حرمت الإمارات العربية المتحدة 22 طبيباً يمنياً من دخول أراضيها لأداء امتحانات البورد العربي في قسم الجراحة، بعد منحهم موافقة مسبقة بذلك، وفقاً للوثائق والمعلومات الخاصة التي حصل عليها "الموقع بوست" من مصادر متعددة.
وتستضيف الإمارات منتصف ديسمبر/كانون الأول المقبل الامتحانات السريرية بالبورد العربي تخصص جراحة عامة، وهي الفعالية الطبية السنوية التي كان يفترض أن تعقد في العاصمة المؤقتة عدن جنوبي اليمن.
لكن حالة ألا دولة التي تعيشها المدينة اليمنية جراء تحكم مليشيا المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات مكن سلطات أبوظبي من سحب الاستضافة، وتنظيم الفعالية في مدينة دبي التي تستضيف أيضاً "إكسبو2020".
وقال مصدر مطلع إن الإمارات لم تكتفِ بسحب استضافة عدن للامتحانات السريرية للبورد العربية الطبي، لكنها ذهبت أبعد من ذلك برفض طلبات دخول 22 طبيبا من اليمن أراضيها ومنع خوضهم امتحان بورد الجراحة العربي لهذا العام.
وينظم المجلس العربي للاختصاصات الصحية بشكل دوري امتحانات للبورد العربي وهي شهادة مهنية تدريبية عالية في مجال الطب، ويعقد الامتحان كل عام في دولة من الدول الأعضاء في مجلس وزراء الصحة العرب التابع للجامعة العربية.
وأضاف المصدر لـ"الموقع بوست" أنه وبخلاف الدول العربية الأخرى كسلطنة عمان ومملكة الأردن اللتين استضافتا خلال السنوات السابقة امتحانات البور العربي، دفعت خلالها حكومات البلدين تكاليف السفر والإقامة للأطباء المتقدمين من اليمن ومنحتهم أيضاً مساعدات نقدية تشجيعاً لهم.
وأوضح المصدر الطبي المطلع أن الإمارات "مارست انتهازية وقحة بحق اليمنيين المتقدمين للبور العربي"، حيث أجبرتهم على الحجز ودفع رسوم الحصول على تصاريح دخول للأراضي الإماراتية وقبل أكثر من أسبوعين من عقد الامتحانات أبلغتهم بإلغاء تصاريح الدخول مع إمكانية استعادة أموالهم المقدمة مع طلب التصريح.
وأظهرت وثيقة إماراتية -حصل "الموقع بوست" عليها- على إلغاء تصريح دخول أحد المتقدمين للبور العربي في تاريخ 17 نوفمبر الجاري واضطرار المتقدم "نائف قاسم طه" لسحب الرسوم وبالتالي الانتظار أعواماً أخرى للحصول على الفرصة مجدداً.
ووفق الوثيقة الإماراتية، فقد منح المتقدم نائف المتدرب في المستشفى الجمهوري بعدن تصريح دخول الإمارات في مطلع نوفمبر، لكنه أُجبر قبل أربعة أيام (17 نوفمبر) على سحب رسومه بعد إبلاغه بإلغاء التصريح.
وفي وثيقة إماراتية أخرى صادرة من الادارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي -حصل "الموقع بوست" على نسخة منها- رفضت الإمارات طلب تصريح دخول للمتقدم عبد اللطيف صالح علي المتدرب في مستشفى الكويت التعليمي بصنعاء بعد يوم واحد من تقديمه الطلب في 4 نوفمبر (تعليق المحرر قد يكون السبب أنه من أبناء شمال اليمن وربما من المناطق الخاضعة للحوثيين).
ووفق المعلومات فإن باقي الأطباء المتقدمين للبورد العربي رفضت الإمارات منح تصريح دخول فوري للمحسوبين على شمال اليمن بينما أجبر زملاءهم الآخرين من أبناء جنوب اليمن أو المتدربين في مستشفيات جنوب البلاد على سحب الطلب بعد إبلاغهم بإلغاء التصاريح السابقة.
وكان الأمين العام للمجلس العربي للاختصاصات الصحية الدكتور عمر عوض الرواس أبلغ في مذكرة رسمية مؤرخة بـ26 أكتوبر 2020 -حصل "الموقع بوست" على نسخة منها- الأمين العام للمجلس اليمني للاختصاصات الصحية الدكتورة أثمار حسين بأسماء المتقدمين للامتحان السريري للبورد العربي المتدربين في المستشفيات اليمنية طالباً اتخاذ ما يلزم من إجراءات بخصوص الامتحانات.
ووفق المذكرة والملف المرفق بها فإن 22 طبيبا ومتدربا في مستشفيات يمنية تقدموا لامتحانات البورد العربي في الجراحة العامة والذي سيعقد يومي 18-19 ديسمبر/كانون الأول في دبي.
والبورد العربى هو برنامج تدريبي بالدرجة الأولى في تخصص ما ولا تقل سنوات الدراسة في بعض تخصصاته كالجراحة عن 4 سنوات يخضع خلالها الطبيب المتقدم والحاصل على شهادة جامعية محلية معترف بها لتدريب عملي في مستشفيات تابعة للبرنامج.
ويمثل البورد العربي تصريح مزاولة مهنة الطب في أي دولة عربية وهو بمثابة تذكرة ذهاب بدون عودة للأطباء اليمنيين والذين زادت في الفترة الأخيرة هجراتهم من اليمن في ظل تردي الأوضاع وسوء المعيشة وندرة فرص العمل وتدني الأجور المقابلة.
ولم يتسن لـ"الموقع بوست" الحصول على تعليق فوري من المجلس اليمني للاختصاصات الصحية بشأن حرامان الطلاب كما لم يصدر أي تعليق من المجلس العربي للاختصاصات الصحية بشأن ذلك.
وأوضحت مصادر خاصة أن الأطباء اليمنيين المحرومين من دخول الإمارات أضحوا ضحية أخرى من ضحايا الممارسات الإماراتية المعادية لكل ماله علاقة باليمن.
وأوضحت المصادر لـ"الموقع بوست" أنه بات من المستحيل معالجة المشكلة من جانب المجلس العربي للاختصاصات الصحية خلال الفترة القادمة في ظل إصرار السلطات الإماراتية على قرار حرمانها ومنعها الأطباء اليمنيين من دخول أراضيها.
وسبق أن منعت الإمارات دخول وزراء ومسؤولين حكوميين ومواطنين يمنيين إلى أراضيها للمشاركة في فعاليات رسمية ودولية كان أخرها فعالية رياضية منعت وزير الشباب والرياضة في الحكومة اليمنية من حضورها بشكل غير مبرر.
وتوجه للإمارات الشريك الرئيسي للسعودية في قيادة تحالف عسكري انتقادات شديدة بشأن انتهاكاتها وتدخلاتها المباشرة في تعقيد الأزمة اليمنية، إضافة إلى دعمها وإنشائها مليشيات عسكرية مسلحة تطالب بالانفصال في جنوب البلاد، ونفذت الأخيرة انقلابا على الحكومة المعترف بها ما زالت تداعياته مستمرة حتى اليوم.