[ الشيخ فيصل الشعوري ]
يتحدث عضو المجلس العسكري في محافظة إب الشيخ فيصل الشعوري عن طبيعة الجبهة العسكرية التي يقودها في حزم العدين بمحافظة إب، ويشرح بإسهاب تفاصيل المعارك هناك.
وفي هذا الحوار يكشف تفاصيل كثيرة عن وضعهم الميداني، ويتحدث بلغة رجال المقاومة وقادتها، مؤملا تحقيق الكثير من الطموحات.
نص الحوار:
سنبدأ من آخر التطورات الميدانية في الجبهة، فما هي أخر المستجدات وسير المواجهات في جبهتي الشعاور والأهمول؟
فيما يتعلق بسير المواجهات في جبهتي الشعاور والأهمول فهي ما زالت قائمة ومستمرة منذ قرابة الثلاثة أشهر ، وتشتد وتيرتها بين الحين والآخر حيث بدأت محاولة اقتحام المنطقة من الجهة الشمالية عبر منطقة الشقيب بني عمر التابعة لمديرية القفر فتم التصدي لها ودحرها ولاذت بالفرار مخلفة ورائها جرحى وأسرى وسيارة.
ومن ثم تلاها محاولة أخرى وهي دخولها من الناحية الجنوبية عبر منطقة سيدم التبعة للحزم فتم التصدي لها ودحرها أيضا وأسفرت المواجهات هناك عن قتلى وجرحى من الطرفين.
إذا من خلال كل تلك المحاولات التي ذكرتها ما سر الإصرار من قبل الميليشيا على اقتحام المنطقة؟
سر إصرار عصابة الغدر والإجرام على اقتحام المنطقة بني علي احساس من قيادتها ولد الخوف لديهم بأن أبناء هذه المناطق لن ينصاعوا لهم ولن يقبلوا العبودية، ولربما كانوا هم طلائع المحررين لمحافظة إب، طبعا مع وجود موقف لنا مناهض لوجودهم من البداية وبسببه تم اختطافنا وبسببه انطلقت أول شرارة حرب في القفر ومن ثم بالحزم والعدين فقررت الميليشيا التخلص منا ومن كل الأحرار في المنطقة فجاء العدوان منها مبنيا على الظن بأن بمقدورها إذلالنا وتركيعنا وهو المحال والمستحيل معا.
كما أن إصرارها يرجع أيضا للبحث عن استعادة هيبتها أمام علوج المحافظة المنجرين معها والمنظمين إليها وهم أيضا من يمارسوا التأليب والتحريض ضدنا تحت مسمى لو لم تقضوا عليهم لقضوا عليكم ،وشاركهم الرأي في ذلك عمالة بعض المغرضين والخونة من عقال الشعاور الكهنة اللذين انظموا للحوثي منذ الوهلة الأولى فظلوا يكيدوا لنا ولأبناء المنطقة عند أسيادهم فأذلهم الله وأخزاهم بنصره وتأييده لنا.
ما اهمية موقع المنطقة في إطار مديرية الحزم من الناحية الجغرافية والعسكرية؟
فيما يتعلق بموقع عزلة الشعاور فهي تقع في الشمال الشرقي لمديرية الحزم، وهي أخر منطقة تابعة لها من هذا الاتجاه، حيث يحدها من جهة الشرق عزلة بني شبيب التابعة لمديرية حبيش ومن جهة الشمال بني عمر وبني مبارز التابعة لمديرية القفر ومن جهة الغرب الأحكوم التابعة لمديرية الحزم ومن جهة الجنوب سيدم التابعة كذلك لمديرية الحزم.
ويحتل موقعها الجغرافي أهمية كبيرة بالنسبة للمديرية حيث تمثل حلقة وصل بين ثلاث مديريات هي الحزم وحبيش والقفر، ويتفرع منها خط يؤدي إلى الجراحي بمحافظة الحديدة، وخط آخر لمديرية القفر، ومن خلاله إلى مدينة الشرق في آنس بمحافظة ذمار شمالا، وكذلك اتصالها بمديرية حبيش مباشرة، وتربطها بكل العزل والقرى من المديريات المجاورة أو من نفس المديرية علاقات قبلية واجتماعية متميزة في كلى المديريتين حبيش والقفر.
