[ من الرياض.. هل بدأ موسم الإشارات الإيجابية بشأن إنهاء الحرب في اليمن؟ ]
قال المحلل السياسي أسعد بشارة إن حديث نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان يعد اختبارا حقيقيا لرغبة الحوثيين في التهدئة، وأن على جماعة الحوثي بدء إيقاف إطلاق الصواريخ الباليستية، ووقف الاعتداء المباشر على الأراضي السعودية، والتهدئة في الحد الجنوبي.
وأضاف في تصريحات لبرنامج "ما وراء الخبر" أن على الحوثيين الإعلان رسميا الترحيب بالمبادرة السعودية وإثبات أن قرارهم بأيديهم وليس بيد إيران.
في المقابل، قال عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثيين محمد البخيتي إن الإعلان الحوثي ليس تهدئة، وإنما مبادرة لوقف إطلاق النار من جانب واحد، وهو ما يعد تنازلا كبيرا منهم، لأنهم لم يطلقوا الطلقة الأولى في هذه الحرب، وهم اليوم بانتظار رد رسمي وعملي من الجانب السعودي، لأنهم توقفوا تماما عن قصف العمق السعودي، وأن على السعودية أن تحل مشاكلها مع إيران بعيدا عن اليمن.
من جهته، قال المحلل السياسي عمر عياصرة إن هناك نوعا من التحول في الملف اليمني من قبل الطرفين، وإن هناك رغبة سعودية أميركية في التهدئة مع الحوثي لتحيده عن إيران، وليس للقبول به في الحياة السياسية اليمنية، وتوقع عدم قبول الحوثي في الحياة السياسية اليمنية، معتقدا أن الطرفين غير جادين في وقف هذه الحرب.
إشارات متبادلة
ويرى بشارة أن إعلان الحوثيين عن التهدئة خطوة جيدة إذا تبعها حوار يمني يمني تحت مظلة الشرعية العربية والدولية، مؤكدا أن الكلام السعودي أصبح واضحا بأن كل ما ابتعد الحوثي عن إيران كان أقرب للحوار معها، رغم أن طهران هي اللاعب الأساسي في اليمن، وإذا لم تعط الحوثيين الضوء الأخضر للتهدئة فلن يكون هناك حوار.
وهاجم البخيتي ولي العهد السعودي، متهما إياه بالمكابرة في الحرب اليمنية، وأنه لا يدرك أن وقف الحرب يصب في مصلحته، ودعا السعودية للاستفادة من مبادرة الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز عام 2010، عندما توصل مع جماعة الحوثي لوقف الحرب، وهو ما أخرج السعودية من ورطتها، حسب زعمه.
وعبر عياصرة عن اعتقاده بأن هناك دفعا دوليا لإنهاء الحرب في اليمن، ورغبة أميركية للحوار مع الحوثيين في عمان، ودفعا من واشنطن للرياض من أجل الحوار مع الحوثي، مشككا في الوقت ذاته في تصريح نائب وزير الدفاع السعودي حول إذا كان الهدف هو تهدئة أم تسوية؛ لأن الحديث عن التهدئة يعني عزل هذه الجبهة عن الإقليم، وهو ما لن تسمح به إيران.