[ احتشاد المئات من مشايخ ووجهاء وأعيان محافظة أبين بمدينة شقرة ]
تلبيةً لدعوة المرجعية القبلية الشيخ وليد بن ناصر الفضلي، احتشد المئات من مشايخ ووجهاء وأعيان محافظة أبين بمدينة شقرة صباح الأربعاء للوقوف أمام قضايا المحافظة ووضعها في المشهد السياسي العام الذي يعيش تعقيدات كبيرة بظل انقلاب في صنعاء وآخر قامت به مليشيا المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً في العاصمة المؤقتة عدن وتوسع تحركاتهم في محافظات أخرى.
وأصدر مكتب رئيس اللقاء التشاوري لقبائل أبين الشخصية الاجتماعية والقبلية المعروفة الشيخ وليد الفضلي بياناً قال فيه "نظراً لما تمر به محافظة أبين من أوضاع أمنية وصراع واقتتال واستمرار لمسلسل استهدافها وتدمير ما تبقى منها فقد استدعت الضرورة عقد اللقاء لمشايخ ووجهاء وأعيان المحافظة وشخصياتها البارزة وذلك للوقوف أمام تلك الأوضاع وتدارسها والخروج برؤية وموقف واضح وصريح منها ودعوة كافة أبناء المحافظة بشرائحهم المختلفة لمزيد من التلاحم ورص الصفوف لمواجهة مخططات الاستهداف التي تُحاك ضد محافظتهم وتتبنى تنفيذها جهات خارجية ممثلة بدولة الإمارات وتنفذه لها أداتها المتمثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي".
وأضاف بيان الشيخ الفضلي أن "وقف التصعيد العسكري داخل المحافظة بات مطلباً ملحاً وكذا رفض جعل أبين ميدان صراع واقتتال داخلي تنفيذاً لأجندة خارجية لن تجني منها المحافظة وأبناؤها سوى سفك الدماء والخراب، ودعوة السعودية كونها الضامن لاتفاق الرياض لإجبار مليشيا المجلس الانتقالي على الانسحاب أو ترك قوات الجيش تنفذ عملها دون تدخل لوقفها كما حدث مؤخراً".
ودعا الشيخ الفضلي إلى سحب جميع المقاتلين الذين لا ينتمون لأبناء المحافظة وذلك بفرض سلطة الدولة في جميع مناطق ومديريات المحافظة فهناك إدارة أمن للمحافظة ووحدات عسكرية ممثلة بمحور أبين وهي المخولة بالانتشار وحفظ أمن واستقرار المحافظة.
كما دعا العُقلاء في الضالع ويافع لسحب أبنائهم من أبين والالتحاق في صفوف قوات الجيش الوطني، مؤكداً أن صبر أبناء أبين عليهم لن يطول كثيرا.
كما أكد الشيخ وليد بن ناصر الفضلي رفض مشايخ أبين ومكوناتها الاجتماعية ادعاء المجلس الانتقالي الواهية بتمثيله كل أبناء المحافظات الجنوبية، فهناك قوى سياسية وقبلية بارزة لها ثقلها في أوساط المحافظات الجنوبية لكن المجلس الانتقالي يسعى لحصر تمثيل الجنوب في نفسه باستخدام قوة السلاح وهذا مرفوض تماماً.
ولفت إلى أن سياسة المجلس الانتقالي الشمولية تعيد أذهان الجنوبيين إلى حقبة الستينيات والسبعينيات وما شهدته من اقتتال وتمزيق للنسيج الاجتماعي وما تزال آثاره ماثلة إلى اليوم.
واستنكر الشيخ الفضلي ما حصل لأبناء محافظة أبين من استهداف مناطقي داخل عدن واعتداءات على الأرواح والممتلكات تجاوزت كل الأعراف والتقاليد الاجتماعية وتعاليم الدين الحنيف من اقتحام للبيوت وسلب للمتلكات واعتقالات تستهدف ضرب النسيج المجتمعي ولن تكون آثارها محصورة على الفترة الراهنة بل ستمتد إلى سنوات قادمة كون تلك الأعمال ليست بالأمر السهل وتزرع الحقد في قلوب الناس.
وطالب الشيخ وليد الفضلي بتمثيل عادل لأبناء محافظة أبين في مفاوضات الرياض أسوة بغيرها من المحافظة فمحافظة أبين تعد خاصرة المحافظات الجنوبية كافة فضلا عما لديها من موقع جغرافي وثروات وحضور سياسي.
