[ رغم الحوار بينهما.. لماذا يعاود التحالف قصف مناطق للحوثيين؟ ]
أكد القيادي الحوثي محمد البخيتي أن الحوثيين عندما عرضوا مبادرة لوقف إطلاق النار من جانب واحد مع قوات التحالف السعودي الإماراتي، كان ذلك من منطلق قوة لا من منطلق ضعف، وذلك لإيمانهم بأن الحرب ليست من مصلحة أي طرف في المنطقة، بل هي من مصلحة الولايات المتحدة وإسرائيل فقط.
وردا على تفسير الحوثيين للغارات التي شنتها قوات التحالف على مواقع لهم في الحديدة رغم المحادثات بينهما، مضى البخيتي يؤكد أن على دول التحالف أن تعلم بأنه ليس من مصلحتها الاستمرار في حرب فقط لخدمة مصالح أميركية وإسرائيلية حتى لو كانت على حساب مصالحها الخاصة.
وقال إن دول التحالف تدرك جيدا قدرة الحوثيين على الرد، وقد فعلوا ذلك عندما قصفوا العمق السعودي والإماراتي، كما استطاعوا أن يحققوا تقدما على الأرض. ومع تشديده على أن الكرة الآن في ملعب قوات التحالف، فإنه أكد أن صبر الحوثيين ليس بلا نهاية.
أما الباحث في الفلسفة السياسية رامي العلي فأشار إلى أن وقف إطلاق النار لم يتم إقراره إلا من جانب الحوثيين، وبالتالي فإن قوات التحاف تبدو غير معنية به.
ومع ذلك لم يستهجن العلي لجوء قوات التحالف إلى تعزيز ضرباتها العسكرية على مناطق للحوثيين رغم وجود مباحثات وحوار بينهما، ولم يستبعد أن تكون هذه الهجمات في إطار فرض الشروط على طاولة التفاوض، أو نتيجة تدخل قوى إقليمية ودولية في الملف اليمني.
ولم يستبعد العلي أن تكون التطورات الإقليمية في ملفات ساخنة بالمنطقة لها علاقة بالتصعيد العسكري من قبل قوات التحالف، مشيرا إلى الضغوط التي تتعرض لها إيران، وإلى تطورات الأزمة الخليجية.
من جانبه أكد المحلل السياسي عمر عياصرة أن قرار وقف إطلاق النار لم يتبنّه التحالف، لكنه أكد قناعته برغبة السعودية في إنهاء حربها باليمن، ولذلك ذهبت إلى الحوار مع الحوثيين.
ولم يستبعد عياصرة أن يكون الهجوم الأخير للتحالف يأتي في سياق التطورات التي تجري على طاولة المباحثات، وتساءل لماذا لم يرد الحوثيون على الهجوم؟ ولماذا اكتفوا بالتهديد؟ وهل عادت السعودية إلى التفكير في الخيار العسكري لإنهاء أزمتها معهم؟