[ بايدن تعهد بوقف الدعم للسعودية في حربها على اليمن (الأناضول) ]
حذر ومخاوف يحدوها الأمل، هذا باختصار ما عبر سياسيون يمنيون بعد الإعلان عن فوز جو بايدن برئاسة أميركا، ولعل السؤال الذي يشغلهم أكثر من غيره إن كان ساكن البيت الأبيض الجديد سيضع حدا للحرب التي تشهدها بلادهم منذ قرابة 6 أعوام.
وعلى طرفي معادلة الحرب اليمنية -الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا والحوثيون الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء- يعلن الطرفان مواقف متوجسة، بين من لا يراهن على تغيير واضح في السياسة الخارجية لواشنطن تجاه حرب اليمن، ومن يترقب بأن تكون فترة الرئيس بايدن بداية مهمة لإنهاء هذه الحرب.
لكن الطرفين يتفقان على أن السياسة الأميركية تحكمها المؤسسات أكثر من أن يغيرها الرؤساء المنتخبون، نظرا لتداخل المصالح مع الأطراف الفاعلة في الحرب.
وكان بايدن قد تعهد بوقف دعم الحرب على اليمن، وجاء في برنامجه الانتخابي "سنعيد تقييم علاقتنا بالسعودية وننهي الدعم الأميركي للحرب في اليمن، ولا يمكن لأميركا أن تتنكر لقيمها من أجل بيع الأسلحة أو شراء النفط".
الحسم بعيدا عن الحسابات
يقول السفير والمندوب الدائم لليمن لدى اليونسكو الدكتور محمد جميح إن الحكومة الشرعية لا تحتاج لأكثر من ترتيب صفوفها لتكسب المعركة بعيدا عن أي حسابات أخرى.
وأضاف جميح للجزيرة نت أن وصول الديمقراطيين إلى الحكم في الولايات المتحدة لن يغير حقيقة أن هناك انقلابا قام به الحوثيون، وأن العالم لا يعترف به، وعلى الشرعية أن تتصرف وفقا لهذه القاعدة.
ويتابع "أعرف أن هناك من يرى أن الديمقراطيين سيخففون الضغط على إيران التي تدعم الحوثيين، ولكن الدعم الإيراني لم ينقطع، والحوثيون لا يحتاجون إلا للصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة والخبراء الإيرانيين، وهذا الدعم لم يتأثر ولم ينقطع حتى مع وجود الإدارة الجمهورية الحالية في البيت الأبيض".
سياسة خارجية لا تتأثر
وحسب جميح، فإنه لا ينبغي أن يعول الناس كثيرا على تغير ساكن البيت الأبيض، لأن السياسة الخارجية لواشنطن لا تتغير في محدداتها الرئيسية بتغير الرؤساء.
ويؤكد سفير اليمن لدى اليونسكو أن التعويل الحقيقي يكون على تماسك الجبهة الداخلية للشرعية ضد الانقلاب.
ويشير أيضا إلى أن إدارة الرئيس السابق باراك أوباما سبق أن حاولت فرض خطة كيري التي فشلت، مضيفا "سيفشل أيضا أي حل لا يقوم على أساس احترام حقوق اليمنيين في تسوية تقوم على أساس رفض الانقلابات العسكرية وفرض سياسات الأمر الواقع".
الحوثيون.. ترقب وتوجس
من جهته، يؤكد حميد عاصم عضو وفد جماعة الحوثي المفاوض في مفاوضات ستوكهولم على القول إن الحكم في أميركا يدار من خلال مؤسسات وليس من قبل أشخاص، ونادرا ما يحدث تغيير في السياسات الأميركية.
ويضيف للجزيرة نت "هذه المرة سمعنا وشاهدنا تصريحات لبايدن عن رغبته في تغيير مواقف الإدارة الأميركية تجاه بعض القضايا المتعلقة بالعرب والمسلمين، ومنها عدم بيع السلاح للسعودية، وفي حال نفذت هذه السياسة فسيحدث تحول في الحرب والعدوان على اليمن".
وفي حال كانت تلك التصريحات من أجل تحقيق أهداف انتخابية فقط، يرى عاصم أنه لن يحدث أي تغيير جوهري في السياسة الأميركية تجاه الحرب في اليمن.
ويذكر القيادي الحوثي أن الحرب على اليمن بدأت خلال حكم الرئيس الديمقراطي أوباما "الذي كان داعما لدول العدوان".
وعود تنتظر التنفيذ
من جهته، يرى عادل عبد المغني المدير التنفيذي لمؤسسة منصة للإعلام والدراسات التنموية أن مضامين برنامج بايدن حول اليمن "تبقى وعودا لا يمكن التنبؤ بمدى تنفيذها".
وحسب رأيه، فإن ذلك مرتبط بمدى حدوث تغيير واسع في تعامل واشنطن مع حلفائها بالخليج ومستوى علاقتها أيضا بإيران.
وقال للجزيرة نت إن الحرب في اليمن والدعم الأميركي المقدم للتحالف السعودي الإماراتي لم يكن في عهد ترامب، بل إبان فترة حكم الرئيس السابق أوباما، والذي كان بايدن نائبا له.
ووفقا لعبد المغني، فإن فريقا من اليمنيين يتخوفون من تعامل إدارة بايدن مع الحرب اليمنية تبعا لمبادرة جون كيري وزير الخارجية الأميركي فترة رئاسة أوباما، والتي تحفظت على بعض مضامينها الحكومة اليمنية حينها باعتبارها تعاملت معها كطرف يقابل الحوثيين وليس حكومة شرعية تم الانقلاب عليها.
ويختم بالتأكيد على أن الأمل يحدو اليمنيين بوقف الحرب، ويطمحون لمكسب من إدارة بايدن يتمثل في إلغاء الحظر على سفر اليمنيين إلى أميركا الذي أقره ترامب وسبب حينها بمعاناة كبيرة حرمت الكثير من أقارب اليمنيين الحاصلين على الجنسية الأميركية من السفر إلى بلاد العم سام.