تنصل برنامج الإعمار السعودي في اليمن من التزاماته بتوفير مادة الديزل لكهرباء محافظة المهرة (شرقي اليمن).

وأفادت مذكرة صادرة اليوم الأحد عن مؤسسة الكهرباء في المهرة بنفاد مخزون مادة الديزل بمحطة توليد كهرباء الغيضة، وتوقف المحطة عن الخدمة صباح اليوم الأحد.

وقالت المؤسسة في مذكرتها الموجهة لمدير البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن بالمهرة إن كمية وقود الديزل التي تمت الموافقة عليها من قبلكم بتاريخ 1 أكتوبر الجاري، والمقدرة بـ280 ألف لتر والمخصصة لتغطية محطة الغيضة لأربعة أيام حتى 4 من الشهر نفسه، لم تغطِّ سوى ثلاثة أيام فقط.

ووفقا للمذكرة فإنه تم إطفاء المحطة في تمام الساعة العاشرة صباح اليوم الأحد، نتيجة التدني الحاد في مستويات الديزل بخزانات المحطة حفاظا على المولدات من الأوساخ المترسبة أسفل الخزانات.

وتشير مؤسسة الكهرباء إلى إطفاء محطات الفروع لثماني ساعات يوميا للتكيف مع عجز الديزل الوارد لها.

ووفقا للمذكرة فإن مؤسسة الكهرباء في المهرة سبق وأن رفعت مذكرات ومطالبات للبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن برفع مخصصات الديزل لأن الكميات المعتمدة لا تغطي محطات المؤسسة خاصة محطة توليد كهرباء الغيضة.

وطالبت المؤسسة مدير البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن بالتوجيه بتوفير الديزل لمحطة الغيضة بحسب الاستهلاك اليومي المرفوع للبرنامج.

كما طالبت مؤسسة كهرباء المهرة مدير البرنامج السعودي بإشعارها أو السلطة المحلية حول عدم القدرة على توفيره الاستهلاك اليومي لعموم محطات المؤسسة من منحة الوقود المقدمة من العاهل السعودي.

وبمبرر إعادة الإعمار منحت السعودية نفسها مشروعية البقاء والتواجد في محافظة المهرة، وأعلنت هناك عن حزمة مشاريع لتنفيذها بعد أن تلقت المباركة الكاملة من الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي زار المهرة بمعية السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر في أغسطس من العام 2018.

وكشف تحقيق سابق أجراه "الموقع بوست" عن حقيقة برنامج الإعمار السعودي ومشاريعه الوهمية التي ينفذها في المهرة.

اقرأ أيضا: إعمار أم احتلال.. تحقيق ميداني لـ"الموقع بوست" يكشف حقيقة برنامج الإعمار السعودي في المهرة (1-2)

اقرأ أيضا: قصص فساد وإغاثة وهمية.. كيف ينظر أبناء المهرة لبرنامج الإعمار السعودي؟ تحقيق ميداني (2-2)

وأعلنت السعودية عبر برنامجها المخصص لإعادة الإعمار جملة من المشاريع، لكن ذلك كان فقط على مستوى الإعلام، أما على المستوى الميداني الفعلي، فالوضع مختلف تماما، فإضافة للعديد من مظاهر السلوك الذي تنتهجه السعودية في المهرة لتضخيم مشاريعها، هناك أيضا أغراض أخرى لعملية الإعمار تمثل دثارا وستارا لأجندة مختلفة.

اقرأ أيضا: ميناء نشطون في المهرة.. أطماع سعودية قديمة تنتعش تحت غطاء إعادة الإعمار (تحقيق من داخل الميناء 1-2)

وبعد مرور أكثر من عامين على تدشين العمل بالبرنامج داخل المهرة كغطاء لأجندة السعودية لم يمكنها من الإطباق على المحافظة كما يرى المناوئون، كما أنه لم يمنح المؤيدين للرياض ورقة رابحة لإثبات صدق الموقف السعودي كما يتصورون الأمر، وكل يوم يمضي تتضح الصورة أكثر عن حقيقة البرنامج، وكيف جرى تحويله كواجهة للبقاء والتمدد العسكري السعودي.

ومنذ نهاية 2017، دفعت السعودية بقوات تابعة لها وآليات عسكرية إلى المهرة، بحجة تعزيز الأمن ومكافحة عمليات التهريب، وفق التحالف العربي الذي تقوده المملكة.

وتمتاز المهرة بامتلاكها أطول شريط ساحلي باليمن يقدر بـ560 كم مطلة على بحر العرب، كما يوجد بالمحافظة منفذان بريان مع سلطنة عُمان هما "صرفيت" و"شحن"، إضافة إلى ميناء نشطون البحري.