ومن خلال تلك الأهمية الجغرافية التي ذكرناها تتضح الأهمية العسكرية والاستراتيجية للمنطقة وهي التحكم بالطرق المؤدية من وإلى ثلاث مديريات هي الحزم وحبيش والقفر نظرا للموقع الجغرافي الذي تحتله المنطقة وبالتالي فإن السيطرة على المنطقة الجبلية الوعرة تعني السيطرة على معظم تلك المناطق والطرق المؤدية إليها.
ما رأيكم في توقيت إعلان المجلس العسكري وما هو الجديد الذي سيضيفه؟ أو ما هي مميزاته؟
المجلس العسكري ليس إلا اسما سبقه كثير من المسميات، والمقاومة الشعبية هي القلب النابض، والجسم المتحرك، والنار المتوقدة، والبركان الثائر لدحر ميليشيا المخلوع والحوثي، والمقاومة هي الرديف الاخر والوجه الثاني للمجلس ولن يقتصر العمل والتحرير على العسكريين فحسب بل هو مسؤولية جماعية للجميع أفراد وأحزاب عسكريين ومدنيين مسؤولية كل الوطنيين من أبناء هذا الوطن.
هذا أولا ومن حيث توقيت إعلانه فهو بمثابة وضع الفأس بالرأس للميليشيا وقد تفاجأ الحوثي من هذا الإعلان الذي أرقه كثيرا كونه يخاف من تشكيل كيان جامع لكل أطياف المقاومة والمجتمع تضلهم مظلة الوطن الواسع، يستطيعون من خلاله توحيد الجهود ورص الصفوف في مقارعة هؤلاء البغاة، لا سيما وإعلانه جاء في ظروف غير مناسبة بالنسبة للحوثي حيث يعيش حالة من الارتباك والهزيمة النفسية ويكابد سكرات الموت في كل ربوع الوطن.
وأما مميزات المجلس فهو كيان جامع يعمل على توحيد المقاومة في عموم مديريات المحافظة، وسيقوم بتأهيل وتدريب المجندين من رجال المقاومة في المحافظة، وسيمثل حلقة وصل فيما بين المقاومة من جهة وبين الحكومة والتحالف من جهة أخرى.
لكن مثلما لديه مميزات فله عيوب أيضا، فقد شاب تشكيله كثير من الغموض والريبة وطغى عليه عامل الوساطة والمحسوبية والتعصب، كما وأنه أيضا لم يستوعب كل من له سابق نضال وظهور وحضور في الميدان، بل اقتصر على من هم في الخارج، وقليل ممن هم في الجوار لا يمتلكون موضع قدم ينتصبون فيه مع احترامي للعمداء.
واوجه عبركم نصيحة لرئيس ونائب المجلس بأن يعيدوا النظر في كثير من الأمور التي تتعلق بتشكيلة المجلس، ومعالجة ما يجب معالجته وإضافة من يجب إضافته، حتى يكتمل البناء ونصبح جسدا واحدا لا خوار له.
هل هناك من المنطقة من لا يزال يؤيد المعتدين ويقف بصف من يقصف بلاده ويقتل أهله يوميا؟
نعم،، للأسف يوجد من المنطقة وفي المنطقة من يحرض ويصحح ويخذل ولكنهم باءوا بالفشل أمام صمود الرجال المخلصين، فقد اعتلوا الجبال وقارعوا قوى التمرد بكل استبسال، ولم يلتفتوا قط إلى مثل أولئك الحثالة ولا غرابة في ذلك، وهم من يقفون وراء عرقلة التقدم بخيانتهم وخذلانهم، وهم من استقدموا الميليشيا للاعتداء على أهلهم وبلادهم، ولن يغفر التاريخ لمن باع أرضه وعرضه، ولن ينجو من تسبب بقتل الأبرياء، وسيأتي اليوم الذي يحاكمون فيه.
حسنا بما أنك لم تذكر أسمائهم هل ممكن أن تذكر لنا أي طرف سياسي يتبعون؟
بالطبع الجميع يعرف أنهم من أتباع المخلوع الهالك الذي دمر البلاد وقتل العباد.