وجدد الشيخ الفضلي دعوة السعودية إلى أن يكون لها موقف إيجابي وسط كل هذه التعقيدات التي ساهمت في وجودها، والمساهمة في تطبيع الأوضاع في العاصمة المؤقتة عدن وإجبار مليشيا الانتقالي على التسليم ليعود رئيس الدولة عبد ربه منصور هادي والحكومة الشرعية ومؤسساتها لتقوم بدورها في خدمة المواطنين وحلحلة مشاكلهم.
ولفت البيان إلى ما عانته محافظة أبين من تدمير وإنهاك فهي قد شهدت حروباً مع الإرهاب منذ العام 2011 قبل أن تأتي حرب العام 2015 وتكمل ما بقي وتتواصل بعد ذلك موجات الصراع العسكري ويكون للمحافظة وأبنائها النصيب الأكبر من الخراب والتدمير دون أن يكون لها حضور في اي حديث عن إعادة إعمار.
ودعا الفضلي الحكومة الشرعية إلى أن تكون محافظة أبين ضمن أولوياتها في مشاريع البنى التحتية وإعادة الإعمار وتأهيل مؤسساتها التي شهدت موجات من التدمير.
وحمل الفضلي الحكومة ومن ورائها التحالف العربي ممثلا بالسعودية ودولة الإمارات مسؤولية رفع الضرر عن محافظة أبين وأبنائها، فضلا عن كون التحالف مسؤول عن ذلك بحكم القانون الدولي.
وحمَّل الشيخ الفضلي المجلس الانتقالي ومن خلفه دول التحالف مسؤولية انهيار الخدمات في عدن والاختلالات الأمنية التي تعيشها حيث بات المواطن العدني يعيش بظل قانون الغاب.
وأكد بيان الشيخ الفضلي أن من أولى خطوات تطبيع الأوضاع وتهيئة النفوس للاستقرار في المحافظات الجنوبية لن يكون دون الإفراج عن المعتقلين والمخفيين قسريا الذين اختطفتهم دولة الإمارات، بل وتعويضهم التعويض العادل عما لحق بهم من ضرر نفسي ومادي ومعنوي، وإغلاق جميع السجون التعسفية التي أنشأتها دولة الإمارات وما يزال عدد منها موجوداً تحت إشراف مليشيا المجلس الانتقالي بعيداً عن القانون.
واعتبر الشيخ وليد بن ناصر الفضلي ما قامت به دولة الإمارات من استحداث للسجون السرية والمعتقلات لتختطف فيها مئات الجنوبيين خصوصا من ينتمون لمحافظات معينة وبمقدمتها أبين التي ضحت بأغلى أبنائها في محاربة الإرهاب، يأتي في إطار سياسة ممنهجة لصناعة الإرهاب وضمان ديمومته ومن ثم جعل شماعة مكافحته سببا لبقاء السطوة الإماراتية على المحافظات الجنوبية.
وجدد تحميل دولة الإمارات مسؤولية تسليح ودعم مليشيا المجلس الانتقالي التي أنشأتها من الصفر لاستخدامها لابتزاز الدولة اليمنية ورئيسها لتحقيق مصالحها في السيطرة على الموانئ والجزر وإبقاء المحافظات الجنوبية في دائرة الفوضى ليتنسى لها ضمان مصالحها.
كما أعلن الشيخ وليد الفضلي تضامن قبائل أبين الكامل مع أبناء المهرة في وقفتهم البطلة أمام الفوضى والعبث الذي تريده الإمارات.
وأشار إلى أن ما قام به أبناء المهرة هو حق مشروع في صد مشاريع الفوضى والخروج عن الدولة وحتى لا يتكرر سيناريو محافظة سقطرى من إسقاط للدولة ومؤسساتها بأيدي المليشيات المدعومة من الإمارات وقبلها ما حصل في عدن.
وجدد الشيخ وليد الفضلي التأكيد على وقوف قبائل أبين مع مشروع اليمن الاتحادي من ستة أقاليم وهو الضامن للتوزيع العادل للثروة والسلطة بعيداً عن الشمولية والفوضى الذي يسعى إليه المجلس الانتقالي ومن خلفه دولة الإمارات للاستحواذ على ثروات المحافظات الجنوبية.
كما طالب المجتمع الدولي بالتحقيق في الممارسات الجسيمة التي ارتكبتها دولة الإمارات في عدن وسقطرى سواء بحق المدنيين وحقوقهم أو بحق جزيرة سقطرى المسجلة ضمن المواقع البحرية العالمية التي تتواجد فيها أحياء بحرية وكذا نباتات نادرة عملت دولة الإمارات على تجريفها.