[ الكاتب الصحفي أحمد الشلفي ]
في يوم من أيام إبريل 2004 م هاتفني الصديق العزيز مدير مكتب الجزيرة آنذاك مراد هاشم طالبا مني الحضور إلى مكتب القناة بصنعاء.
كنت احتفظ لمراد بعلاقة صداقة ومتينة وكان جميع من في المكتب أصدقائي بسبب زياراتي المتكررة والمستمرة لهم بمن فيهم مدير المكتب السابق الزميل والصحفي المعروف أنور العنسي الذي غادر المكتب لاحقا إلى مواقع إعلامية أخرى .
بعد مغادرة أنور أعلنت قناة الجزيرة عن وظيفة شاغرة لمراسل ميداني في مكتبها بصنعاء .
نشرت الصحف اليمنية الخبر وتقدم للوظيفة عشرات الصحفيين اليمنيين بملفاتهم وكنت واحدا من هؤلاء .
في إبريل أوفدت الجزيرة مدير قسم المراسلين وشخص آخر لاختيار مراسل واحد فقط من بين العشرات من الصحفيين اليمنيين المرموقين والذين كان معظمهم يعمل في صحف عربية ودولية وتلفزيونات .
مراد هاشم مراسل الجزيرة في واشنطن
أتذكر ذلك الحوار بيني وبين رئيس قسم المراسلين حينها وللعلم فقد استدعيت لحضور المقابلة دون أن يكون لي علم مسبق .
قال لي لو طلبنا منك اليوم أن تعد تقريرا حول قصة معينة فعن أي حدث ستكون القصة؟
أخبرته عن حدث سياسي كان يشغل حيز الأخبار وتناقشنا حول مجموعة أحداث.
فقال لي : ما رأيك أن تنجز تقريرا حول أزمة الخبز وحدد لي ثلاث ساعات فقط للنزول للتصوير وكتابة النص والمونتاح وتسليم التقرير.
ستة عشر عاما مرت منذ ذلك اليوم ولازال حاضرا بتفاصيله توجهت إلى أحد الأفران مع الزميل محمد السيد وهو مصور لحجي عتيق عمل في الجزيرة مند انطلاقها.
أنور العنسي الصحفي في قناة البي بي سي
أنجزت تقريرا حول أزمة الخبز وخاتمة جميلة وأنهيت كل ما طلب مني في الوقت المطلوب تماما .
لاحقا أنهيت تقريرا آخر ومقابلة مفترضة ومباشرة حول حدث سياسي واختبارا شفويا وكتابيا وتقريبا طلب من جميع الزملاء نفس ما طلب مني.
استغرق الأمر وقتا قبل أن أتلقى خطابا بالتعيين كمراسل لمكتب الجزيرة بصنعاء في يونيو من العام 2004مومن يومها بدأ العناء .
كنت اعلم حقا ما الذي يعنيه العمل في قناة كالجزيرة ولكني لم أكن أدري أن هواية إزعاج السلطات كانت هواية ممتعة بالنسبة لي ولم أكن أدري أن العصر الذهبي لأمني الشخصي قد انتهى بمجرد انتمائي للجزيرة .
بدأت بإعداد تقارير اقتصادية واجتماعية وقصصا إنسانية وهي في اليمن ملقاة على الأرصفة والطرقات قبل أن أدخل من باب واسع على السياسة والإختطافات .
شهدت تلك الفترة قيام القبائل باختطاف سواح أجانب مقابل مطالب سواء مطالب مالية أو الإفراج عن معتقلين.
تابعت خبر اختطاف مسلحين قبليين سواح في مأرب في 2005م وظل الخبر يتصدر النشرات قبل أن اتمكن من التواصل مع الخاطفين الذين عبروا عن مطالبهم وشروطهم لإطلاق الرهائن.
لا أتذكر كيف انتهى ذلك الحادث فلاحقا غطيت الكثير من تلك الأخبار التي ظلت الخبر الأبرز في اليمن وفي العالم لعدة سنوات وهو ما ضرب سوق السياحة وأضر بسمعة اليمن .
فمن جهة الأعمال الأرهابية لتنظيم القاعدة ومن جهة أخرى اختطاف السواح وايضا ارتفاع نسبة الفقر والبطالة وظلت اليمن لسنوات خبرا دوليا في الصحف والقنوات العالمية .