تحقيق تقدم لن يتحقق السلام، ونحن في المملكة المتحدة ملتزمون بإنهاء هذه الحرب في أقرب وقت".
وقالت سوزانا ميخائيل المدير الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الدول العربية على ضرورة إن الشباب هم المعرفة والقيادة والطاقة، وإن إشراكهم وإشراك النساء أيضا في عمليات صنع القرار فرصة لصناعة التحول من أجل وقف العنف "هم القوة والثروة التي نمتلكها من أجل إيقاف العنف".
وشددت ميخائيل على ضرورة أن يتم تنفيذ القرار 2250 والاستثمار في الشباب والشابات من أجل وجود مجتمع آمن، مضيفة "هذا القرار يحث الدول الأعضاء على إعطاء الشباب دورا أكبر، وهذا ما تعمل عليه الأمم المتحدة لكن يجب رفع هذا الدور".
وقال نيسترو أوموهانجي ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان إن على الجميع العمل مع الشباب لتحقيق السلام، وتحدث عن أهمية مشاركة الشباب في حل المشاكل في مجتمعاتهم، "الشباب هم الجزء الأكبر من المجتمع وهم أهم شيء في اليمن، لديهم القدرة على إحداث تغيير حقيقي، وأدعو إلى دعم مبادراتهم، كما نقدر ونشكر أدوارهم الكبيرة والتزامهم نحو المستقبل".
من مختلف المحافظات اليمنية ومن شباب اليمن في الخارج شارك في المؤتمر الذي انعقد عبر منصة الاتصالات "زووم" ما يزيد عن 400 شاب وشابة، حيث نسقت عدد من المبادرات ومنظمات المجتمع المدني في تعز، مأرب، شبوة، حجة، المهرة، حضرموت، أبين، عدن، حلقات حضرها عشرات الناشطين، في حين انضم شباب الخارج بشكل فردي إلى جانب عدد كبير من الشباب والشابات في الداخل.
يذكر أن المؤتمر ينعقد خلال ثلاثة أيام، وإلى جانب مراجعة الإطار الإستراتيجي للقرار الأممي 2250، سيحدد الشباب والشابات المشاركون في المؤتمر الثغرات في مساعي إدماج الشباب، وسيسعون إلى إنجاز اتفاق جماعي على بعض الخطوات التي ستنعكس في الجهود المستقبلية، كما سيتم تقديم توصيات قوية إلى المبعوث الخاص للأمم المتحدة والمجتمع الدولي، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والمنظمات التي يقودها الشباب.