[ قوات إماراتية في جنوب اليمن ]
يقول الباحث والصحفي الاستقصائي اليمني محمد الأحمدي، إن الإمارات تُضرم النيران وتشعل الحرائق في المنطقة العربية، بينما تسعى تركيا دوما لإخمادها.
جاء ذلك في مقابلة مع الأناضول حول الأدوار "المشبوهة" للإمارات في الدول العربية، وفي مقدمتها اليمن خلال السنوات الأخيرة.
ويصف الأحمدي الدور الإمارتي المتعاظم في المنطقة العربية بـ"المخرّب"، إذ استغلت أبوظبي انشغال القاهرة والرياض لتمتد أيادي العبث الإماراتي العديد من البلدان العربية.
ويمضى مفسرا: "الدور المصري تراجع إقليميا عقب الانقلاب على الراحل محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا، كما تراجع الدور السعودي جراء الانشغال بحرب اليمن وترتيبات بيت الحكم".
ويضيف الأحمدي: "الإمارات قامت بدعم الانقلابات العسكرية، وإنشاء مليشيات مسلحة متمردة، وتمويل جماعات العنف وغسيل الأموال، لتقويض الأمن والسلم العربي والسيطرة على القرار الوطني للدول".
ويتابع: "السياسة الخارجية للإمارات تفتقد الإطار الأخلاقي والقيمي المنظم لمواقفها وسلوكها تجاه الدول العربية".
أسباب معاداة تركيا
ويعزو الباحث اليمني أسباب معاداة الإمارات لمواقف تركيا، إلى "قدرة أنقرة الكبيرة في إدارة الأزمات مستندةً على تجربة وفهم معمق لطبيعة صراعات المنطقة".
ويقول: "تركيا تعمل كرجل إطفاء للحرائق التي تشعلها الإمارات وأطراف عدة في المنطقة العربية، من ليبيا إلى الصومال وسوريا".
ويؤكد: "تتعالى حاليا مطالب يمنية بضرورة وجود دور محوري لتركيا إثر نجاحها في دعم الشرعية الليبية مقابل إخفاق السعودية والإمارات في الحفاظ على الشرعية اليمنية".
ويضيف: "أبو ظبي والرياض حاولا الإجهاز على ما تبقى من الحضور الشكلي للحكومة الشرعية في اليمن، لا سيما في المحافظات الجنوبية والشرقية للبلاد".
ويعتبر الأحمدي أن "الإمارات تعاني من فوبيا صعود قوى التغيير الديمقراطي عقب الربيع العربي، أو ما يعرف بتيارات الإسلام السياسي، ما يجعلها في حالة عداء مع الدول التي تؤمن بحقها في المشاركة السياسية".
ويشير أن "الإمارات ترى تركيا مصدرًا لإلهام الشعوب العربية في النضال من أجل الديمقراطية والمشاركة السياسية وحقوق الإنسان، وهو الأمر الذي تعتبره خطرًا يهدد وجودها بالمنطقة".
عبث في اليمن وليبيا
وفيما يتعلق بالدور الإماراتي في اليمن وليبيا، يقول الباحث: "البلدان العربيان أصبحا نموذجا صارخا لغياب المسؤولية السياسية والأخلاقية لأبوظبي في التعاطي مع أزمات المنطقة".
ويوضح: "اليمن يعاني أكبر مأساة إنسانية في العالم، بينما تستمر الإمارات في تكريس حالة التشظي وتعميق الفوضى والانقسامات وارتكاب انتهاكات ترتقي إلى جرائم ضد الإنسانية".
ويفسر ذلك بأن "الإمارات عادة ما تستخدم الحرب على الإرهاب كذريعة لتقويض جهود مكافحة الإرهاب وتنفيذ أكبر عملية تخصيب للعنف والإرهاب في اليمن".
ويردف: "الإمارات لا تسعى فقط للسيطرة والاستحواذ على الموانئ والمواقع الحيوية البحرية والجوية اليمنية، لكنها أيضا تعطل دورها قصد الإضرار كعقاب جماعي للشعب اليمني".
وفي الملف الليبي يقول الأحمدي: "لولا تدخل تركيا لدعم حكومة الوفاق الشرعية لكان الوضع في غاية السوء، بسبب دعم الإمارات لمليشيا الانقلابي خليفة حفتر".
ويتابع: "لولا تدخل تركيا لشاهدنا مقابر جماعية على امتداد الجغرافيا الليبية على غرار تلك المقابر التي كشفت في ترهونة (90 كلم جنوب شرق طرابلس) والألغام التي زرعتها ميلشيا حفتر".
بوابة عبور إسرائيل
وتعقيبا على التقارب الإماراتي الإسرائيلي المُعلن مؤخرا، يقول الباحث اليمني: "الإمارات تقدم نفسها كبوابة عبور إسرائيل إلى العالم العربي".
ويضيف أن "الإمارات ترى أن هذه العلاقة جزء من استحقاقات المهام الوظيفية لها كصديق حميم لليمين المتطرف في الولايات المتحدة الأمريكية والغرب".
واستطرد قائلًا: "التفاخر الإماراتي بالعلاقة مع إسرائيل يمنحها أفضلية على صعيد الدعم الغربي لتحركاتها في المنطقة، وحصانة على أي تدخلات لها في الشؤون الداخلية للدول لدعم الفوضى".
ويرى الباحث اليمني أن الدبلوماسية الإمارتية تقوم على 3 محددات وهي: العداء للديمقراطية والحقوق المدنية والسياسية، وتقويض الشرعية في الدول العربية، ومحاربة استقلال القرار الوطني في الدول.
ويوضح مفسرا: "الإمارات تبدو كرأس حربة في مضمار الصراع ضد أي مشروعية سياسية في المنطقة، كما تتقمص دور مستعمر يقف على سيقان دجاجة، إذ تعمل كشركة مقاولة من الباطن لدى عدة قوى دولية".