[ جلال بلعيدي ]
اعتبر المحلل العسكري الدكتور على الذهب ان القضاء على القيادي في تنظيم القاعدة جلال بلعيدي سحب البساط على مليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح بعد محاولتهما الظهور كقوة ميدانية تحارب القاعدة داخل اليمن منذ اكثر من عامين.
وقال الذهب لـ(الموقع) ان ورقة القاعدة في اليمن لم تعد تنطلي على أحد، ولم يعد الأمريكان يعولون على الحوثيين بشأنها بعد أن دخل الطرف السعودي في المعركة بقضه وقضيضه، في أقوى مواجهة مع من يهدد أمن المملكة واستقرارها السياسي.
وأكد ان السعودية لن تغفل هذه المواجهة مع تنظيم أنصار الشريعة ؛ لأنه قطب الشر الآخر الذي يهدد المملكة، فضلا عن ما يمثله من تهديد للسلطة التي تحاول ترسيخ وجودها ودوام استمرارها، وهي سلطة الرئيس هادي.
وكانت طائرة امريكية بلا طيار قتلت فجر اليوم بلعيدي وعدداً من مرافقيه عبر استهداف سيارتهما في محافظة ابين.
وقال الذهب ان مقتل بلعيدي أتى في ظرف يجري فيه التحضير لمعركة وشيكة تستهدف تحرير مدينة المكلا من قبضة التنظيم الذي يسيطر عليها، ومنعا لتوسع نفوذه في مناطق أخرى من محافظات الجنوب والشرق، كما حدث في مدينة عزان بشبوة التي سيطر علبها مطلع هذا الأسبوع.
وعلق الذهب على هذه العملية قائلاً: إنها عمل استخباري ذكي سيؤثر على التنظيم كثيرا، لكنها لن تقضي عليه؛ نظرا لسياسته التي توفر البديل من القادة في مثل هكذا ظرف.
وحول تأثير بلعيدي قال الذهب: أعتقد أن الرجل انتهى دوره كأي لاعب في مباراة شديدة التنافس، وقد كان، بالفعل، لاعبا ماهرا كمقاتل في معركة ميدانية غير منتهية، مثلما كان حضوره كحارس مرمى قبل انضمامه للتنظيم.
وحول مدى تأثير هذه العملية على الوضع العام الذي تشهده اليمن متمثلة بالمواجهات المفتوحة مع الانقلابيين، وانزلاق الاوضاع فيها نحو التجربة الليبية قال الذهب: الوضع في اليمن يختلف تماما عن الوضع في ليبيا، من حيث الثروة، والتكوين المذهبي، والموقع الجغرافي المغري لأي جماعة إسلامية متطرفة تنظر لشمال إفريقيا كله بأنه بوابة الوصول إلى أوروبا، إضافة إلى مناسبة الوضع القائم هناك لأطراف دولية بعينها قادرة على إدارة اللعبة دون أن يمسسها أي خطر من ذلك.
وتوقع الذهب في سياق تصريحه لـ(الموقع) بأن يظهر تنظيم القاعدة في مناطق اخرى غير مألوف ظهورها فيها خاصة بمحافظات الشمال، والتي ستتحول لتكون مركزا ومسرحا لنشاطه، مؤكدا ان ذلك مرهون بنجاح أو فشل استعادة الشمال من قبضة الحوثيين وصالح.
واردف قائلاً: من يصنع الإرهاب ويمول نشاطه ويقضي عليه متى شاء، قادر على إعادته متى شاء.