[ تصعيد عسكري يتحدى هدنة اليمن.. 53 غارة سعودية ومعارك في البيضاء ]
واصلت أطراف النزاع اليمني تصعيدها العسكري الجوي والبري، رغم تكرار الدعوات الأممية لوقف القتال والتركيز على مواجهة فيروس كورونا الجديد الذي يصعب احتواؤه في خضم حرب مستعرة.
وقبيل يومين من انتهاء مهلة الأسبوع للهدنة المفترضة التي أعلنها التحالف السعودي الإماراتي من جانب واحد، تبادل طرفا النزاع الاتهامات بالتصعيد العسكري الحاصل لقرار وقف إطلاق النار الهش.
وفيما اتهم الحوثيون التحالف السعودي الإماراتي بشن 53 غارة جوية خلال يوم واحد بمحافظتي مأرب والجوف، اعتبر مجلس الوزراء اليمني "استمرار مليشيا الحوثي في تصعيدها العسكري بأنه تحد سافر للدعوات الأممية والدولية والتحركات القائمة لإحلال السلام لتوحيد الجهود لمواجهة وباء كورونا".
وأعلن المتحدث العسكري للحوثيين، يحيى سريع، في بيان صحافي، أن الطيران شن 53 غارة متفرقة بمحافظتي مأرب والجوف، منها 42 على مديريتي مجزر وصرواح بمأرب، و 11 غارة على مديريتي الحزم وخب والشعف بالجوف.
وزعم المتحدث الحوثي أن قواتهم تصدت لـ"زحف واسع من مسارين في مديرية الصومعة بالبيضاء"، لافتا إلى أنه تم التصدي له بعد معارك أسفرت عن عشرات القتلى والجرحى في صفوف القوات الحكومية.
ولم يتحدث الجيش الوطني الموالي للشرعية، اليوم الثلاثاء، عن معارك في البيضاء، واكتفى بالحديث عن صد ما وصفها بـ"محاولات تسلل حوثية" في جبهات مختلفة، دون تحديد مناطق معينة.
واتهم الجيش الوطني الحوثيين بدفع تعزيزات عسكرية كبير إلى جبهات صرواح، غربي محافظة مأرب، وجبهة نهم شرقي صنعاء، وكذلك إلى جبهات شمال غرب مثلث عاهم، بمحافظة حجة.
وكرس مجلس الوزراء اليمني التابع للشرعية جزءا كبيرا من اجتماعه اليوم الثلاثاء، لمناقشة الخروقات الحوثية للهدنة، وطالب بـ"ضرورة تحمل المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي مسؤوليتهم في هذا الجانب"، وفقا لوكالة "سبأ" الرسمية.
وقال مجلس الوزراء اليمني إن "إصرار ميليشيات الحوثي الانقلابية مجددا على إفشال التحركات الأممية لتوحيد الجهود لمواجهة وباء كورونا، يبرهن على استمرارها في مراوغاتها المعتادة وعدم جديتها أو قبولها الانصياع للسلام، واتخاذ فرص التهدئة ووقف إطلاق النار كفرصة لتحقيق مكاسب دون أي اعتبار لمعاناة الشعب اليمني".
ومع استمرار التصعيد العسكري، جدد المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، اليوم الثلاثاء، دعوته لضرورة وقف الأعمال القتالية، والتركيز على كارثة فيروس كورونا الجديد.
وقال غريفيث، في تغريدة على تويتر: "من غير الواقعي توقُّع أي احتواء ذي بالٍ للمرض في خضم حرب مستعرة، إن التهديدَ الذي تلوح بوادره أشدُّ خطورةً من أن يتم تسييسه".
وأضاف: "حان وقتُ العمل، ويقع على عاتق أطراف النزاع في اليمن مسؤوليةٌ تجاهَ شعبهم لوقف القتال والتركيز على هذه الكارثة في الحال".