سجل الريال اليمني أدنى مستوى له على الإطلاق وتراجع بشكل كبير أمام الدولار والعملات الأجنبية في سوق الصرف المحلية عقب قرار البنك المركزي اليمني، الذي يسيطر عليه المتمردون الحوثيون وقف ضمانات واردات السكر والأرز للتجار والشركات، ما دفع خبراء اقتصاد ومال للتحذير من اندلاع ما وصفوها «ثورة جياع» في العاصمة صنعاء.
قال تجار ومتعاملون بشركات صرافة في صنعاء وعدن امس إن الريال سجل أدنى مستوى له على الإطلاق وتراجع بشكل كبير أمام الدولار والعملات الأجنبية في سوق الصرف المحلية عقب قرار البنك المركزي اليمني وقف ضمانات واردات السكر والأرز للتجار والشركات.
وقف خطوط الأمان
وأخطر البنك المركزي اليمني التجار والبنوك المحلية يوم الجمعة الماضي أنه لن يقدم بعد الآن خطوط ائتمان بسعر الصرف الرسمي لاستيراد السكر والأرز.
وكان البنك المركزي حتى بداية فبراير يغطي جميع احتياجات البلاد من واردات الدواء والقمح والأرز والسكر والحليب بسعر الصرف الرسمي البالغ 215 ريالاً للدولار.
وفي ضوء هذا القرار تقتصر خطوط الائتمان على القمح والدواء فقط.
انخفاض غير مسبوق
وذكرت مصادر مصرفية ومتعاملون بشركات صرافة ان سعر العملة المحلية في السوق الحرة انخفض بشكل غير مسبوق إلى 270 ريالاً للدولار في صنعاء امس من 256 ريالاً وإلى 267 ريالاً في عدن.
وتدخل التحالف العربي بقيادة السعودية في مارس الماضي من اجل اعادة السلطة الشرعية برئاسة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى اليمن اثر سيطرة الانقلابيين على اجزاء واسعة من البلاد، ولا تزال مليشيات الحوثي والرئيس المخلوع صالح تسيطر على العاصمة صنعاء والبنك المركزي منذ أواخر 2014.
وارتفع سعر الريال السعودي في محلات الصرافة إلى 70 ريالاً من 65 ريالاً في حين امتنعت هذه المحلات عن التعامل بالدولار وأغلقت معظم شركات ومكاتب الصرافة في العاصمة صنعاء أبوابها ويرفض العديد من المكاتب تحويل أي مبالغ من العملة اليمنية إلى الدولار.
ثورة جياع
ويقول خبراء اقتصاد ومال محليون إنه رغم الإجراءات السريعة التي اتخذها البنك المركزي من أجل دعم العملة المحلية وتحسبا لانهيارها في أكتوبر ونوفمبر فإن قراره الأخير بوقف الضمانات قد يهدد بانهيار العملة واندلاع ما وصفوه بثورة «جياع» في العاصمة صنعاء. وقالوا إن القرار يشير إلى صعوبات في تغطية الواردات بسعر الصرف الرسمي.
وأكدت مصادر مصرفية واقتصادية أن صافي احتياطي النقد الأجنبي تقلص إلى أقل من ملياري دولار مطلع 2016 من 3.16 مليارات دولار في يناير من العام الماضي و3.98 مليارات دولار في يناير 2014 طبقا لأحدث بيانات منشورة على الموقع الالكتروني للبنك المركزي. ولم ينشر البنك إحصاءات شهرية منذ ذلك الحين.
تعميق الأزمة الإنسانية
وقال مسؤول اقتصادي حكومي لرويترز «انهيار العملة المحلية أمام الدولار يعني زيادة في أسعار المواد الغذائية المرتفعة أصلا مما يفاقم أوضاع الناس السيئة بالفعل ويعمق الأزمة الإنسانية الصعبة غير المسبوقة التي تعاني منها البلاد».
من جهته ذكر سعيد مهيوب صاحب شركة صرافة في عدن «قرار البنك المركزي الأخير دفع بالناس والتجار إلى التهافت على الدولار مما خلق أزمة خانقة في السوق في ظل عدم وجود السيولة اللازمة للعملة الصعبة».
ويعاني اليمن ضائقة مالية غير مسبوقة منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة وتوقف تصدير النفط الذي كانت إيراداته تشكل 70 بالمئة من إيرادات البلاد وتوقفت جميع المساعدات الخارجية والاستثمارات الأجنبية وعائدات السياحة.
14.4
حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «فاو» من أزمة كبيرة قائلة إن المجاعة تلوح في الأفق، حيث يعاني أكثر من نصف السكان أو نحو 14.4 مليون نسمة من نقص الغذاء وانعدام الأمن الغذائي من بينهم أكثر من سبعة ملايين يواجهون انعداماً حاداً للأمن الغذائي.