[ الرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد ]
دعا الرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد لإيجاد حل عادل للقضية الجنوبية العادلة بما يرضي أبناء الجنوب، بعيدا عن العنف ومحاولة فرض الهيمنة والإقصاء.
وقال ناصر في حوار أجراه مع موقع "الأمناء": "تقدمنا بأكثر من مبادرة لحل الأزمة اليمنية وعملنا على تطويرها بشكل دائم"، مشيرًا إلى أن "الدولة الاتحادية من إقليمين (شمال وجنوب) هي أفضل الخيارات".
وأضاف "نحن ضد أعمال العنف بجميع أشكالها ومع الحوار لحل كافة المشاكل".
ودعا التحالف العربي الذي تقوده السعودية والمبعوث الأممي مارتن جريفيث للتدخل لإيقاف الحرب وإحلال السلام وحل جميع المشاكل بما يرتضيه الشعب في اليمن بشماله وجنوبه.
وقال إن "المشهد السياسي بشكل عام سيئ وخطير في اليمن بشماله وجنوبه، وفي المنطقة العربية، حيث لم تشهد اليمن والمنطقة العربية بتاريخها مثل هذا الوضع السيئ ومثل هذه الحروب، في كل من سوريا وليبيا واليمن وقبل ذلك الصومال والسودان والعراق ولبنان والجزائر، التي لا يستفيد منها إلا تجار الموت والحروب".
وأردف الرئيس اليمني الأسبق "المنتصر في هذه الحروب الأهلية مهزوم ولهذا طالبت بوقف الحرب طوال السنوات الماضية"، داعيا للاحتكام إلى لغة الحوار بدلاً عن لغة السلاح.
ولفت إلى أن "هذه الحروب أدت إلى تدمير القدرات الاقتصادية والعسكرية والبشرية وإلى جرح عميق في جسم الوحدة الوطنية لهذه الدول والشعوب لن يلتئم لفترة طويلة.. فهل سنتعلم من دروس وعبر هذه الحروب سواء في اليمن أو غيرها؟".
وأكد وقوفه "ضد الحرب سواء كانت في أبين أو سقطرى أو شبوة أو مأرب أو صنعاء أو أي مكان آخر، سواء في اليمن أو خارجها، والتي لا يستفيد منها إلا تجار الحروب. ولا يمكن القبول بأن يفْرض طرف ما حلولاً بالقوة ضد بقية الأطراف أو طرف بعينه وأن توضع كل القضايا على طاولة التفاوض".
وحول الحديث عن محاربة المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، لحزب الاصلاح، قال إن "الحزب مشارك في الحكومة منذ قيام الوحدة وحتى اليوم، وكما نعرف جميعاً بأن قيادتهم تقيم في الرياض وتلتقي بقيادات التحالف والمبعوثين الدوليين.. وكما تابعنا جميعاً لقاء الأمين العام اليدومي والآنسي مع الأمير محمد بن سلمان والشيخ محمد بن زايد في الرياض".
وأكد على إشراك الجميع في الحكم، وقال "لست مع أن يحكم الحوثي أو الإصلاح أو الشرعية أو الانتقالي لوحده ولست مع استئصال أي طرف وإنما أن يكونوا شركاء في الحكم خلال الفترة الانتقالية وبعدها يكون الحَكم والحُكم هو صندوق الانتخابات في ظل التداول السلمي للسلطة".
وقال "نحن بحاجة إلى رئيس واحد وجيش واحد وحكومة اتحادية انتقالية مزمنة وفقاً لمخرجات المؤتمر الجنوبي الأول في القاهرة.. كما أننا مع أي خيارات أخرى تحقق السلام والأمن والاستقرار في بلادنا دون إقصاء أو استثناء أحد".
وعن اتفاق الرياض يقول ناصر "لقد تابعنا توقيع الاتفاق بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي بإشراف دولتي الإمارات والسعودية، وكنا نأمل أن يؤدي هذا إلى انفراج وتحقيق الأمن في عدن المنكوبة والوطن الجريح، وكما هو معروف فإن الموقعين عليه كانوا من قيادة الحزب الاشتراكي اليمني، الخنبشي عضو مكتب سياسي والخبجي عضو لجنة مركزية، وذلك بعد انتقالهم من موقع إلى آخر، وهذا قرارهم وخيارهم، وهذا دليل على أنه توجد متغيرات في السياسة دائما.. وأن الثابت الوحيد هو مصلحة الوطن".
ولفت إلى أن اتفاق الرياض يذكره بما قاله له صديق فلسطيني بأنه كاتفاق أوسلو الذي قال عنه الرئيس حافظ الأسد إن كل بند فيه بحاجة إلى اتفاق بدليل أنه لم ينفد إلى اليوم وجاءت صفقة القرن لتعصف بما تبقى منه.
وذكر أن اتفاق الرياض في 5 نوفمبر 2019 لم يبدأ تنفيذه بعد، ويمكن قول نفس الأمر عن اتفاق ستوكهولم بين الشرعية والحوثيين منذ ديسمبر 2018.
وأكد ناصر أن المشكلة في اليمن لن تحل باتفاق الرياض ولا اتفاق ستوكهولم، ونحن لا نقلل من الجهود الإقليمية والدولية والمحلية التي بذلت في إعداد هذه الاتفاقيات، ولكن المشكلة تحل بقرار شجاع ينهي الحرب في اليمن اليوم وليس غداً، مضيفا "والسؤال هو: هل يملك الفرقاء القرار والإرادة والشجاعة لفعل ذلك؟".
واستدرك الرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد قائلا إن "ما يجري اليوم يذكرنا بحروب الملكيين والجمهوريين التي لم توقفها اللقاءات بين أطراف الصراع بما في ذلك مؤتمر حرض برعاية مصرية وسعودية، والذي استمر لـ15 يوماً يناقش جدول الأعمال واتفقوا على ألا يتفقوا، وكان هذا يحصل لأول مرة في التاريخ فقد حضره دهاة اليمن من الطرفين ولكنهم كانوا لا يملكون القرار، وما عجز عنه أطراف الصراع في الحرب الأهلية في اليمن آنذاك حسمه كل من الزعيمين جمال عبد الناصر والملك فيصل (رحمهما الله) في الخرطوم عام 1967 على هامش مؤتمر القمة العربية وفي أقل من 70 دقيقة، كما علمت، دون علم اليمنيين. وتوقفت الحرب بعد أن تحولت الى حرب استنزاف فمصر خسرت رجالها والسعودية خسرت مالها والمنتصر في هذه الحرب مهزوم والشهداء لهم الجنة".
واستطرد "نحن ضد أعمال العنف بجميع أشكالها ومع الحوار لحل كافة المشاكل، وما يجري اليوم من قتال واغتيالات وغيرها من الحوادث الأمنية ما هي إلا بسبب الحرب المستمرة منذ أكثر من خمس سنوات والتي جرى فيها تدمير الدولة والمؤسسات والاقتصاد وتشريد وتهجير الملايين في الداخل والخارج ويوجد اليوم أكثر من 20 مليون تحت خط الفقر ومن يدفع الثمن هو الشعب وحده".
وقال "لقد دخلت الحرب عامها السادس ونحن نتمنى على دول التحالف والمبعوث الدولي الى اليمن مارتن جريفيث أن يتدخلوا من أجل إيقاف الحرب وإحلال السلام في بلادنا والعمل على حل جميع المشاكل بما يرتضيه شعبنا في اليمن بشماله وجنوبه، وبما يحقق الأمن والاستقرار في اليمن لأن استقرار اليمن هو استقرار للمنطقة كلها".