في المقابل هل هناك دور ملموس للمجتمع في المنطقة في دعم المقاومة؟
دور المجتمع ليس بالمستوى المطلوب، نتيجة للظروف الصعبة والقاسية التي يعيشها المجتمع و التي أوصلتنا إليها عصابة الميليشيا.
ماذا عن المشاركة في الجبهات؟
بالنسبة للمشاركة المباشرة في الجبهة، فأغلب أبناء المنطقة التحم بالمقاومة منذ البداية، وشارك في القتال، وقدم كل ما لديه من نفس ومال وسلاح، ولم يترك شئ في وسعه إلا وقدمه، ونحن قاومنا منذ أن وطأت قدم الحوثي محافظة إب، ومثلنا الكثيرون من أبناء المحافظة الشرفاء، وسنظل علي ما نحن عليه من نضال، وسنمضي رافضين لمشروع الإنقلابيين الطائفي حتى النصر بإذن الله.
ماذا عن مستوى التنظيم والتنسيق بينكم وبين المقاومة في المديرية والمحافظة والمحافظات الأخرى؟
مستوى التنسيق بييننا وبين اخواننا في الأهمول جيد كمقاومة، فنحن جميعاً أمام خطر واحد، ونعمل بروح الفريق الواحد، وتوجهنا واحد، وهدفنا هو تحرير المنطقة والمحافظة من سماسرة بيع المواقف ورعاع العبودية أولا ومن ثم الوطن كاملا.
وأما ما يتعلق بتنسيقنا مع المديرية وكذا المحافظة فهو شبه منعدم نظرا لعدم وجود الرموز القيادية في المديرية والمحافظة بعد احتلالها من الميليشيا ولذلك فإننا نكتفي بالتواصل معهم للاطمئنان عليهم والتنسيق فيما يحتاج لتنسيق.
وبالنسبة للأحزاب ما موقفها في المنطقة؟
الأحزاب غير موجودة، وما يوجد هم مشايخ مسيطرون على الحزبية، وموقف الحزب من موقف الشيخ والعكس بالعكس.
وهنا أحب أن أسجل كلمة للتأريخ للأسف هناك الكثيرين خذلونا من أحزابنا، ومن كنا نعول عليهم وشهادة لله وبما أني قيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام فلم يقف معنا في رفع الظلم ومواجهة الطغيان غير الإخوة في التجمع اليمني للإصلاح بالمديرية وعلى مستوى المحافظة.
ومنذ بداية العدوان الميليشاوي علينا وهم يتابعون سير المواجهة، ويمدونا بما يقدرون عليه، ونلجأ إليهم بعد الله كلما تأزمت الأمور، كما أنهم لا يبخلون علينا ولو بالدعاء والارشادات، ونعطيهم حق الرأي والمشورة، بكل ثقة متبادلة وهذه المواقف يسجلها التأريخ لهم.
أما ما يخص التنسيق بيننا وبين الحكومة حقيقة غير موجود، لعدم وجود من يمثل الحكومة أصلا وفاقد الشي لا يعطيه، ونود التأكيد ان جهودنا معظمها ذاتية فحماية العرض وصون الكرامة لا تحتاج الانتظار، فبادرنا بكل ما نقدر عليه والحمد لله حققنا ما في ميادين الشرف لم يتخيله المعتدي نفسه.
الم تتدخل الحكومة الشرعية بالمطلق لدعمكم؟
تخيل أكثر من ثلاثة أشهر من المواجهات والتصدي لميليشيا الغدر والخيانة، ولم نلمس ولو مثقال ذرة مساعدة من الحكومة أو من يمثلها في المحافظة، ولم نعول عليها كثيرا، فتعويلنا كلنا نحن والحكومة بعد الله على قيادة التحالف، وكان دعمهم لنا جيد جدا خصوصا في البداية حيث قام التحالف بمساندتنا بالضربات الجوية لمواقع ميليشيا المخلوع والحوثي في مناطق العدو مثل عدن بني شبيب ولعدة مرات، كما قدمت لنا مساعدات أخرى لوجيستية، ومساعدات استخدمناها في شراء ذخائر مقابل ذخيرة، ومداواة الجرحى وغيرها من الاحتياجات الضرورية.
