[ بعد الكشف عن تفاصيل اتفاق الرياض.. وزيران يمنيان يرفضانه ويتوعدان الإمارات بالهزيمة ]
توعد وزير النقل اليمني صالح الجبواني الإمارات ومن تدعمهم في اليمن بالهزيمة في عتق مركز محافظة شبوة في جنوب البلاد، بينما دعا نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اليمني أحمد الميسري، الرئيسَ عبد ربه منصور هادي إلى رفض الاتفاق الذي تم بين الحكومة والمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا بشأن عدن، معتبرا أن مشروع الإمارات في اليمن قد سقط، وطالب بحكومة لا تتحكم فيها الرياض وأبو ظبي.
وفي تغريدة على تويتر، قال الجبواني "نحن في عتق التي على أبوابها سقطت الإمارات ومشروعُها وأذنابُها"، وأضاف "هذه أرض اليمنيين ومئات الألوف من الشباب جاهزون للدفاع عنها، ولن يكون للعملاء والمرتزقة موطئ قدم على ترابها ولو وقعوا مليون اتفاق".
وطالب وزير النقل اليمني السعودية بالنأي عن المشروع الإماراتي، لأنه سيفشل وسيسقط على الأرض، وحذر قبل ذلك من اتفاق الرياض باعتباره مكافأة للانقلابيين بإشراكهم في الحكومة بدل اقتيادهم للمحاكمة، وفق تعبيره.
وفي وقت سابق دعا نائب رئيس الوزراء وزيرُ الداخلية اليمني أحمد الميسري -في كلمة خلال لقاء موسع مع شيوخ ووجهاء محافظة شبوة- الرئيسَ اليمني إلى التمسك بالثوابت الوطنية وعدم مكافأة الانقلابين والمتمردين، على حد قوله، وأكد أنه لا يريد حكومة شقها يتحكم فيه محمد آل جابر سفير السعودية في اليمن، والشق الآخر يتحكم فيه ضابط إماراتي، متسائلا عن موقع اليمن من هذه الحكومة.
وقال الميسري إن الإماراتيين مارسوا الإذلال على الحكومة اليمنية، وإنهم تحكموا في قراراتها، وأشار إلى وجود خلل في العلاقة بين الحكومة الشرعية والتحالف السعودي الإماراتي، وأضاف أن مشروع الإمارات في اليمن سقط وأنه لن يقبل أي اتفاق مُذل لليمن، وأن اليمنيين لن يعودوا إلى عدن إلا بحدِّهم وحديدِهم، بحسب تعبيره.
ووجه الميسري سؤالا للوزير السعودي عادل الجبير: مَن قصف الجيش الوطني على مشارف عدن؟ وذلك بعد حديث الجبير عن انسحاب الإمارات من اليمن، وإعلان أبو ظبي أنها هي التي شنت الغارات الجوية في أغسطس/آب الماضي.
وفي السياق، وصف عادل الحسَني -أحد قادة المقاومة الجنوبية- ما اتُّفق عليه في السعودية بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، بأنّه وصاية سعودية إماراتية في غلاف من الشرعية.
وقال الحسني لبرنامج ما وراء الخبر إن الرئيس هادي كان رافضا لتوقيع الاتفاق واشترط إجراء تعديلات على مسودته، لكن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والسفير السعودي في اليمن ورئيس الاستخبارات التقوا به مدة خمس ساعات، وتمخض اللقاء عن أن يوقع "سالم الخنبشي" نائبُ رئيس الوزراء على الاتفاق حتى تتم المراسم الكاملة للتوقيع لاحقا.
موقف المؤيدين
لكن للاتفاق مؤيدين أيضا منهم عبد الملك المخلافي مستشار الرئيس اليمني الذي رأى فيه تعزيزا للشرعية ولوحدة الصف أمام الانقلاب الحوثي، دون أن يذكر الفرق بينه وبين انقلاب عدن، ولا الرادع الذي قد يمنع انقلابا ثالثا من جهة ثالثة، طالما أن النهاية على هذا النحو.
وفي تعليقه على توقيع الاتفاق مع الحكومة اليمنية، قال المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا إنّ توقيع المجلس على الاتفاق خطوة إستراتيجية على طريق تحقيق مشروعه في انفصال الجنوب عن الشمال في اليمن، وأضاف أن ذلك الاتفاق يُؤسس لمرحلة جديدة ومُتقدمة يكون فيها للجنوب تمثيل رسمي على الطاولات الإقليمية والدولية.
كما قال المتحدث أيضا إن الاتفاق يؤسس لشراكة على كل المستويات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية مع التحالف السعودي الإماراتي، وأشار في السياق نفسه إلى أن الاتفاق جعل ما وصفه بالقضية الجنوبية تنتقل إلى مرحلة الشراكة الواضحة والرسمية والاعتراف الاقليمي والدولي بها، وشدد على أن اتفاق الرياض بين الحكومة والانتقالي يمهد لانتزاع ما قال إنه حق الجنوبيين في إدارة أرضهم وتأمينها وحمايتها.
من جانبه، دعا هاني بن بريك نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، الحكومة اليمنية للبدء في مرحلة جديدة وفق "اتفاق الرياض".
وقال بين بريك في حسابه على موقع تويتر "أناشد الجميع ترك كل المناكفات وبدء مرحلة جديدة مع الاتفاق الذي هو طوق الخلاص في هذه المرحلة"، وأضاف "علينا ألا نلتفت للاستفزازات ولا لخطابات الكراهية"، مؤكدا الثقة في التحالف السعودي الإماراتي.
وبين منتقد وموافق، يغيب صوت الرئيس اليمني، مضاعفا شكوك البعض بشأن استقلال قراره، إذ لم يخرج هادي بكلمات تشيد بالاتفاق وتطمئن الخائفين منه، وهو غالبا لا يظهر إلا في مثل تلك الصور المنزوعة الصوت إما لاجتماعات مع حكومته في الرياض أو لقاءات مع مسؤولين سعوديين وإماراتيين، رغم تصاعد تحذيرات وزرائه المتكررة من انحراف العلاقة مع الدولتين وحاجتها للتصحيح.
ومن المقرر أن توقع الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا على "اتفاق الرياض" بشكل رسمي خلال يومين، بحسب ما أفاد به وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني.
وينص الاتفاق الذي رعته السعودية على تشكيل حكومة وحدة مناصفة بين شمال اليمن وجنوبه، كما يقضي بدمج التشكيلات العسكرية والأمنية في هياكل وزارتي الدفاع والداخلية.
يشار إلى أنه -في أغسطس/آب الماضي- اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي المطالب بالانفصال عن شمال اليمن، تمكن خلالها الانتقالي من السيطرة على عدن -العاصمة المؤقتة للبلاد- منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء.