[ قاض حوثي في العاصمة صنعاء يحاكم مختطفين ]
كشفت مصادر حقوقية، اليوم الاثنين، عن تهديد أحد مسلحي الحوثي لمختطفين معتقلين منذ ست سنوات بالتصفية الجسدية في قاعة المحكمة بالعاصمة صنعاء.
وقال المحامي عبد المجيد صبرة عضو هيئة الدفاع عن المختطفين -في منشور بصفحته على فيسبوك- إن أحد الحراس المرافقين للمختطفين في قاعة المحكمة هدد المختطفين بالتصفية الجسدية بعد أن أشهر سلاحه تجاههم.
وبحسب صبرة فإنه وبمجرد دخول القاضي قاعة المحكمة اشتكى له المعتقلون بتهديدهم بالتصفية من قبل أحد الجنود المرافقين لهم والذي يتبع جهاز الأمن والمخابرات بصنعاء، والذي كان واقفا جوار قفص الاتهام ويمين منصة القاضي.
وأشار إلى أن المختطفين أبلغوا القاضي أنهم سألوا هذا الجندي عن سبب تأخره في الحضور للجلسة فرد عليهم أنهم إذا لم يسكتوا فسوف يفك أمان البندقية ويطلق النار عليهم جميعا.
ولفت صبرة إلى أن المحكمة بدأت إجراءات الجلسة وسألت المعتقلين عن بياناتهم فردوا عليه ومن خلال ردهم اتضح أنهم طلاب جامعات وثانوية عامة حيث كانوا يدرسون في تخصصات مهنية مختلفة كالهندسة والمحاسبة والإعلام ولم يتمكنوا من إكمال تعليمهم بسبب اعتقالهم الذي مضى عليه ست سنوات.
ووفقا للمحامي صبرة فإن المختطفين أبدوا استغرابهم من المحاكمة التي تأتي بعد ست سنوات من الاعتقال التعسفي، متسائلين عن أي عدالة ترجى في مثل هكذا محاكمة وأين حقوقهم المكفولة في الدستور والقانون، مع العلم أن المحكمة قد سبق لها أن عقدت جلسات في قضيتهم قبل سنتين من تاريخ هذه الجلسة لدى قضاة سابقين وقررت حينها إعادة ملف قضيتهم للنيابة ثم عادت لتستأنف الجلسات بعد هذا الوقت.
وقال صبرة "في الجلسة اشتكى المختطفون جراء معاناتهم في السجن، وقالوا إنهم محتجزون في غرف تنعدم فيها التهوية والإضاءة ولا تصل إليها الشمس وقد أصيبوا بكثير من الأمراض بسبب ذلك، وأسباب أخرى ومن الأمراض التي ذكروها للمحكمة منها الجرب والربو والحساسية وفقد النظر للبعض منهم وانزلاق في العمود الفقري وتشنج في الأعصاب ولم يتمكن المعتقل ماجد البعوه من حضور جلسة اليوم بسبب الأمراض التي يعاني منها".
ولفت إلى أن المعتقل هزاع القمامي من أبناء محافظة صعدة منطقة وائلة كان الأكثر ضررا والذي قال للمحكمة إنه ظهر له ورم في بطنه وأجريت له عمليه في المستشفى الجمهوري بصنعاء قبل ثمانية أشهر لكنها لم تكن ناجحة ودقيقة، مما أدى إلى ظهور الورم وانتقاله لمكان آخر في بطنه، ونصحه الطبيب بإجراء عملية في أقرب وقت ممكن، ما لم فإن حياته معرضة للخطر، لكن إدارة السجن تتجاهل ذلك وقد عرض المعتقل بطنه أمام المحكمة والنيابة وفريق الدفاع والحاضرين جلسة المحاكمة وكان ظاهرا آثار العملية السابقة وكذلك كان الورم بارزا في بطنه بشكل لافت.
وأفاد المحامي صبرة أن "المعتقل الحسن الصراري يعاني نوبات صرع بشكل شبه يومي من بعد سنة من دخوله السجن وأنه تعطى له مهدئات فقط وقد عرف أن ذلك بسبب ضربه خلف رأسه".
وأكد أن المحكمة لم تستجب لطلب الإفراج وقررت التوجيه بتوفير الرعاية الصحية والطبية لهم وتكليف النيابة بالنزول لمقر السجن لمعرفة والتأكد من صلاحية الغرف التي يحتجزون فيها، وقررت أيضا تمكين فريق الدفاع صورة من ملف القضية والسماح لهم بمقابلة موكليهم.
وقال عضو هيئة الدفاع عن المختطفين إن مثل هذه المعاناة والحالات المرضية قد تكررت على لسان كثير من المعتقلين سواء من يتم محاكمتهم أو غيرهم وهو ما يستدعي الوقوف الجاد للمنظمات الحقوقية المحلية والدولية للضغط على جماعة الحوثي في صنعاء للإفراج عنهم باعتبارهم معتقلين مدنيين كمطلب رئيسي وتحسين أوضاعهم في السجون التي يقبعون فيها مع توفير الرعاية الصحية لدى أطباء متخصصين كحق من حقوق الإنسان المكفول في جميع التشريعات والقوانين المحلية والدولية.