وقد اتسم تنسيقنا مع التحالف بتبادل الثقة الكبيرة والمصداقية وما يزال التنسيق جاري معهم.
وعموما هناك بعض التنسيق والدعم ولكنه ليس بالقدر الكافي، ونأمل بتحسنه في القريب العاجل خصوصا بعد تشكيل المجلس العسكري للمحافظة ليكون كل شئ يسير بشكل رسمي.
ختاما ما هي الرسائل التي تحب أن توجهها في نهاية هذا اللقاء؟
رسالتي للميليشيا ونؤكد لها أن زمن بقائها في إب وتعز وغيرها من محافظات الجمهورية بات قصيرا، وأن العد التنازل لإخراجها قد بدأ، ولم يعد بإمكانها تضليل أحد من أبناء اليمن الشرفاء والأحرار للبقاء معها، لا سيما ومشروعها الطائفي والإجرامي قد بدى واضحا لدى كل اليمانيون، كما اتضحت عمالتها ضد أبناء شعبها ووطنها، ومثلما دخلت القرى والعزل والمدن بقوة السلاح ستخرج بقوة السلاح، والجزاء من جنس العمل.
و نؤكد لها بكل ثقه واقتدار بإذن الله بأنها ستخرج من محافظة السلم والسلام مذمومة مدحورة كما خرج الشيطان الرجيم إبليس من الجنة ، وأن كل من حولها من المغرر بهم سيتبرئون منها، وحينها ستعلم عاقبة ظلمها وتنكرها ونقضها للعهود وتعرف مدى حقارة تصرفاتها وانتهاكاتها لحقوق المواطنين ونهب أموالهم وتشريدهم وقتلهم وتعرف زيف ماهي عليه من وهم وسراب.
وثاني رسالة أوجهها للحكومة اليمنية حكومة الشرعية وقيادة التحالف العربي بأن مقاومة إب بصفة عامة ومقاومة الحزم على وجه الخصوص، قد سخرت كل جهودها وامكانيتها في مواجهة ميليشيا المخلوع والحوثي منذ اجتياحها للمحافظة واجتياح قراها وعزلها ولم تترك وسيلة من وسائل الحرب والمواجهة ولا أسلوب إلا وقامت به ، كونها تدرك أن بعد هذا النضال ومشروعيته وضرورته كما تدرك خطورة المد الفارسي والتوسع الشيعي في شبه الجزيرة العربية على الأمن القومي لليمن والخليج على السواء.
وبالتالي نناشد الحكومة اليمنية ورئيس الجمهورية وقيادة التحالف العربي بالإلتفات و دعم مقاومة إب بصفة عامة ومقاومة الشعاور بصفة خاصة، وتقدير معاناتها واحتياجاتها شاكرين لقيادة التحالف سابق دعمها ومساندتها لنا.
وثالت رسالة أوجهها لمن لهم الحق علينا وهم رجال المقاومة وأبطالها الميامين المرابطين في مواقع الشرف والبطولة دفاعا عن كرامة الإنسان وسيادة الأوطان صدور المحافل وقادة الجحافل سيوف الحق وسهامه أحييهم وأحي شموخهم وثباتهم وأبارك لهم انتصاراتهم وصمودهم أينما كانوا في شرق الوطن أو في غربه.
وختاما أدعوا المتحوثين من أبناء المحافظة أن يعيدوا النظر في خطوات سيرهم وزلات أقدامهم التي انزلقت مع الحوثي ومارست معه القتل والاعتقال والنهب والابتزاز، ولتنظر ماذا جنت من مغبة انجرارها ومجازفاتها وما هي المكاسب التي تحققت لها.
ورسالة أخيرة للإعلام والإعلاميين أتمنى منهم أن يوصلوا للناس حقيقة ما يدور هنا، ويوضحوا معاناة الأهالي جراء حصار الميليشيا للمنطقة بصورة همجية ووحشية وما يرتكبوه من إجرام مستمر من قصف وقتل وحصار والآم نتكبدها هنا بعيدا عن الإعلام.