مع توسع وباء كورونا (كوفيد 19) حول العالم وتخطي الإصابات حاجز 800 ألف حالة، تنشط مبادرات شبابية في صنعاء من أجل توعية الناس ومساعدتهم على حماية أنفسهم في ظل مخاوف من انتشار فيروس كورونا، في وقت يدخل اليمن عامه السادس من الحرب التي خلفت أكبر أزمة إنسانية، بحسب الأمم المتحدة، وتسببت في تهالك الأنظمة الصحية.
وتهدف المبادرات، التي تعمل في ظل ضعف كبير بالإمكانيات ووسط فوضى الحرب، إلى توعية الناس حول الإجراءات الاحترازية للوقاية من الوباء العالمي، حيث كانت البداية من خلال مجموعات بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إذ انخرط العديد من النشطاء فيها وقرروا العمل في الجانب التوعوي إيماناً منهم بخطورة الفيروس وضرورة رفع الوعي.
في السياق، يقول محمد العامري وهو المشرف على الفريق لـ"العربي الجديد"، إنهم انطلقوا في البداية من خلال مجموعة أنشأها على فيسبوك، وبدأوا بجمع المعقمات والكمامات الواقية، كل حسب قدرته، ثم بعد ذلك اتفقوا على استهداف حي السنينة، أحد أكثر الأحياء ازدحاماً بالسكان وسط صنعاء.
ويشير إلى أن الهدف من المبادرة هو توعية الناس، موضحاً أن "الحل الوحيد في ظل عدم اكتشاف علاج لهذا الفيروس حتى اليوم، هو الوقاية".
وأضاف أن الفريق التطوعي قام بتوزيع مستلزمات النظافة الشخصية والوقائية على حي السنينة.
من جهتها، تقول ندى قحطان وهي إحدى المتطوعات في المبادرة إنهم يقومون بتكثيف التوعية للناس حفاظاً على حياتهم في حال انتشار الفيروس، وكذلك تقديم النصائح والإرشادات الصحية وغرس الثقافة بين أفراد المجتمع بضرورة غسل اليدين بالماء والصابون بشكل مستمر وكيفية استخدام المعقمات، والمساهمة في رفع الوعي المجتمعي.
وكانت منظمة الصحة العالمية، أعلنت الأحد، أن اليمن لا يزال خالياً من فيروس كورونا، ولم يتم تسجيل أي حالة مصابة بالفيروس، في وقت أعلنت وزارة الصحة الخاضعة لسيطرة الحوثيين ووزارة الصحة التابعة للحكومة الشرعية في عدن، عن فحص حالات مشتبه بإصابتها بالفيروس وتبين أنها سلبية (غير مصابة).
وقال ممثل المنظمة في اليمن، ألطف موساني، يبقى اليمن البلد الوحيد في إقليم الشرق الأوسط الذي لم يسجل أي حالة إصابة"، مشيراً إلى أن "المختبرات المركزية في صنعاء وعدن تعمل بشكل جيد، ويتم إجراء الفحوصات للحالات المشتبه بها يومياً وحتى الآن لم يتم تأكيد أي حالة".
كما ذكر أنه تم التعامل مع أكثر من 150 بلاغاً، والتحقق منها عبر فرق الاستجابة السريعة التي تساعد في تشخيص الحالات، مبيناً أن قرابة 333 فريق استجابة سريعة يعمل بشكل مستمر للتحقق من كل البلاغات.