[ أوريان 21: ماذا فعلت السعودية في اليمن غير العمليات العسكرية والتفجيرات؟ (الجزيرة) ]
تساءل موقع أوريان 21 الفرنسي عما ظلت السعودية تفعله طوال السنوات الخمس الماضية في اليمن، باستثناء التفجيرات والعمليات العسكرية أو ما سماه بجرعة الدواء المر؟ وعن إستراتيجيتها هناك؟
وخصص الموقع مقالا للصحفي اليمني مصطفى ناجي، قال فيه إنه وبعد أكثر من أربع سنوات من القتال، أصبح اليمن جزرا تقودها مليشيات مرتبطة في الغالب بدول خارجية، وأصبح الجيش غير مركزي والاقتصاد يتخبط، والسعودية في مواجهة ذلك متقلبة وعديمة الإحساس، كما لو أنها ليست لديها سياسة تريد تنفيذها، والنتيجة -كما يقول ناجي- أن اليمن صار مستنقعا لدول التحالف وجحيما لشعبه المعاقب بعدم وجود إرادة دولية لتسوية النزاع.
ويمضي الكاتب ليقول إنه وبعد كل هذه السنوات، لا تزال موازين القوى بين المتحاربين في اليمن غير واضحة المعالم، من حيث الفائز المحتمل ومسؤولية القوى الخارجية.
صيف قاسٍ
وأضاف أن الصيف المنصرم كان قاسيا على اليمنيين المهتمين بسيادة بلادهم ووحدتها، لأنه أظهر انقسامات الجبهة التي تقاتل المتمردين الحوثيين، وحدثت فيه السيطرة على عدن من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي بدعم الإمارات، ليهرب منها أعضاء الحكومة الذين كانوا يعملون بصورة خجولة هناك.
وفي مواجهة هذه الفوضى في المعسكر المناهض للحوثيين كما يقول ناجي، يحاول السعوديون الحفاظ على المظاهر، ويسلطون الضوء على الوساطة بين الإماراتيين والحكومة اليمنية التي تهدد بطرح القضية في مجلس الأمن الدولي، علما بأن السعودية تريد الاحتفاظ بالملف وترفض التدويل.
صراع لا معالم لنهايته
ويرى الكاتب أنه كلما طالت فترة الصراع يصبح الأمر أكثر تعقيدا، وذلك لأمور منها: أن الأزمة الإنسانية تزداد سوءا مما يبث الرعب بين الأسر بعد أن أصبح الموت يوميا تقريبا، ومنها أن الانقسام في المعسكر المناهض للحوثيين يجعل المتمردين أكثر طمعا في الانتصار مما يدفعهم إلى الزهد في الحلول السياسية.
وقال إن الحوثيين الواثقين جدا من قدرتهم على إلحاق المزيد من الضرر بصورة السعودية والوصول إلى أهداف إستراتيجية في قلبها، يتحدثون بفخر عن "مصالحة وطنية" من شأنها أن تضعهم في قلب الأمور وتجلب لهم الاعتراف الدولي، دون تقديم أي تنازلات، وهم يطمحون الآن لإسقاط شرعية الحكومة المعترف بها في قرار مجلس الأمن 2215.
تهديدات غير مسبوقة
ويرى الكاتب أن السعودية -في مقابل الحوثيين- تبدو معرضة لتهديدات غير مسبوقة، بعد إصابة بناها التحتية بضربات متكررة، مما أظهر هشاشة المملكة مقابل القفزة التكنولوجية التي قام بها الحوثيون الذين ضربوا مطار أبها في يونيو/حزيران 2017، ثم قاموا -بحسب زعمهم- بهجوم سبتمبر/أيلول المكثف على مواقع النفط.
وتبدو السعودية غير قادرة على مواجهة إيران أو تغيير الوضع في اليمن. وبحسب الكاتب، فإن القادة والكتاب السعوديين يتساءلون عما إذا كان الشركاء الإقليميون والدوليون قد خدعوهم، وعما إذا كان ما يدعمونه طوال السنوات الخمس الماضية هو بالفعل حكومة يمنية؟